المــعـــارضــة

> جمال اليماني:

>
جمال اليماني
جمال اليماني
لم أر أو أسمع في حياتي عن مثل المعارضة في بلادنا، خصوصا المشترك منها، الذين لا يجدون حلاوة العيش إلا على مشكلات بلدهم بدلا من المشاركة في حلها، لأن المعارضة هي الوجه الآخر للسلطة ولقد احتار دليلي عندما رأيت المعارضة تربط نفسها بالقضايا التي يراد بها ضرب الوطن وتمزيق أوصاله واستهدافه، والسؤال الذي يطرح نفسه دائما هل المعارضة اليمنية من بلد آخر أم إنها من أبناء هذا الوطن والغيورين على وطنهم، وأشك في هذا لأن أفعال المعارضة لا توحي بالانتماء للوطن، وإلا بماذا نفسر وقوف المعارضة ضد أمن واستقرار الوطن من خلال البيانات مع المذهبية والطائفية والفتنة والخروج عن القانون والتخريب.

أحب أن أوضح مسألة مهمة للمعارضة، وهي أن عدم وصولها إلى الحكم- كما في كثير من الدول- لأنها لم تقدم أي شيء يذكر للوطن والمواطن ولم تلبي الطموحات، بل إن كثيرا من مواقفها انتهازية، وجلوس قيادات المعارضة في بروج عاجية لا يعرفهم الناس، يستغلون الإمكانيات المتوفرة للمعارضة لمصالحهم الشخصية، في حين يجب أن تسخر هذه الإمكانيات لتقدم نفسها للناس، وبالتالي تحصل على حبهم وتقديرهم وهي في أمس الحاجة لذلك. وللمعارضة أقول إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ولأبناء الوطن أقول الحذر كل الحذر من بيانات المعارضة ومن الانجرار وراء الفتنة والمذهبية التي تقطع أوصال عالمنا الإسلامي والتي يراد بها أيضا إقحام اليمن ضمن الفتنة وعدم الاستقرار، واليمن كانت ومازالت موطنا لكل الديانات والمذاهب والطوائف لأنها بلد الوسطية والاعتدال وسوف تظل كذلك إلى الأبد.

المعارضة في كل الدنيا تعرف حدود معارضتها وبما لا يضر بمصالح الوطن إلا عندنا، فإن المعارضة تنتهز أي أعمال مخالفة للنظام والقانون، أعمال تخريبية، فإنها تدعمها وتقف إلى جانبها، ولو أن هذه المعارضة في بلد آخر لكانت اتهمت بالخيانة العظمى.. ومن الضرورة لفت انتباه المنظمات الحقوقية التي تهتم بقضايا المعارضة والمعارضين إلى أن اليمن تتسع للمعارضة حتى بمواقفها الهزيلة هذه، وهذه هي اليمن التي لا يوجد فيها سجين رأي أو سجين سياسي، فهل تحافظ المعارضة على سلطة تضمن لها كامل الحقوق، لأن المعارضة هنا لا تعارض ضد السلطة ولكن ضد الوطن.

أخيرا يجب أن تعرف المعارضة أن الطريق الوحيد للوصول إلى السلطة هو صندوق الانتخابات بالطرق السلمية والديمقراطية، وليس بوقوفها مع فتنة صعدة التي هدفها العودة بالبلاد إلى عهود الإمامة الظلامية، وليس بانتهاز الفرص أثناء الأزمات أو المشاكل، ولن تصل المعارضة للحكم إلا بوقوفها مع الوطن في أزماته ومحنه، لأن المواطن اليوم أصبح أكثر إدراكا لمفهوم السلطة والمعارضة، فهل تعي المعارضة الدرس؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى