شاعر «أنا مجروح» في ذمة الله

> «الأيام» د. سعيد احمد جيرع:

> جاء خبر وفاة الشاعر الغنائي المعروف السيد صالح أحمد صالح شهاب المعروف بـ (اللبن) رحمة الله عليه، فدارت بي الأرض حيرة، وأظلمت في عيني الدنيا حسرة، وعلمت أنه شرب بكأس أنا شارب منها، ورُمي بسهم سوف أرمى بها ، فبكيت عليه بكاء لي نصفه وحزنت عليه حزناً لنفسي شطره، وسألت الله تعالى، فإنه أكرم مسؤول، وأعظم مأمول أن يفيض عليه رحمته، ما يتمم به سهمه من نعمته، وأن يتغمد كل زلة ارتكبها برحمته، وتضاعف له كل حسنة اكتسبها بمنته، وأن يذكر له تلك الأخلاق الكريمة، وتلك المروءة الواسعة العظيمة. لقد أخذني الوجوم واستولت علي الدهشة في كثير من الأسى والألم حين وردني نبأ الفاجعة بهذا الأخ الكريم، ورحت أتساءل: أصحيح أن ذلك الإنسان الممتلئ صحة وعافية والذي يفيض مرحاً وبشراً يمسي بين عشيه وضحاها جثة هامدة لا حراك فيها، لا تبدي ولا تعيد؟!

حقاً، لقد كان المرحوم أنس النفوس وقرة العيون بتلك الابتسامة التي كانت لا تفارق ثغره، وتلك البشاشة التي لا تغيب عن ملامحه، وتلك المروءة التي كانت تدفعه دوماً وأبداً إلى الإسراع في خدمة أخوانه وأصدقائه، بحسن معاملته لكل إنسان، بصفحة عمن يسيء إليه، واعترافه بجميل من يحسن إليه، ومقابلته للإحسان بأضعافه. لقد كان شاعراً ساخراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمن منا لا يتذكر أغنية «أنا مجروح.. منين العافية قادم..» التي أبدع في تلحينها وأدائها فنان اليمن الكبير فيصل علوي.

لقد تذكرت أهله وذويه وتمنيت أن يخفف الله لوعتهم ويرقأ في دمعتهم، ويجنبهم الجزع والهلع، ويلهمهم الصبر، ويجزل لهم الأجر. فلا دواء لمصائب الزمان إلا الصبر، ولا عدة يعتد بها تجاه الابتلاء إلا الصبر فاصبروا وما صبركم إلا بالله، ونردد معاً قول الله تعالى:

{إنا لله وإنا إليه راجعون} فقد وعد الله قائلها من المصابين بالفواجع بالصلاة عليه وبالرحمة {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.

وقديما قال الشاعر:

حكم المهيمن في الخلائق مبرم

من ذا يرد قضاءه إذ يحكم

رحمة الله عليك يا سيد، وأدخلك الله مع الأبرار في فسيح جناته..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى