فنـ .. تـازيا ..انتبهوا ايها السادة

> «الأيام» محمد فضل مرشد:

>
محمد فضل مرشد
محمد فضل مرشد
الأفكار ثلاث: فكرة ممكنة القبول من قبل الجميع، وفكرة ممكنة القبول من البعض والرفض من البعض الآخر، وفكرة مرفوضة بالمطلق.. ومع ذلك نجد أن أروع الأفلام التي قدمتها لنا السينما العربية جسدت أفكاراً من النوع الثالث.

> النجمان محمود ياسين وحسين فهمي كانا بطلي احدى أغرب تلك الافكار المرفوضة بالمطلق عندما جسد الأول دور (الزبال) وجسد الثاني دور (الاستاذ الجامعي) في خضم واقع اجتماعي اختلت فيه الموازين حيث أصبح عامل جمع القمامة يعاير الاستاذ الجامعي بعلمه ومكانته الاكاديمية اللذين لم يعودا يساويان شيئا بزمن الفهلوة، ويصطدم الاستاذ الجامعي بحقيقة ان عامل جمع القمامة بات بفضل (فهلوته) التي أوصلته الى امتلاك المال والنفوذ قادرا على التحكم في كل شيء حتى في الاستاذ الجامعي ذاته.. ولم يتبق أمام الاستاذ الجامعي في نهاية الفيلم سوى تمزيق شهاداته وترك قاعات الجامعة والعمل (زبال) عله يحقق بعضاً من المكانة الاجتماعية والحاجات الانسانية التي لم تحققها له مكانته العلمية في زمن اختلال الموازين!

> الفيلم بحد ذاته كان بمثابة صرخة حملت عنوان (انتبهوا أيها السادة).. انتبهوا الى اختلالات ضربت صميم المجتمع وجعلته سجين معادلة معكوسة المعطيات حيث لا مكان للقيم والعلم والأخلاق وكل الأماكن مباحة للعقول المتعفنة بالجهل والسلوكيات المحكومة بالمال والنفوذ و.. و.. إلى آخر قائمة طويلة من مؤشرات الانحطاط في كل منحى من مناحي الحياة (حياتنا).

> قضية أساتذة جامعة عدن المحالين على المعاش بكيفية أقل ما يمكن ان نصفها به انها اجحاف يمارس بحق هذه الصفوة العلمية من خيرة أكاديميي وأكاديميات اليمن، دليل واضح على ما وصلنا إليه من موازين مختلة، خاصة اذا ما عرفنا ان هذه الصفوة النخبة من الأكاديمين ظلوا معتصمين عشرة أيام دون ان يلتفت إليهم أحد فيما أضرب عمال النظافة في احدى مدننا لنحو يومين فتم تلبية طلباتهم ليس حبا في عمال النظافة المهضومين أصلا انما لأن تكدس القمامة أجبرهم على ذلك.. فمتى ستنتبهون أيها السادة؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى