مقاربات البعد المجازي في التمثيل لحوارية الأسطوري في «في مشيها نعومة الهديل»

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> مقاربات تحفيزية جعلتني أدلف إلى قراءة نص شعري للشاعر المصري عزت الطيري نشر بمجلة «العربي » الكويتية عدد يوليو 2006م. فوجدتني أديم الوقوف في استنباط «القيمة» الدلالية للوقوف على قراءة صحيحة للنص تعين في تقدير المسارات بعيداً عن المدارات المفتوحة في قراءة السياق على أي نحو كان، بما في ذلك الاستعانة ببعض المدلولات النقدية من أي نظرية كانت لعرض النص وقراءته من الزاوية التي يراها الناقد لا من البؤرة التي يريدها المتلقي، حيال ما داهمني من حيرة .. وذاك من النادر أن يستبد بي .. أرغمتني على إعادة القراءة ثانية وثالثة حتى تجلى الإلهام فسربل الحيرة وعرى الإبهام.

وتتبعي المداخل إلى ثنايا النص المعنون بـ (في مشيتها نعومة الهديل) من آخره، على غير العادة بالنسبة لي ومن مجازات دلالية غير مباشرة وغير مرئية على بؤرة النص الشعري بتحولاته الدلالية التي تنبئ بتقنية شعرية محدثة تقترن بتوصيل الدلالات وتكثيفها ومـن ثم اختـزالها في تكنيك يجعل من الأحداث في المعـطى الشعري تؤدي صـورة نمطية قصية التوصيل، عظيمة التفعيل في التمثيل الشعري والأسطوري وحتى اللفظي.وأتصور أن هذا البعد المجازي يرجع إلى خبرة حداثية شعرية كبيرة، لست جديراً بالتنويه بها طالما أن اسم الشاعر يرن في الآفاق الشعرية الحديثة بشكل متواتر على صعيد دوريات النشر الأدبية والشعرية العربية.

ويتحقق التمثيل في هذا السياق الذي كان مدخلاً إلى سطور النص عند هذه الفقرة : «بأغنيات عند حدائق المدى المعلقات/ عند بابل الندى / وعند قصة الهداهد التي نامت / على أسرة النسيم في سبأ».

ولاحظوا العلاقة التركيبية في المزيج بين الأسطوري والشعري في حداثية تدفع إلى التأمل ومن ثم الفهم ومن ثم التفاعل في كينونة شعرية يزدوج فيها الحقيقي بالمقترن والشعري بالواقعي، في توازيات أو تقابلات تفضي إلى دلالة المعقول على نحو ما نعتقد أنه واقع وطالما يكون واقعاً لحوارية تتواصل في السطور التالية من القصيدة السابقة : «ولم تذع نبأ / في مشيها نعومة الهديل/ في خطوها غزالة تميس/ فوق عشبة الأصيل/ تقتفي آثار سوسن هربت». ويتحقق التمثيل في التحديد المباشر عند المقطع التالي من القصيدة «في جيدها عقداً من النجوم مؤثل/ لرقصة الشهب/ في ثغرها سفرجل وموسم موجل لسكر دنا ولم يذب/ في صدرها ..الرمان/ في سواحل العنب/ زوارق وردية المجداف » .وعند الوقوف على تجسيد المدلولات، بحسب ما تؤديه في النص من لوازم شعرية كما رأينا في الفقرات السابقة وحتى تلك التي لم نوردها .. نرى تشكل المغزى الذي يميل إلى التداخل في أكثر من تمثيل عبر المضمر الشعري الذي يتدثر بقناع الحبيبة/ الأنيسة ، سواء أكانت أنثى فعلية أم مدينة كصنعاء أم بلداً كاليمن، أم أقطاراً كالوطن العربي، أم قرية أسطورية على سبيل الحتم مثلاً إذ لا تفارق هذه المدلولات بنية النص/ البنائية أو السردية في روحية مباشرة ترتقي بالمجاز إلى مرتبة اللازم وتتيح له التحليق في الموضوعات المدركة وحتى المستنبطة، ونظراً لكثرة التشبيهات في تأكيد الموضوعية وجدة التناول حتى وهو يعدو في مسافة جمالية تبلغ مدى الأسطوري عند بابل الندى والهداهد التي نامت على أسرة النسيم في سبأ وذلك ما يجسده الشعر ويقدر عليه في صورة فريدة ومميزة وحداثية فذة ومتميزة، وزد على ذلك طبيعة التفاعل الشعري والاعتقاد به في نزعة تنطوي على معان روحية سامية في صيغة التداخل لأكثر من وجود أو موجود .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى