سائحة هولندية في حراز: جئت اليمن بعد قراءتي كتابك

> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

> صدر حديثاً عن دار النشر البريطانية بلندن (Neidenfeld & Nicholson) كتاب:(Salmon fishing in the Yemen) للكاتب البريطاني Paul Torday، الذي زار اليمن الاربعاء الماضي.

الكتاب يمزج بين الواقع والخيال بأسلوب قصصي وتجري أحداثه في بريطانيا واليمن. ويتحدث عن عالم بريطاني يؤمن بالقواعد العلمية في أساس حكمه على الأشياء من حوله. وقرر، في أحد الأيام، القدوم إلى اليمن لصيد سمك السلمون بعد أن مارس الصناعة ردحاً من الزمن في شمال الاطلنطي.

الكاتب: تمثل اليمن الفرق بين العلمانية الموجودة في العالم الغربي وبين المحافظة على الإيمان والعادات والتقاليد الموجودة في الشرق

وقال الكاتب عن سر اختياره لليمن: «وجود عبق التاريخ المميز. إذ تمثل الفرق بين العلمانية الموجودة في العالم الغربي وبين المحافظة على الإيمان والعادات والتقاليد الموجودة في الشرق. شعرت بأن اليمن ماتزال محافظة على هويتها التاريخية ولم تختلط بالغرب والعلمانية فيها، وهو ما كنت أبحث عنه لكتابي».

مبدأ الاعتقاد الديني

وأضاف يقول:«أيضا لفت نظري عند سفري لسلطنة عمان الناحية الدينية التي مازالت موجودة في الشرق أكثر منها في الغرب، والعالم العربي مازال يعيش على مبدأ الاعتقاد الديني. وأنا أشعر كثيراً بالأسف على غياب هذا المبدأ في الغرب. وكتابي هذا ليس سياسياً بحتاً، وإنما يتحدث عن تلاقي مجتمعين مختلفين وما سيتعلمه كل من الآخر».

الكاتب من مواليد عام 1946. قضى معظم حياته في الصناعة. درس الأدب الانجليزي في جامعة أوكسفورد، إلى جانب دراسته عن الصناعة في الشرق الأوسط.

ويقول:«أنا أعمل في الهندسة منذ ثلاثين عاماً، وأردت أن أعمل شيئاً مختلفاً. وكان كتابة هذه القصة شيئاً ممتعاً بالنسبة لي، وإني محظوظ بطباعته». سيصدر الكتاب في 15 دولة، ويأمل أن يصدر بالعربية.

الكتاب مزج ما بين بريطانيا واليمن

وقالت السيدة اليزابيث وايت المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني بصنعاء: «الكتاب هو عبارة عن مزج مابين بريطانيا واليمن. وقد كتب باول عن اليمن بالرغم من عدم زيارته لها ولكنه كتب عنها وكأنه شخص عاش في اليمن او قد زارها من قبل».

وأضافت:«خرج هذا الكتاب للنور قبل شهر تقريباً. والكتاب يسرد حكايته على شكل الكوميديا السوداء، وفيه جانب من الجدية. وبمجرد قراءته لا تستطيع أن تتوقف إلا وقد أكملت قراءته حقاً».

نظر السياسيون في بريطانيا للكتاب على انه مصدر للأخبار المثيرة عن الشرق الأوسط، ويدحض الكاتب ذلك بقوله:«أعتقد أن هذه الفكرة سخيفة في البداية. وتم اقحام السياسيين في الموضوع وكانوا يريدون أخبارا مثيرة عن الشرق الأوسط. ورفض بطل الرواية د. جونسن السياسة والسياسيين لكنهم دفعوه إلى ذلك لأنهم وجدوا حكاية وحبكة في الشرق الأوسط. وتحول هذا الموضوع من الخيال إلى الواقع وصار مصدر اهتمام الحكومة البريطانية».

اليزابيث وايت
اليزابيث وايت
على الصعيد الآخر دفعه أيضاً «شيخ يمني لعمل هذا المشروع، وهو صاحب سلطة عالية يستطيع تحقيق الأشياء ويريد تعليم الآخرين الصبر والتأني وذلك من خلال رحلات الصيد التي تعلم الكثير. وبطل الرواية مؤمن بمشروعه على العالم الإنجليزي: كيف أن المعتقد الديني شيء مهم في حياة الإنسان وكل شخص منهما تعلم شيئاً من الآخر».

في حراز كانت المفاجأة

الشيء الذي لم يتوقعه الكاتب هو أن يروج للسياحة في اليمن دون أن يدري، فقد وجد سائحة هولندية في منطقة حراز قدمت إلى اليمن بعد أن أعجبت بكتابه:«تفاجأت وإليزابيث في حراز بوجود سائحة هولندية. كنا قد تعارفنا. وعند حديثنا معها عن سبب زيارتها لليمن فوجئت بأنها قد قرأت الكتاب المطبوع باللغة الهولندية وأعجبت به. وكانت هذه صدفة جميلة بالنسبة لي».

لم يزر الكاتب اليمن من قبل. وعندما حاول زيارتها اصطدم «بجدار التأشيرة» قبل أربع سنوات. والآن بعد زيارته الأولى سيعود مجدداً لتلبية دعوة رسمية لحضور مهرجان، كما أنه يأمل أن يتحول كتابه إلى فيلم. ويحذر:

«إن لم يصور في اليمن سيفشل. أنا سأبيع الحقوق لمن سينفذ الفيلم وسأقترح عليه أن يصوره في اليمن».

كثير من النقاد انتقدوا عنوان الكتاب، غير أنهم لم ينتقدوا مضمونه. وأعرب عن سعادته في أن يجد من خلال زيارته الحالية ما قد تخيله وعكسه في كتابه« زرت حراز مع إليزابيث وهناك تفاجأت بوجود المساحات الخضراء الشاسعة، أكثر مما توقعت. وهذا أدهشني كثيراً، وكنت سعيداً باني ذكرتها في كتابي. وتفاجأت أيضاً بالناس من حيث زيهم، ضيافتهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى