الملاحي وكتابه الجديد .. ملامح من التداخل المعرفي بين ربابنة اليمن وعمان

> «الأيام» عمر عوض خريص:

> أولاً أستميح العذر من أستاذي الباحث عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي فقد خصني بنسخة من ثلاث نسخ من كتابه (ملامح من التداخل المعرفي بين اليمن وعمان) وصلته من مطابع وزارة التراث والثقافة بسلطنة عمان ،جلبها معه إليه سعادة سفير السلطنة إثر عودته من هناك، وأراد أستاذي أن يتكتم الخبر حتى تصل بقية النسخ ليرضي بها أصحابه ومحبيه، ولكن أنى لي أن أصبر على أمركهذا، ألا ينبغي لي أن أزف خبر هذا الوليد الجديد إلى الدنيا (وإلى طلاب المعرفة خاصة) عبر جريدتنا الغراء «الأيام»، وإذا فضحت أمر أستاذي فيلتمس لي العذر وليعذره أيضاً أصحابه ومحبوه حتى تصل بقية النسخ من الكتاب.

إثر انتهائي من قراءة الكتاب ارتجلت بيتاً من الشعر كان معبراً عن حال الواقع وواقع الشعور الذي يكتنفني حينها عقب هذه القراءة ذلكم البيت هو «ملامح الملاحي في الملاحة .. أضحت غذاء لعقولنا وسياحة» أما الغذاء فقد كانت المعارف التي أوردها لنا في كتابه وهي لا شك زاد يتزود به طلاب العلم وغاية ينشدونها، وأما السياحة فهي في سياق متن الكتاب من جمال الصياغة وبراعة العرض وروعة التقديم وقيمة المعلومة .

والكتاب في طبعته الأولى (2006م) قالت عنه الوزارة: «يأ تي هذا الكتاب ضمن مشروع وزارة التراث والثقافة بنشر إبداعات الكتاب في سلسلة إصدارت متتابعة، ويأتي أيضاً ضمن احتفاء السلطنة بمسقط عاصمة الثقافة العربية لعام 2006م» بدأه أستادنا عبدالرحمن بمقدمة أوضح لنا فيها مسلكه في كتابة كتابه معبراً في قوله «عنّ لي كتابة عدد من المواضيع القصيرة عن نشاط ومعارف ربابنة جنوب الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر وهم ربابنة اليمن وعمان، الشعبان المتجاوران، لاعتقادي بأن المعارف البحرية وفنونها الملاحية في هذا القرن قد اتخذت مساراً مغايراً لما سلكه ووضعه الربابنة الرواد في القرن العاشر الهجري ـ السادس عشرالميلادي» وبعد المقدمة يأتي الكتاب في اثني عشر فصلاً وخاتمة، نشير إليها إشارة العابر، منوهين ببعض مضمون هذه الفصول لعلنا نعطي فكرة موجزة عن الكتاب ومحتوياته، فنوجزها عبر عناوينها للايضاح والدلالة.

1ـ اليمن وعمان وحدة الجغرافيا والتاريخ:

تحت هذا العنوان يحدثنا الأستاذ الملاحي عن عمق الارتباط بين سكان هذه الدول المتجاورة والمتمثل في وحدة الأرض والدين والتاريخ والعادات والتقاليد، وعلى معطيات الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) حول التحديد الجغرافي لرقعة اليمن الخضراء، يقرر الملاحي بقوله «في هذا التحديد الجغرافي لرقعة اليمن الخضراء، دخلت بلدان سلطنة عمان والجمهورية اليمنية والجزء الصحراوي الجنوبي من المملكة العربية السعودية اليوم، ويعني هذا التوحد الجغرافي أنه موقع استيطاني مشترك لأقوام ذات جذور واحدة وأصول واحدة ثابتة، تنقلت عليه وعاشت فيه، وشكلت صورته وكيانه».

2ـ الأهمية التجارية البحرية لموانئ جنوب الجزيرة العربية:

وهو بحث مطول يصعب تقصيه، عرف فيه بموانئ جنوب الجزيرة العربية، وأفاض في وصف ميناء الشحر وميناء قشن وميناء ظفار كأهم موانئ ساهمت في إنعاش المنطقة تجارياً وملاحياً كما «عمقت التواصل الثقافي والحضاري بين شعوبها عبر التاريخ» مثلما وصف الأستاذ.

3ـ ابن ماجد والمهري رائدا علوم البحار:

وهما الربان أحمد بن ماجد السعدي المولود في مدينة جلفار بساحل عمان ـ رأس الخيمة اليوم ـ وقد حدد الدكتور أنور عبدالعليم ميلاده بـ 840هـ ـ 1436م، أما وفاته فكانت في عام (913 هـ ـ 1506م)، والربان سليمان بن أحمد المهري المولود في مدينة الشحر، استنتج الباحثون من خلال مصنفاته أنه ولد في العقد الثاني من القرن السادس عشر على وجه التقريب .

4ـ حول الدراسات البحرية العربية:

5ـ مصادر المعرفة البحرية والفلكية للربابنة العرب في القرن التاسع عشر.

6ـ ربابنة ومصنفات .

7ـ الربان الظاهري ودليل المبحرين.

8ـ الربان باطائع ..والمرشدات الشعرية:

هو الربان سعيد بن سالم باطائع المولود بالحامي عام 1180هـ ـ 1766م، له مرشدتان بحريتان شعريتان حققهما الأستاذ محمدعبدالقادر بامطرف في كتابه (الرفيق النافع على منظومتي الملاح باطائع).

9- الربان بامعيبد (1815 هـ - 1891م) ويوميات الطريق:

هو المعلم والربان عوض سعد بامعيبد المولود بالشحر عام 1815م والمتوفى 1891م من أشهر الربابنة في زمانه وهو صاحب الروزنامة التي أولاها الأستاذ الملاحي عناية فائقة، في شرحها وتحقيقها وفك مغاليقها.

10ـ المعلم الربان الخضوري وتنبيه الربابنة الغافلين (1302هـ ـ1885م) عرفه الأستاذ بأنه «المعلم الربان ناصر بن علي بن ناصر مسعود بن مبارك السعيدالخضوري، من ربابنة ميناء صور بالسلطنة العمانية» وتناول من خلاله مصنفه (تنبيه الغافل في معرفة علم البحر وقواعده ومجاريه ومسافاته وأزوامه).

11 ـ الربان مبارك عبيد مباركوت وعلاقة تجارية حميمة بالسلطنة العمانية:

وهو من ربابنة ميناء الحامي المشهود لهم بوفرة النشاط الملاحي، لم يعرف الأستاذ ميلاده ولا وقت وفاته ولكنه ذكر أنه «عاصر السلطان فيصل بن تركي المتوفى عام 1331هـ ـ 1913م والسلطان تيمور بن فيصل ثم ابنه سعيد بن تيمور الذي اعتلى عرش السلطنة عام 1351هـ ـ 1932م، وقد امتد به العمر حتى النصف الأول من العقد الثالث من القرن العشرين الميلادي المنصرم».

12 ـ الربان محمد عوض عيديد(1852 ـ 1938م):

من الربابنة المخضرمين، عرف في بلدته (الحامي) كمعلم بحري بارز تتلمذ على يديه أعداد من الربابنة المعروفين الذين زخرت بهم مدينة الحامي.

كتاب يزخر بما فيه من معلومات قيمة ومعارف ملاحية هي في حكم التاريخ الآن وفي مدونة تراث الأمة، فأهلاً بالكتاب وتحية للكاتب .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى