أقصيت قبل تقاعدها بثلاث سنوات من منصب مديرة مدرسة دون إيضاح الأسباب..المربية الفاضلة شيخة أبوبكر بن جنيد تروي لـ «الأيام»:النظام المدرسي كان قائماً على أسس صحيحة فلا وجود للعقاب الجسدي للطالب

> «الأيام» وليد محمود التميمي:

>
شيخة أبوبكر بن جنيد
شيخة أبوبكر بن جنيد
الجحود والنكران صفتان متلازمتان طالما عانى ويعاني من عواقبهما الوخيمة كوكبة من المبدعين والرواد في محافظة حضرموت أسوة بغيرها من المحافظات.. والتربوية القديرة شيخة أبوبكر بن جنيد، من رائدات تعليم الفتاة في حضرموت تجرعت من مرارة هذه الكأس واكتوت بنيرانها.. بعد أن تم إقصاؤها من منصب مديرية مدرسة قبل ثلاث سنوات فقط من إحالتها للتقاعد دون إيضاح الأسباب، وإجبارها قسراً على الاستقالة، وعلى الرغم من أنها أفنت زهرة شبابها وضحت بسني عمرها في ميادين العلم والتعليم والانخراط في مهنة التدريس، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة دورها كمربية فاضلة أنجبت لأسرتها خيرة الشباب.. يكفي فقط أن نشير في هذا المقام إلى أن الوالدة شيخة حرم الشخصية الاجتماعية والرياضية المعروفة صالح سالم بن بريك، وهي أم للدكتورة أحلام، وسالم مدير جمارك حرض، والكابتن خالد بن بريك لاعب شعب حضرموت.. وفي زيارتنا الخاصة لمنزل العائلة أجرينا حوارا صحفيا أبحرنا في خضمه نقلب صفحات ذكريات عمرها لأربعة عقود ونيف من الزمن.

تجربة ناجحة

< الوالدة شيخة، كنت من أوائل الطالبات الملتحقات بمدرسة بنات البادية، حدثينا عن فكرة تأسيس المدرسة التي كان جزءاً منها للطلاب والآخر للطالبات؟

- بدايات مدارس أبناء البادية كانت إبان الحرب العالمية الثانية والمجاعة التي خلفتها في الوادي، وتسببت في تشرد الأهالي ونزوحهم، في ضوئها جاءت فكرة إقامة هذه المدرسة حيث كانت صاحبة الفكرة زوجة المستشار البريطاني أنجرامس وهدفها احتضان الفتيات اللاتي تضررن من المأساة التي لحقت بهن على خلفية هذه الأحداث المؤسفة، وكان للتربوية القديرة أم السعد العامرية دورفي إنجاح هذه التجربة، وعندما زارت زوجة المستشار مستشفى باشراحيل الذي عالج أم السعد، قررت الأولى وقتها استصحاب الثانية معها ورعايتها، وكانت هذه بمثابة بداية العلاقة والخوض في غمار التجربة.

أم رؤوم وصدر حنون

< إذا ما الذي تذكرينه عن هذه المربية الفاضلة أم السعد؟

- لقد كانت بمثابة الأم الرؤوم والصدر الحنون الذي خصنا جميعاً بالرعاية والاهتمام، لدرجة أنها كانت تعتبر الطالبات كافة بمثابة بناتها، كانت حريصة على إسعاف المريضات ومداواة جراحهن والسهر على راحتهن، ومد يد العون لكل من تعاني من مشكلة أو ضائقة.

دعم وتحفيز

< كيف كانت أم السعد العامرية تدير المدرسة على الرغم من أنها لم تكن متعلمة وكانت في الوقت نفسه ملتحقة بصفوف الدرس؟

- عندما افتتحت المدرسة عام 1943م التحقت بها عام 1945م وكانت المربية أم السعد من ضمن الدفعة الأولى من الطالبات المتعلمات بالمدرسة، وكنا نحن من ضمن الدفعة الثانية في السنة الأولى، وتحديداً في 25/5/1945م ومازالت هذه المعلومة محفوظة في ذاكرتي حتى اليوم لأنني كنت وما زلت حريصة على تدوين أهم الأحداث والمحطات التي مررت بها في دفتري الخاص، وقتها كانت أم السعد تحفزنا على القراءة وبالذات قراءة القرآن، وتعد برنامجا ينظم أوقات الدراسة والمذاكرة التي عادة ما كانت على ضوء شمعة أو فانوس.

من خيرة المعلمين وأكثرهم عطاء

< تعلمت على أيدي كوكبة من رجالات التربية والتعليم أمثال الأساتذة: محمد الجفري وعبدالرحمن السقاف رحمه الله، وأحمد بن زين بلفقيه وسقاف أبوبكر الجفري.. أساتذة أجلاء كنتم تنهلون من ينابيع علومهم ومعارفهم، حدثينا عن أواصر العلاقة التي كانت تربطكم بهؤلاء المعلمين؟ وطبيعة المواد والمنهاج الذي يدرس؟

- المعلمون الذين ذكرتهم كانوا من خيرة معلمي مدينة سيئون كانوا يدرسونا جميع المواد كالدين والحساب واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا.. الخ، وعندما بلغنا المرحلة الرابعة الابتدائي في سنة 1950م تم رفد المدرسة بمعلمين من المدرسة الوسطى بغيل باوزير، وكنا وقتها في فصل واحد (أول سنة) من بين هؤلاء المدرسين الأستاذ الراحل عبدالقادر محمد باحشوان وكان يدرس اللغة الإنكليزية المحظورة على البنات بسبب القضاء، (حتى لا تؤثر فيهن الثقافة الأوربية حينها) وبقية مدرسينا الذين ذكرتهم بشكل عام كانوا رجالا يتميزون بثقافة موسوعية والإخلاص والمثابرة في العمل، كانوا باختصار مدرسين بمعنى الكلمة.

رفيقات رحلة العلم والتعليم

< هذه كانت البداية في مدرسة البادية للبنات.. فمن زميلاتك اللاتي مازلت تتذكرينهن جيداً وواصلن معك التعليم وقتها والتدريس فيما بعد؟

- أذكر منهن: خيرة السعدي، بركة أحمد السيباني، السعد عبيد الجوهي من الغيل، ومريم سالم الجوهي من القطن، ونور بارباع، وسلومة سليمان، وفاطمة الصيعرية.

نتيجة منطقية

< ألا تلاحظين من خلال هذه الاسماء أن جلهن من بنات مناطق البادية اللاتي نهض التعليم في حضرموت على أكتافهن؟

- كما تعرف أنه كانت توجد مدرستان للبنات إحداهما مدرسة القرية التابعة للحضر، والأخرى مدرسة البادية التابعة لجيش البادية وموقعها كان في بيت بن عبده (بديس المكلا) وبعد أسبوعين من التحاقي بالمدرسة تحولت المدرسة لبناية باعوم في منطقة حصن صنقور بالديس، واستمررنا هناك إلى أن تخرجنا، من ذلك نلاحظ أن الطالبات الملتحقات بالمدرسة التي علمتني هن من بنات البادية اللاتي بذلن جهداً جهيدا أثناء دراستهن ونجحن باقتدار، وانخرطن في سلك التدريس وعلى أكتافهن وضعت أولى لبنات تعليم الفتاة في حضرموت.

وزير للمعارف ثم للسلطنة

< ما الذي تعرفينه عن الشيخ قدال سعيد قدال؟

- لقد تولى أول منصب وزير للمعارف وبعدها عين وزيرا للسلطنة وتلى ذلك حادثة القصر وبصفته وزير المعارف كان يزور مدرستنا إضافة إلى المفتش التعليمي محمد بن قاسم، كما كان يزورنا بن سميع قائد الجيش الذي كان يعد المسؤول الأول والمباشر على مدارس أبناء وبنات البادية، قبل أن يعين قائداً لجيش النظام.

المربية الفاضلة شيخة بن جنيد في صورة نشرت في مجلة «العربي» الكويتية وهي تقوم بتدريس الطالبات
المربية الفاضلة شيخة بن جنيد في صورة نشرت في مجلة «العربي» الكويتية وهي تقوم بتدريس الطالبات
المدرسة الوسطى بالغيل

< بعد مرحلة الدراسة في مدرسة البادية انتقلت إلى المدرسة المتوسطة، أليس كذلك؟

- نحن أكملنا الدراسة في نفس المدرسة ونفس الفصل اللهم أن المدرسين كانوا من المدرسة الوسطى بالغيل، كما أشرت كان الأساتذة عبدالقادر باحشوان يرحمه الله، الذي درسنا أول سنة، وفي السنة الثانية الأستاذ الراحل سالم يعقوب باوزير، السنة الثالثة الاستاذ علي محفوظ حورة، أطال الله في عمره، وقد كانوا يدروسننا كل المواد الدراسية التي يتعلمها أقراننا الطلاب باستثناء اللغة الانكليزية، وكنا نخوض الامتحانات بنفس الأسئلة للطلاب والطالبات، وبدلاً عن اللغة الإنكليزية كنا نتلقى مادة التدبير المنزلي التي تتناسب ومقتضيات حياتنا آنذاك.

ما بين التعليم والصحة

< بعد أن أكملت الدراسة في المدرسة الوسطى هل اتجهت للتدريس مباشرة؟

- كلنا طالبات الفصل ما بين 14 إلى 16 طالبة، وظفنا في ذلك الوقت عندما كان الاستاذ الراحل عمر محمد باحشوان مديراً المعارف، والذي كان دائماً ما يزورنا.. أغلبية الطالبات وظفن كمدرسات، وفي قسم التمريض بقطاع الصحة وظفت فاطمة الصيعرية وخديجة مهرية.

من طالبة إلى معلمة

< هل تتذكرين أول يوم مارست فيه مهنة التدريس، أين ومتى؟

- كان ذلك في مدرسة بنات البادية في عام 1955م حيث غطيت النقص في حصص معلم انقطع عن تدريس الطالبات، شعوري وقتها كان لا يوصف من السعادة والفرح فأنا أدرس في المدرسة التي ترعرعت في أحضانها وقضيت سنين طويلة أنهل من علوم مدرسيها وخبرتهم المتراكمة، المدرسة التي كنا لا نغادرها إلا في أيام المناسبات والأعياد لقضاء هذه الأوقات ما بين الأهل والأحباء، وعادة ما كنا نتنقل بسيارات الجيش لديارنا أو لغرض النزهة.

الانخراط في دورات تدريبية

< ماهي المرحلة التي تلت التحاقك بسلك التدريس؟

- في المرحلة التالية انتقالنا إلى مدينة عدن للانخراط في دورات تدريبية مع عدد من الصديقات تعرفنا خلالها على طرق التدريس، والأعمال اليدوية لبعض الأشغال كالتطريز وعمل الصوف وفن الخياطة، واستمر ذلك لمدة عامين تقريباً.. أيام اندلاع حرب السويس، مديرة المدرسة كانت إنكليزية ومدرستان كانتا من مصر.. بعد ذلك عدت إلى مدينة المكلا لكي أدرس في مدرسة (النجمة الحمراء سابقاً) 22 مايو حالياً، واستمررت في هذه المدرسة سنة حيث كنت أدرس صف رابع ابتدائي، وفي ذلك الوقت تم إعداد امتحان عام للطلاب والطالبات على حد سواء للانتقال للمدرسة الوسطى، واحتلت الطالبات المراكز الأولى على حساب أقرانهن من الطلاب، ومن أبرزهن الطالبة الأولى رقية محققة علامات كاملة وكنت إلى جانب المعلمتين فاطمة وبركة من معلمات هذه الطالبة إضافة إلى معلمتين إحداهما سودانية والأخرى مصرية، وهن لسن معلمات في الأصل ولكن تم الاستفادة من إمكانياتهن لتدريس طالبات الصفوف الابتدائية.

صورة تذكارية

< ما من شك أنك تتذكرين لحظة زيارة مجلة «العربي» لمدرستك كان ذلك في سنة 1963م.. كيف كان شعورك عندما دخل إلى صفك الوفد الإعلامي للمجلة يتقدمهم سليم زبال مع مجموعة من المصورين؟

- طبعاً الوفد الإعلامي زار فصول المدرسة كما التقط صورا للمدرسين في الصفوف، وعندما دخلوا إلى الفصل الذي كنت أدرس طالباته كانت هناك صورة مثبتة فوق السبورة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. تقدم إليها أحد أعضاء الوفد وانحنى تقديراً واحتراماً لشخص الرئيس الخالد، مؤكداً لي ضرورة إزالة الصورة مؤقتاً لأسباب سياسية.. بغية التقاط صورة تذكارية للفصل أثناء تأديتي للدرس، علماً أنني كنت قد أنهيت حصتي وعندما علمت من زميلاتي المدرسات أنه قد التقطت لهن صور داخل الصفوف أو على شكل جماعي.. طلبت أن تكون صورتي داخل الفصل، ولذلك اصطحبت عدداً من الطالبات في باحة المدرسة للفصل وأخذت الطباشير وكتبت جملتين باللغة العربية، وفي هذه الاثناء التقطت لي الصورة التي عرضت في المجلة.

دون مواربة أو خجل

< إذن تم التقاط الصورة في العام 1963م، كيف كان هذا المد الناصري مسيطراً على الساحة رغم أن عهد السلطنة القعيطية قائماً في ذلك الوقت؟

- نعم، فصور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كانت حاضرة في مختلف الأمكنة والزوايا، وإحداها كانت في المدرسة، فنحن حقيقة كنا نبرز موقفنا في تلك الحقبة من الزمن دون مواربة أو خجل أو خشية لومة لائم.

من مدرسة ابن خلدون إلى الوحدة

< بعد ذلك واصلت مشوار التعليم، واستلمت لأول مرة إدارة مدرسة متى وأين؟

- أول إدارة مدرسة استلمتها سنة 67-1968م مع بداية الاستقلال الوطني وفي هذه السنة الدراسية تم انتداب مدرسات سوريات وعددهن خمس وفي تلك الفترة كان يتم اختيار المديرة من المدرسات الوافدات من الخارج وكانت المعلمة فرقد الدلال مسؤولة عن المعلمات السوريات وأبلغوها أنها ستكون مديرة للمدرسة.. إلا أنها رفضت ذلك نظراً لعدم استقرار الأوضاع آنذاك، واكتفت بمهمة التدريس، وطلب مني بعدها استلام إدارة المدرسة فوافقت، وكان موقع المدرسة في المحكمة في حي الشهيد على ما أظن مدرسة ابن خلدون (أروى سابقاً) بعد ذلك حولت من متوسطة إلى إعدادية تحتوي على فصلين سنة خامسة وفصلين سنة سادسة والفصل عدده خمسة وخمسون طالبة، ومن فصل واحد أول إعدادي وثاني وثالث إعدادي ليكون عدد فصول المدرسة سبعة فصول والمدرسات خمس سوريات والبقية مدرسات محليات من بينهن أسماء محمد هاشم، وشيخة العزاني يرحمها الله، وشفاء وعائشة بنات بافقيه واستمررت مديرة للمدرسة إلى سنة 1972م تقريباً، وفي ذلك العام فرض التدريب العسكري إجبارياً على مدرسات الابتدائي والإعدادي كافة، وعددنا حوالي أربع عشرة مدرسة لم يواصلن التدريب بناءً على ذلك أوقفنا من العمل وفي تلك الاثناء كنت حاملاً في شهري التاسع، لذلك أحضرت ورقة طبية من المستشفى تؤكد عدم أهليتي للأنخراط في التدريب، بعدها عدت للمدرسة مجدداً وكانت المديرة وقتها بدلاً عني الأستاذ عطية مبروك، رغم ذلك واصلت المسيرة وتحولت إلى مدرسة إعدادية في دار حسين المنهالي (بجوار مقر المليشيا سابقاً) ثم إلى مدرسة الوحدة في المليشيا، وعينت مديرة للمدرسة التي كان من بين مدرسيها الاساتذة عمر محفوظ بأني، ومحمد الشيبة، وسالم يعقوب.

الشيخ قدال سعيد القدال وزير المعارف وصالح بن سميدع يتوسطان طالبات مدرسة بنات البادية 1948م
الشيخ قدال سعيد القدال وزير المعارف وصالح بن سميدع يتوسطان طالبات مدرسة بنات البادية 1948م
شعلة للنشاط والاحتذاء بالسلوك والنظام

<كيف كان مستوى أداء المعلمين في ذلك الوقت، وطبيعة النظام التعليمي السائد؟

- لقد كانوا كلهم مخلصين في تأدية مهامهم ومتعاونين فيما بينهم، ومتفاهمين مع طلابهم وطالباتهم باختصار المدرسة كانت شعلة للنشاط والمعلمين نموذج للاحتذاء بالنظام والسلوك القيم. النظام المدرسي فيما مضى كان قائماً على أسس صحيحة لا وجود للعقاب الجسدي للطالب بقدر ماهو عقاب تربوي.. وحسب ما أتذكر لم أسمع في يوم عن شكوى من أولياء أمور الطلاب تجاه معلمي ومعلمات المدارس في ذلك الوقت.

بين التدريس والتسريح

< في أي عام أحلت إلى التقاعد؟

- كان ذلك سنة 1986م تقريباً بعد أن حولت من المدرسة الإعدادية إلى مدرسة الزهراء الابتدائية، ومن مدرسيها السابقين الأساتذة عوض البهيشي وعبدالله الجبر رحمه الله، وسعيد بكير، ونظراً لعدم اتساع الفصول الدراسية كنا نضطر إلى تدريس فصل ونسرح الآخر.. علماً أنه كان لدى المدرسة طابق ثالث لكن بفعل هطول الأمطار وتضرر البيوت السكنية المجاورة تم نقل أسرة تهدم منزلها لتسكن في هذا الطابق مؤقتاً. بعد ذلك تحولت إلى مدرسة الزهراء الابتدائية كمديرية للمدرسة، وفي عام 1978م تحولت إلى مدرسة النضال كمدرسة بدون إيضاح المسببات على الإطلاق مما أثر في نفسيتي سلبياً، وقد كان مديراً للمدرسة في ذلك الوقت الأستاذ الفاضل الراحل محمد هاشم السقاف.

ميدالية المعلم النموذجي

< خلال مشوارك الحافل هل تحصلت على تكريم أو شهادات تقديرية؟

- نعم تحصلت على شهادة تقديرية من وزير التربية والتعليم الدكتور حسن السلامي اعترافاً بالجهود التي بذلتها أسرتي ممثلة بزوجي صالح سالم بن بريك في تشجيع أبنائها على التحصيل العلمي كان ذلك خلال العام 82/1983م وشهادة أخرى تقديراً لجهودي كمعلمة والنجاحات التي حققتها في المجال التربوي والتعليمي للعام الدراسي 85/1986م وبالمناسبة منحت ميدالية المعلم النموذجي وشهادة تقدير وعرفان لدوري الريادي في مجال التربية في إطار الاحتفال بالعيد الوطني الـ 15 لقيام الوحدة.

المنهاج والمدرسة

< مستوى النبوغ والتفوق العلمي الباهر الطلاب تلك الحقبة من الزمن، ما مرده من وجهة نظرك؟

- نجاح الطالب كان خاضعاً للمنهاج والمدرس فكلاهما مكمل للآخر، فالمنهاج كان موضوعاً على أسس علمية سليمة والمعلمون مخلصين والطلاب مجتهدين ومثابرين.. الجميع كان يستثمر وقته على أكمل وجه داخل المدرسة وخارجها، لا وجود في قاموسهم لشيء اسمه التخاذل أو الكسل.

المعلم والمربي في آن معاً

< ماهي الكلمة التي توجهينها للمعلمين والطلاب بحكم خبرتك، وما هو الشيء الذي ترين أنه يفترض أن يسود في مدارسنا اليوم؟

- لابد ان يكون المعلم محباً لوظيفته ولطلابه، حريصاً على تزويدهم بالمعلومات النافعة وتربيتهم الأخلاق الفاضلة، فهو يربي ويعلم في آن معاً، وليحذر مخالفة قوله لفعله، والتناقض في سلوكه، ويؤمن أن وظيفته توازي وظيفة الانبياء قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» كما أن على المعلم أن يتحلى بالصبر ويؤدي واجبه بنية صادقة.

قال الشاعر «قف للمعلم وفه التبجيلا / كاد المعلم أن يكون رسولا».

وإذا المعلم لم يكن عدلاً مشى *** روح العدالة في الشباب ضئيلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى