غياب التقدير

> «الايام الرياضي» علي باسعيدة:

> كنت أظن ان الجحود والنكران الذي يصيب نجوم زمان سمة يمنية، غير أنني فوجئت حينما وجدت الظاهرة منتشرة في بعض الاقطار العربية التي يبكي نجومها دما، بعدما كانوا في يوم ما يحملون على الأكتاف، فها هم اليوم بحاجة الى يد المساعدة التي يا ما صفقت لهؤلاء النجوم، بل وامتدت تطالب بتوقيع هنا وصورة هناك مع أحدهم..إن ظاهرة غياب التقدير رسميا من قبل الادارة أو الوزارة تجعل اهداف الرياضة وأبعادها الانسانية في موقف لا تحسد عليه عند المتابعين ولاعبي اليوم بعد تفشي هذه الظاهرة التي طالت اكثر من نجم وأصبحت حالة وعادة يدمن عليها من يجلسون على كراسي المسؤولية. الوقائع لمثل هذه الحالات على الواقع الرياضي والكروي في يمننا الحبيب السعيد كثيرة تبدأ بجواد محسن وتمر بالعزعزي والسحراني ولا تنتهي عند ايوب جمعة لكون القائمة طويلة وإن عزة النفس وعدم اللجوء لاستجداء الآخر هما ما يجعل مثل هؤلاء النجوم يتوارون عن أعين المسؤولين ليكتووا بنار آلامهم إلى ما شاء الله، لكون السؤال لغير الله مذلة وهوان.

الظاهرة إياها لن تستثني لاعبي الامس أو الزمن الجميل بقدر ما جرفت ايضا لاعبي اليوم.. وكلامي هنا عن الحالة اليمنية التي تضفي صبغة الهواية على معظم مناشطها الكروية والتي لايجني من خلالها اللاعب الا ملاليم لا تفيه متطلبات العيش الكثيرة ولا تحترم تاريخه وتضحياته سواء مع النادي أو المنتخب الوطني ليجد نفسه وحيدا ومن دون حتى سؤال عن حالته وصحته.

ما جعلني أطرق هذا الباب هو ما قرأته حول ما ذرفته عيون نجم تونسي بحجم(عبد الحميد الكنزاري) الذي كان نجما يشار إليه بالبنان فهوى على إثر حادث مروع جعله قعيدا طيلة حياته، وإن ألم ودموع هذا النجم التونسي هي حالة من حالات كثيرة قد لا يصلها الاعلام لتحرك ذاكرتي نحو لاعبينا الذين أصيبوا ببعض المحن الصحية أو النفسية التي قربتهم الى الله وهم أكثر قوة وإيمانا بعيدا عن ضجيج دنيا فانية يتهافت عليها الكثير من الغافلين.غير أن الواجب الانساني وقبل ذلك الديني حري بأن يحرك الضمائر الميتة للمسؤولين باتجاه مد يد المساعدة والعون لهؤلاء النجوم.وهم الاحق بها في الوقت الذي نرى ونشاهد كيف توزع الهبات والعطايا لأنصاف الموهوبين. ومثلما يكون لهذه المناظر والشواهد في صورة الجحود والنكران أثره السلبي والنفسي عند من يبتليه الله بمحنة، فإن أثرها المستقبلي على لاعبي اليوم ومواهب المستقبل سيكون أشد فتكا ، لكونها تقتل الرغبة وتقضي على الطموح،وتحصر الموهبة اليمنية التي ستفكر ألف مليون مرة في اللعب وتوقيع العقد المثخن بشروط يزعل منها إداريو اليوم كثيرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى