الاعجاز اللغوي في القران الكريم

> «الأيام» عبدالناصر علي النخعي:

> تتمثل معجزة القرآن الكريم اللغوية في وجوه عديدة نذكر منها:1- البلاغة :فلم يعرف العرب بلاغة في السياق اللغوي كما عرفوها في النص القرآني فقد جاء فصيحاً بليغاً {قرآناً عربياً غيرَ ذي عوج لعلّهم يتقون} الزمر/28.

وقد أعجز القرآن الكريم العرب على الرغم مما اشتهروا به من فصاحة وبيان، وبلاغة وتبيان، وألجم أفواههم بقوة معانيه وبراعة ألفاظه ودقتها، فعجزت العرب العرباء قاطبة أن يحاكوه بل ظلوا في حيرة من أمرهم في تحديد ماهيته وجوهره، وأخذ صناديد قريش يتخبطون في وصفه عند سماعهم إياه فتارة يقولون إنه شعر وأخرى يقولون هو سحر وثالثة يظنون أنه من سجع الكهان.

وظلوا على هذا الحال حتى أعلن كبيرهم وخبيرهم بأقوال العرب وأشعارها وآدابها، أعلن الوليد بن المغيرة حكمه في القرآن فقال لأعيان قريش ورجالاتها:«والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق» فأقرّ بذلك عجزهم البيّن وضعفهم الواضح الهيّن أمام أساليبه وعباراته.

2- التقطيع الصوتي:

جاء النص القرآني يحمل في ثناياه تقطيعاً صوتاً وإيقاعاً منتظماً، الأمر الذي جعل شعراء العرب يقفون منبهرين مما يسمعون، فنجد أن بعضهم ترك قول الشعر، إجلالاً لما يسمع. ففي سورة الرحمن -مثلاً- ما يُعجز فحول الشعراء في الجاهلية عن أن يقولوا مثله، بل قد أخرس الجن التي هي متهمة في تلقين البشر بعض الشعر، وهذه حقيقة مسلّم بها عند كثير من العرب إذ يعتقدون أن لكل شاعر جنّية تلقنه الشعر أو بعضه -إن صح التعبير-، حتى قال قائلهم مفاخراً:

إني وكل شاعر من البشر

شيطانه أنثى وشيطاني ذكر

أقول لما صرفت الجن إلى سماع القرآن من فيّ النبي - صلى الله عليه وسلم- احتارت في أمرها {فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً} الجن/آية1، ولم تستطع الجن إلى محاكاته سبيلاً .

فسبحان الله ما أعظمه من كلام، وما أحلاه للأنام، ولنا إن شاء الملك العلام، وقفات يسيرات في قابل الأيام على صفحات «الأيام» نعرض فيها بعض الآيات التي ورد فيها إعجاز لغوي جعل القلوب قبل العيون في حيرة وتعجب، وهذا من التدبر الذي أمرنا به.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى