الجيش يتمكن من دخول سوق الطلح ويدمر محطة وقود بضحيان يشتبه بتزويدها الحوثيين بالبنزين

> صعدة «الأيام» خاص:

> تمكنت يوم أمس الجمعة قوات الجيش يشاركها مئات المتطوعين من دخول سوق الطلح وبعض أجزاء المدينة بعد هجوم عنيف شنه الجيش على مدينة الطلح بدأ منذ ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء الماضي واستمر حتى ساعات المساء، واستخدم الجيش في الهجوم قذائف المدفعية والدبابات بالإضافة إلى مشاركة المروحيات المقاتلة.

وجاء ذلك الهجوم العنيف بعد أن دخل عناصر الحوثي مدينة الطلح فجر الأربعاء الماضي واحتموا بمنازل المدينة.

وبعد الهجوم انتشر جنود الجيش يشاركهم مئات المتطوعين داخل المدينة ودارت بينهم وبين عناصر الحوثي مواجهات ماتزال مستمرة حتى وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.

وعلمت «الأيام» أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على سوق الطلح الذي يشكل أكثر من نصف مساحة المدينة، كما انتشرت تلك القوات في بعض أجزاء المدينة، وأدت تلك المواجهات إلى مقتل أكثر من خمسة وجرح ثمانية أغلبهم من المتطوعين.

أما مدينة ضحيان بمديرية مجز فهي الأخرى شهدت أعنف هجوم نفذته قوات الجيش صباح يوم أمس الأول الخميس واستمر حتى ساعات المساء، وفي هذا الهجوم- الذي كان للمروحيات المقاتلة فيه النصيب الأكبر إلى جانب عشرات الدبابات التي شاركت فيه - تم تدمير عشرات المنازل وتعرضت محطة وقود تقع على الشارع الرئيس وسط المدينة للقصف، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد منها منذ الساعة العاشرة من صباح أمس الأول حتى المساء. وعلمت «الأيام» أن استهداف الجيش لتلك المحطة التابعة لأحد المواطنين جاء بسبب اشتباه الجيش بأنها تقوم بتزويد الحوثيين بالوقود.

وجاء ذلك الهجوم بالعنف نفسه الذي رافق هجوم الجيش لمدينة الطلح في محاولة أخرى للجيش استهدف منها تحرير عشرات الجنود والمتطوعين من الأسر الذي وقعوا فيه عندما كانوا يحاولون اجتياح المدينة مطلع الأسبوع الماضي، ودخلوا مبنى إدارة الأمن هناك ولم يتمكنوا من مغادرته بسبب قناصة أنصار الحوثي.

وأفادت «الأيام» مصادر محلية بأن أولئك الجنود والمتطوعين ما يزالون محاصرين داخل ذلك المبنى، بينما قوات الجيش أوقفت قصف مدينة ضحيان يوم أمس ولم تقم بأي هجوم بسبب الطقس الغائم في المدينة.

وتفيد المعلومات أن دبابة عسكرية هي الأخرى ظلت منذ منتصف الأسبوع الماضي تحت الحصار داخل مدينة ضحيان ولم يستطع طاقمها مغادرة المدينة أو الخروج من تلك الدبابة التي ظلت على حالها حتى يوم أمس الأول تحت الحصار، في حين يقول البعض إنها ربما تعرضت لعطل ما.

وكانت اشتباكات مسلحة قد رافقت الهجوم يوم أمس الأول أدت إلى مقتل خمسة جنود وجرح سبعة آخرين وسقوط عدد من القتلى والجرحى من الحوثيين، ودارت صباح يوم أمس مواجهات أخرى هناك أدت إلى مقتل خمسة جنود وسقوط ثلاثة عشر جريحا قيل إنهم من المتطوعين.

وكان اثنان من جنود الجيش قد قتلا مساء الأربعاء الماضي وأصيب أربعة آخرون بجراح في اشتباكات بينهم وبين عناصر الحوثي جرت في إحدى مناطق الطلح.

وأفادت المصادر بأن من بين الجرحى ضابطا كبيرا برتبة عقيد يشغل وظيفة أركان حرب أحد الألوية العسكرية.

كما شوهد يوم أمس الأول العشرات من عناصر الحوثي يتمركزون في جبل الحناجر الواقع في منطقة دماج بمديرية الصفراء وقاموا ظهر يوم أمس الأول بإطلاق عدة قذائف هاون باتجاه دار الحديث بدماج. وأحدث ظهورهم في تلك الجبال حالة استنفار قصوى بين صفوف الطلاب الدارسين في الدار الذين يبلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف طالب مع عائلاتهم.

كما أفادت المصادر بأن مشايخ وأعيان منطقة دماج والمناطق المجاورة لها قد التقوا يوم أمس الأول مع قيادة الجيش بمحافظة صعدة، وطلبوا منهم ترك المسألة لهم دون تدخل قوات الجيش حيث سيعملون على حراسة منطقتهم وملاحقة عناصر الحوثي. وحمل العشرات من أبناء منطقة دماج أسلحتهم وانتشروا في معظم الجبال المحيطة بمنطقتهم، كما قام طلاب دار الحديث يوم أمس الأول بإعداد خطة لحراسة الدار ومنازلهم هناك، وقاموا بتوزيع الأدوار فيما بينهم بينما ما تزال عناصر الحوثي ترابط في ذلك الجبل، حيث يتوقع الكثير من أبناء محافظة صعدة أن تشهد الأيام القادمة مواجهات عنيفة بين الجانبين في تلك المنطقة.

وعلمت «الأيام» أن مديرية ساقين هي الأخرى ماتزال المواجهات تندلع فيها بين الجيش وأنصار الحوثي بين الحين والآخر، كان آخرها المواجهات التي دارت بين الجانبين يوم الأربعاء الماضي في منطقة الشعف وعدد من المناطق القريبة منها والتي أدت إلى مقتل أحد مشايخ المنطقة وأحد الجنود وجرح أكثر من ثلاثة جنود آخرين، كما قتل في تلك المواجهات ثلاثة من عناصر الحوثي.

كما جرت ليلة أمس الأول طوال ساعات الليل حتى فجر يوم أمس اشتباكات في أنحاء متفرقة من مناطق بني معاذ وآل الصيفي والعند والخمرات ومعظم مناطق مديرية سحار والمناطق المحاذية لمدينة صعدة ولم تعرف نتائجها، بينما قال لـ «الأيام» مصدر أمني إنها ليست مواجهات ولكنها ملاحقات نفذها رجال الأمن وتمكنوا من إلقاء القبض على أكثر من ثمانية من عناصر الحوثي في مناطق متفرقة. كما وصلت يوم أمس الأول إلى محافظة صعدة عدد من الوحدات العسكرية يبلغ حجم قوتها ضعف حجم القوة العسكرية التي وصلت يوم الأربعاء الماضي مع عدد من آلياتها العسكرية.

وأفادت المصادر أيضا بأن المزيد من القوات العسكرية ستصل خلال الأيام القادمة إلى محافظة صعدة، في حين قال لـ «الأيام» مراقبون للوضع العام إن أنصار الحوثي باتوا في الأيام الأخيرة الماضية يعملون بعكس خطتهم السابقة، فبدلا من دخولهم الجبال وسيطرتهم عليها واستمرارهم داخلها يحاولون في الوقت الحاضر مغادرة الجبال والانتشار داخل المدن والقرى وتحويل الحرب من حرب مواجهات ودفاع وهجوم إلى حرب عصابات.

وفي الوقت الذي تزايدت فيه أعداد النازحين إلى مدينة صعدة وبعض المناطق الأخرى قال لـ «الأيام» العشرات منهم إن منازلهم وممتلكاتهم تعرضت خلال الأيام الماضية ومازالت تتعرض لأعمال نهب كبيرة طالت مضخات المياه الكبيرة والصغيرة، حيث قام مجهولون بسرقتها من داخل مزارع المواطنين في مناطق بني معاذ والطلح وبعض المناطق الأخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى