الباحث عمار .. أحد الرواد المبدعين في طي الأهمال

> محمد حسين الحداد:

> من بين الرواد المبدعين في وادي حضرموت يطل اسم الأستاذ الباحث والكاتب عبدالعزيز عمر عمار، الذي اقترن اسمه باسم مديرية القطن في الأوساط الأدبية والثقافية ربما لكونه أحد المؤسسين للحركة الأدبية والثقافية والإعلامية منذ السبعينات عندما أصدر نشرة «البوره»، ثم ترؤسه للإذاعة المحلية «صوت قوى التحالف» التي استمرت نحو عشر سنوات، وخلالها قام بتوثيق عدد من الأهازيج والموروث الشعبي وإحيائه.

هو كاتب متعدد المواهب، أبحر به قلمه في جوانب من الإبداع، فكتب القصيدة بقلب مليء بالشغف فأتت ولادة بعض القصائد في مجموعته الشعرية «حب البلد صلوات» مليئة بالألم والإحساس في ما حملته من ألفاظ وجمل صادقة.

تأثر بالمسرح وأعجب كثيراً بالأديب علي أحمد باكثير فكتب عنه دراسة «تأملات في مسرح باكثير» تناول من خلالها الأعمال المسرحية ونشرت حلقاتها في حولية «ريبون».. إضافة إلى عدة مسرحيات مثلت على خشبة المسرح المدرسي، ومنها من قبل فرقة باكثير في المديرية، ومن تلك المسرحيات: الخلاص، الواعدون، راحة الضمير وغيرها، كما كتب دراسة تعد تأريخاً للحركة المسرحية بالمديرية، وهي أول دراسة توثيقية منذ نشوء المسرح.

ولم تعرف القطن والمناطق الغربية من وادي حضرموت باحثاً غزير الإنتاج مثله بتعدد أشكالها الثقافية والأدبية بين الشعر والمسرح والتراث والفلكلور المتوارث، فكتب عن العادات والتقاليد وأسهم في ما خفي من أخبار وأشعار لشعراء القطن ومنطقة الكسر ومن هذه الأبحاث الذي لا يزال أغلبها مخطوطاً (الشاعر صلاح أحمد لحمدي أحد شعراء القرن الثالث عشر الهجري، الشاعر عبيد هادي باجبير، دراسة عن شعر الأحكام، أبو عامر الهلالي، الحميد بن منصور، غزال المقدشية، المحضار ريادة متميزة في العطاء والإبداع، العوش شاعراً شاهداً على عصره)، واهتم كثيراً بالزراعة والتعامل مع الأرض وإنتاجها ومواسم الحصاد التي توافق النجوم التي يعمل بها المزارعون في إنتاج وحصاد المحاصيل الزراعية والأهازيج المرتبطة بها. له مساهمات في الصحافة المحلية، ويعد مرجعاً للباحثين والمهتمين.

ومن مفارقات الزمن أن نرى إصدارات متعددة لكتاب لم يصلوا لإنتاجات أستاذنا (عمار) عضو اتحاد الأدباء والكتاب منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، وربما ذلك بحكم طبيعته فهو عفيف النفس لا يستجدي رؤساءه أو المسؤولين ليتمكن من طباعة أعماله المتعددة.. فقد كان ولا يزال يطبع إنتاجاته بالاستنسل أو بالكمبيوتر على نفقته الخاصة.. وعانى في ظل التسميات السابقة التي مرت بها حضرموت والشطر الجنوبي كغيره من الأدباء والمثقفين الملاحقات وتكميم الأفواه وتعرض للسجن عدة سنوات بسبب آرائه في محاولة لقمع صوته، فعاد بعد ذلك إلى العمل التربوي في خدمة الأجيال وتنويرهم ثم كلف مديراً لمكتب الثقافة بالمديرية، وخلال عمله أبدع وأبرز الدور الثقافي والفني والمسرحي داخل المديرية حتى تم تفريغه كباحث.

إنني ومن على منبر «الأيام» أناشد الأخوة وزير الثقافة ومحافظ حضرموت ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب أن يتبنوا طباعة أعمالة لرفد المكتبة اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى