قصة قصيرة .. قات ستار

> «الأيام» مازن فاروق رفعت:

> أعزاءنا المشاهدين، أهلاً بكم في برنامجكم المفضل برنامج كل المسطولين «قات ستار»! اليوم نستقبل مشتركين جدداً وهم: علي العنزاوي، ومحمد علي الغامدي، وسعيد عوض بامدهوف، وسالم سعد الذيب، وهشام عمر الساقي، سيقوم المشتركون الخمسة بتخزين القات مدة أسبوع كامل بلا توقف، والفائز هو من يثبت حتى النهاية. افترش المتسابقون، كل تربع في المكان الذي يلائم مزاجه، جلب كل منهم القات الذي يفضل، منهم من يحب العود، وآخر يعشق القطل، ولا تنسوا السمين. أطلقت إشارة بدء التخزين بأغنية للفنان فيصل علوي. انهمك المتسابقون بتقطيف أوراق القات وحشرها في أفواههم، منهم من يملس على ورقة القات بسبابته وإبهامه، لا لشيء ولكن للتقيد بطقوس القات، ومنهم من يقطف الأوراق الصغيرة وخاصة أوراق العود، وكأنه يدس خيطاً في خرم إبرة. تمر الساعات، تبدأ الخدود بالتبرعم شيئاً فشيئاً حتى يخال للرائي أنه يشاهد توائم ملتصقة، منهم من لديه برعم، ومنهم من لديه برعمان، وهناك ثلاثة، كيف تكوّن الثالث، لا أحد يدري. يبدأ الحديث بين المتسابقين، منهم من يجد صعوبة في الكلام بسبب عجز الأحرف عن الخروج من فيه الممتلئ بالقات عن آخره، ومنهم من لا يتوقف عن الكلام، ولسانه يمطر مطراً أخضر، وآخر يتغضن وجهه، ويعيش في تأملاته، ويخاطب الملائكة، أو هذا ما يوحى إليه. تُفتح مختلف المواضيع، السياسة الاقتصاد، الفن، والأدب، الجنس، مواضيع هم أنفسهم لا يعرفون كنهها، إذا سألتهم عنها قبل التخزين، لنظروا إليك ببلاهة.

تُبعث مختلف المواهب بينهم، تجد فيهم الشاعر، والمطرب، والممثل، وصاحب الطرفة، مواهب تتبخر لتختلط مع دخان السجائر والشيشة الذي يملأ المكان.

ساعة الصفر قربت، الأول يعلن استسلامه، والثاني يختنق بالقات، والثالث يغلبه الجوع، والرابع ينعس فينام، ليعلن البرنامج فوز الخامس الذي بقي مخزناً حتى النهاية، وهو علي العنزاوي.

تقدم الجوائز، وهي بطاقة دعوة لدخول سوق القات، وتسلّم أجود أنواع القات مجاناً لمدة عام كامل، وشيشة مرفقة بكل لوازمها من معسل وفحم، مقدمة من شركة مسطول وإخوانه، ومسك الختام، حبة تمبل، محشوة بأجود أنواع الزردة، مقدمة من كشك أبو مراد.

وإلى لقاء آخر مع مشتركين جدد في برنامجكم المفضل، برنامج كل المسطولين، «قات ستار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى