وترجل الأسد الهصور.. عن عمر قصير لكنه «رجل كثير»

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> فقدت الساحة الأدبية والثقافية في اليمن.. الشخصية الإبداعية الفذة الشاعر الكبير محمد حسين هيثم، الذي نبع من فيحاء الشيخ عثمان، وتشرب من البحر في عدن، فامتزجت الأصالة في روحه المعطاءة الدافقة.

لم يكن مجرد شاعر عادي أو ناقد عابر، فلقد كان ظاهرة فكرية وثقافية و أدبية وشعرية ونقابية في آن واحد.

لقد كان هذا الواحد كثيراً جداً و استطاع في كل الأحوال أن يحوز هذه المكانة، حتى لحظة رحيله يوم الجمعة 2 مارس 2007م.

وحسبي في ذلك ما قاله عنه الرائد د. عبدالعزيز المقالح: «إن كان في اليمن عشرة شعراء كبار في الإبداع لا في السن، لكان محمد حسين هيثم واحداً منهم، ولو كان هؤلاء الكبار خمسة، لكان واحداً منهم أيضا».

وبقدر ما أعطى الراحل من إبداعات وثمرات، فقد تميز بالتواضع الجم، وفي ذلك يؤكد الأستاذ محمد الغربي عمران بأنه «فارس في صداقاته وفارس في أخلاقه وفارس حتى في خلافاته..».

أو كما يقول الأستاذ محمد العولقي: «كان محمد حسين هيثم رجلاً كثيراً، استداركا لحفلات شغفنا بها.. كان هنا ضحكة مجلجلة تضيء الأرواح وتزرع في العقول أعراس الحلم».إذ لم يكن الراحل من الذين يؤثرون الراحة واليسر ولا من الذين يأخذون الأدب على أنه من سقط الحديث، وإنما تقدم عن ذلك إلى درجة الذين يقدرون الحياة حق قدرها.. فلم يضيع وقتاً ولا جهدا في سبيل الحياة والأدب معاً.

فعلى الصعيد الأدبي والمهني تميز بحضور فعال على المستويات كافة، إذ تخرج في قسم الفلسفة كلية التربية جامعة عدن عام1983م وعمل بمهنة الصحافة محرراً للصفحة الثقافية بصحيفة «الثوري»، ثم باحثاً في مركز الدراسات والبحوث، فأميناً عاماً لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، فنائباً لمركز الدراسات والبحوث وهو المنصب الذي كان يشغله إلى ما قبل وفاته. هذا في الجانب المهني.

كما أن له ستة دواوين هي: «الحصان، واكتمالات سين، ومائدة مثقلة بالنسيان، ورجل ذو قبعة ووحيد، ورجل كثير، واستدراكات الحفلة»، ومجموعة شعرية باللهجة العامية: «حاز بحزيك» و«على بعد ذئب» تحت الطبع.. ويلقب بأبي الهائيين حيث إن له ثلاثة من الأولاد هم هيثم وهند وهوزن.ويتميز شعره بعذوبته ولغته الخاصة وصورته الخاصة ويعد فعلاً مشروعاً شعرياً حداثياً فذا.

وعن ذلك يقول رحمه الله:«أخلصت للقصيدة، كما لم أخلص لأي شيء آخر».

رحم الله أديبنا الكبير الفارس المغوار محمد حسين هيثم، وجزاه الله عنا بقدر ما أعطى وأجزل خير العطاء والجزاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى