في وداع رجل كثير

> «الأيام» عبدالله سالم باكرمان

> «في وداع الشاعر الكبير محمد حسين هيثم»

تمشي قصيدته الأخيرة

خلف موكب نعشه

يمشي مكاربةٌ

ملوك من هباء

ساحل، مدنٌ مطوحةٌ

شظايا رغبةٍ

حشدٌ من الشعراء والفقراء

أحزانٌ مؤجلةٌ

وأحلام ٌمبعثرةٌ

بقايا من حنينٍ صامتٍ

يمشي جنوبيون يلتحفون

غربتهم

«ملوك أو ذئاب أو مجوس»

تمشي كنايات

حقول قصائد

غيمٌ مبلل بالمراثي

هاجسٌ،

تغريبةٌ أخرى تسير

على شواظ نحيبها

***

تمشى قصيدته الأخيرة

خلف موكب نعشه

تمشى لترتجل النهاية

في وداعٍ باذخٍ

كيما تليق بموته

***

رجلٌ كثير

قد كان يرسم وحده

قمراً، أهازيجاً، هديلاً

أو نساءً من حرير

رجل كثير

كم هام في زهو السنا

كم راح يهذي بالقصائد

أو يطرّز من

«كلام الطير» أغنية

عروشاً من منى

رجل كثير

***

ملكٌ

وكان الشاطئ العدني

أغنية الملاك

ملكٌ

وكم مادت به الفلوات

كم سارت رعودٌ

في أقاصي حلمه

كم من حروب ساورته

لم يهادنها

وسار مدندناً

لم يلتفت أبداً

إلى زهو الشِّراك

ملكٌ

وما أفلت غوايته

وكان حنينه برق

وكان نشيده

أسرار مملكةٍ مموهةٍ

مدى معشوشبٍ

وطناً

حياة .. أو هلاك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى