في حلقة نقاش حول ظاهرة الباعة المتجولين في مركز العفيف بصنعاء ..المشكلة خطيرة والحلول غير متيسرة نتيجة الضائقة الاقتصادية وتنامي معدلات الفقر والنمو السكاني المتسارع

> «الأيام» بشرى العامري:

> أقيمت في مركز العفيف الثقافي بصنعاء، أمس الأول حلقة نقاش بعنوان:(ظاهرة الباعة المتجولين بين التنظيم والمصادرة),وناقش الحاضرون مشكلة الباعة المتجولين والبساطين باعتبارها أحد أهم ملامح الفقر في اليمن وتنتشر في العاصمة صنعاء وبقية المدن الرئيسة الأخرى.

وقال الأخ أحمد غيلان، المسئول الإعلامي للجمعية اليمنية للباعة المتجولين والبساطين: «إن مثل هذه الضروريات المفروضة لا تكفي لإلغاء ظاهرة موروثة ومعاشة غدت تتعلق بحياة فئة أو شريحة واسعة من الناس في ظل وضع اقتصادي معيشي يدفع الناس إلى أن ينحتوا الصخر بحثاً عن لقمة عيش ترتبط بأهم حق من الحقوق التي كفلتها للإنسان جميع تشريعات وشرائع السماء».

وتحدث عن أسباب فشل محاولات التنظيم والإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية حتى الآن قائلاً: «لعل ما حدث لبائع القات (مجاهد السمحي) حينما قتل وهو فار من مطاردة رجال البلدية و(برهان) بائع البسطة الذي قتل أيضاً برصاصة في رأسه وهو فار إلى أحد الفنادق القريبة من مكان بسطته من قبضة البلدية. هذه الممارسات أرست حالة من اللا ثقة والعداء بما خلفته من مشاكل وآثار وصلت حد المواجهة الشرسة والقتل كما حدث للبائعين السمحي وبرهان».

بدوره تحدث الأخ محمد الغربي عمران، وكيل أمانة العاصمة عن خطورة المشكلة في ظل تنامي السكان وقال: «المسألة خطيرة فهي ككرة ثلج تكبر كل يوم. وأمانة العاصمة تشهد نمواً سكانياً هائلاً، فقد كان سكانها قبل خمسة عشر عاماً (400) ألف نسمة واليوم تجاوزوا المليونين، وهذا بحاجة إلى عمل وجهد كبير ووعي».

وأضاف: «لدينا مشكلة تعد كارثة ووباء مستشريا وهي ظاهرة أطفال الشوارع، حيث يبيعون المناديل ويشحتون، وفجأة تجده يبيع أفلاما إباحية. نقوم بضبطه فلا يدلك على شيء ولا تعرف من أبوه ومن أعطاه هذه الأفلام. تجدهم كعصابة وهناك أشخاص يعرفون كيف يستغلون هؤلاء الأطفال استغلالا كاملا. والإحساس بالمسئولية مفقود فالأب والأخ لا يشعر بمسئولية تجاه هذا الطفل سوى أنه سيجني من ورائه أرباحاً تكفي تخزينته وأكله فقط».

ويعد المجتمع اليمني من المجتمعات الفقيرة حيث ترتفع فيه نسبة البطالة ومعدلات النمو السكاني وزيادة نسبة قوة العمل فيه التي تصل إلى نسبة 87% من إجمالي عدد السكان.ويبرز الابتزاز بطريقة تمثيلية درامية على مسرح أبطاله كثر. قال الأخ وكيل أمانة العاصمة:

«البائعون المتجولون هم ضحايا ابتزاز المتنفذين. ولا يستطيع أمين العاصمة أن يقف على كل واحد منهم فالبائع يتواطأ مع المتنفذ ونحن لا نتلقى شكاوى منهم، فهو باسط في الرصيف والمتنفذ يسمح له إذا ما أعطاه شيئاً من المال، وصاحب البسطة يعطيه المال لأجل ذلك، بل وصلت الحالة إلى أننا إذا عملنا حملة يذهب هذا المتنفذ في الليل لتبليغ البائع بأنه ستتخذ حملة في صباح اليوم التالي وذلك لعمل مسرحية (نحن سنحضر ونصيح فوقكم وأنت قرّح)، ونصل ويحدث رمي الرصاص ويخرج الممثلون عن النص». والجديد الذي ذكره وكيل أمانة العاصمة هو التورط مع القطاع الخاص: «الآن بدأنا نتجه للقطاع الخاص ولكننا نتورط معهم ايضاً، فالآن في الزبيري خلف بريد حدة تاجر سيبيع منزله لأنه يدفع إيجار الأرض وقام بإصلاح محلات وسوقاً لم يستأجرها أحد حيث لم يوافق المواطنون على دخول السوق ونحن من طلب منه ذلك، وسوق طعيمة نفس القضية ونحن مطالبون من الجمعية بعمل محلات صغيرة».

حلقة النقاش تطرقت إلى هذه المشكلة الحادة التي تقض مضاجع المجتمع، غير أن الحلول غير متيسرة نتيجة الضائقة الاقتصادية وتنامي معدلات الفقر وازدياد معدلات النمو السكاني. وتبقى المطالبة بأن نمتع أنظارنا بشارع نظيف وأسواق لا تؤذي العين مجرد حلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى