هربا من لهيب المعارك الطاحنة بالصومال وصول 270 لاجئا صوماليا قبالة شواطئ أحور والنشمية

> أحور «الأيام» صلاح ابو لحيم:

> وصل الى منطقة الملحة الساحلية الواقعة على بعد 50 كم شرق مديرية أحور محافظة أبين في الواحدة والربع من فجر أمس نحو 20 صوماليا تم نقلهم بزورق من ميناء بوصاصو الصومالي.

وأفاد الصوماليون القادمون أنهم كانوا ضمن 270 شخصا حاول قائد الزورق الذي نقلهم من ميناء بوصاصو انزالهم في عرض البحر ولكنه لم يتمكن الا من انزال 22 شخصا فقط بسبب اطلاق أعيرة نارية وجهت من الساحل باتجاه الزورق مما دفعه للهروب الى جهة غير معلومة دون التمكن من انزال ركاب الزورق الباقين.. فيما هم نجوا من الموت بأعجوبة.

ويقيم هؤلاء اللأجئون حاليا في مبنى المجمع الحكومي بأحور.

وأوضح اللاجئ الصومالي حسن محمد عول لـ «الأيام» بقوله: «تحركنا من ميناء بوصاصو الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم الأحد 11 مارس 2007م، على متن زورق أبيض كان عددنا 270 شخصا صوماليا واثيوبيا منهم 200 من الرجال و70 من النساء وذلك يوم الاحد الماضي ونتيجة لكثافة الركاب كانت حركة الزورق بطيئة جدا حيث استمرت رحلتنا ستة أيام، حيث وصلنا اليوم السبت في تمام الساعة الواحدة والربع صباحا».

وقال: «وخلال رحلتنا المحفوفة بالمخاطر عانينا الكثير فخلال ستة أيام لم نذق الطعام غير الماء لا غير، بل ان أحد اللاجئين قد مات بداخل الزورق ورمي به الى قلب البحر نتيجة للجوع والعطش واستمرينا على هذا الحال المؤلم ولكم ان تتصوروا ما عانينه في مثل هذه الحالة وها هي أجسامنا وما عليها من آثار الضرب من قبل قائد السفينة ومساعديه وهو الامر الذي أدى الى وفاة اثنين من الركاب وجرى رميهما في البحر وذلك عندما وصلنا فجر اليوم السبت الى قبالة الشواطئ اليمنية».

واضاف: «لقد تفاجأنا بسيل من الاعيرة النارية تطلق صوبنا مما أدى الى هروب قائد الزورق وبمعيته عائلتي المكونة من زوجتي واثنين اولاد وبنت ولا أعرف ماهو مصيرهم الى الآن لقد اتجهوا الى حيث لا ندري نريد أي مسئول يطمئننا عن أسرنا».. ثم أجهش بالبكاء والنحيب.

أما اللاجئ الصومالي صالح حسين صالح، فقد قال: «لقد تجرعنا المرارة، فمنذ وصولنا الى الساحل اليمني لم نجد أحدا فأخذنا نتجه باتجاه الشمال الغربي حتى وصلنا عند نحو الساعة الخامسة فجرا مدينة أحور وكان يعتصرنا الجوع والعطش لقد كانت رحلتنا محفوفة بالمخاطر لقد فقدت زوجتي وأربعة من أولادي كانوا على متن الزورق الذي لاذ بالهروب. من سيعيد لنا أسرنا اننا مضربون عن الطعام حتى تفيدنا الحكومة عن أسرنا المفقودة، وسنظل مضربين على هذا الحال ها هي أجسادنا وها هي الدماء تسيل نريد ان نتحدث مع المسئولين الذين لم نجد أحدا منهم غير أفراد الامن الذين قاموا بكل ما هو طيب وخاصة قائد الطقم رقم 6069 أمن عام ويدعى أمين التميمي لقد كان يدفع من أمواله الخاصة حيث جمعنا من السوق وأتى لنا بالماء والدواء والطعام انه شاب يمني بطل وكذلك المرابطين معه بالطقم ذاته».

«الأيام» ظلت مرابطة مع اللاجئين الصوماليين الذين أعلنوا الاضراب عن الطعام حتى يأتي الخبر اليقين عن ركاب الزورق الذي نقلهم ثم هرب حاملا معه بقية أفراد عائلاتهم.

وفي الحادية عشرة ظهرا تواصلت «الأيام» مع مكتب المفوضية السامية للاجئين مكتب عدن ، الذي أكد للصحيفة بانه تم انزال الركاب المتبقين من قبل قائد الزورق قبالة سواحل منطقة الشيمة الساحلية (135كم شرق مدينة أحور) وانه سيتم ابقاؤهم هناك حتى يخضعوا للفحص الطبي بالمركز الطبي ببئر علي حيث سيتم في المساء نقل ماتبقى من النازحين الموجودين بالمجمع الحكومي بأحور الى ميفعة حتى يلتقوا بأقاربهم وذويهم ويخضعوا بعد ذلك للفحص الطبي ومن ثم سيتم ترحيلهم خلال الايام القادمة الى المجمع العام للاجئين بمنطقة خرز.

من جانبهم قام أفراد الامن في الساعة السادسة والنصف من مساء أمس بنقل أحد اللاجئين الصومالييين ويدعى عبدالحميد ابوبكر وهو طالب في المرحلة الثانوية بمقديشو الى أحد المستوصفات في أحور بعد الاشتباه بإصابته بوباء الكوليرا، وهو في حالة صحية حرجة ويعاني من جفاف وإسهال وقيء مستمر مما يستدعي نقله الى مركز طبي متخصص.

يذكر ان هناك فريقا من المفوضية السامية للاجئين كان قد زار أحور وحدد بناء مجمع للاجئين يحتوي على مركز علاجي ولكن الى اللحظة لم تظهر أي بوادر لذلك المشروع الذي من شأنه ان يخفف الأعباء التي يضطر أفراد الأمن إلى تحملها على حسابهم الخاص لمساعدة الحالات الإنسانية التي يمرون بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى