قناة الجزيرة وليلة شبام

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
بثت قناة الجزيرة من الدوحة بعد منتصف ليلة الخميس وعلى مشارف فجر الجمعة برنامجا وثائقيا حكائيا مصورا وعلى مدى م ايقرب من 50 دقيقة عن مدينة شبام العالية الحضرمية، وأعد هذا الفيلم المصور نصا وتعليقا وإخراجا الأستاذ المسرحي والإعلامي المعروف سالم حسين الجحوشي، وقد جاء الفيلم أو البرنامج المصور أولا في وقت مناسب للمشاهدين وفي يوم مناسب، وهذا مكن الآلاف من المشاهدين داخل اليمن بل الملايين على ما أتوقع من المشاهدة في كل أنحاء العالم وحيثما يصل بث هذه القناة الغراء.

ومن خلال العرض المترابط والإيقاع السينمائي الذي اتبع في العرض تسلسلت الصور حكائية قصصية فنية ورسالة بينت التاريخ ورافقت الصورة الكلام بشكل لصيق حتى تلعب كل هذه المؤثرات دورا في موضوعية القصة وغاية الرسالة، وإلى جانب شبام حضرموت أظهر الفيلم الوثائقي الخاص شبام كوكبان ومدينة الشحر أيضا وتواكبت علينا سردا موسيقيا وتعليقا وإلى كل العالم قصة شبام الحضرمية شبام العالية والصفراء وناطحات السحاب على تخوم صحراء الربع الخالي. وخلال هذا السرد البديع تنقلت الصور مابين حياة الناس الشباميين وتراث عظيم وواقع معاصر، وهذا الربط هو أصعب ما واجهه ربما الجحوشي وتخطاه ولكن بحبس الأنفاس ودقة الصنعة وكان التوفيق حليفه والحمد لله.

قال الأستاذ عبدالرحمن الملاحي الباحث والأديب المعروف إن شبام كانت مركزا تجاريا كبيرا وكل الواردات القادمة من المحيط الهندي والهند وما وراءها تصل إلى ميناء الشحر التاريخي القديم ثم تذهب إلى شبام مرورا إلى شمال الجزيرة العربية وهو ما لعبته على مدى قرون مضت وربما يعود الزمن ليلعبه مع موانئ ساحل حضرموت وصولا إلى وسط الجزيرة والتخوم الشمالية لها وهو ما لم يقله الفيلم ولكن الإيحاء يرويه، وتمكن أستاذنا الملاحي من التتبع الرائع لقصة تجارة البخور واللبان وميناء قنا ودول ذوريدان وسبأ ويمنات، وظهور شبام بعد سقوط شبوة عاصمة حضرموت القديمة في القرن الرابع الميلادي وما ساد من ازدهار لشبام حضرموت ودورها في تبادل الحكم والتجارة والدول.

وتقاطر علينا صورة وصوتا من البرنامج المصور الذي اجتهد فيه ابن الشحر الحضرمي اليمني سالم حسين الجحوشي، متحدثون حول شبام إذ تكلم الباحث حسين عيديد طه ثم الباحث محمد سالم مصيباح وكذا الصديق وزميل الدراسة جمال بامخرمة الحنون على شبام ومدير هيئة الحفاظ على المدن الأثرية، ومحمد السفرة معماري من الوادي، وبينت الحكاية المصورة عبر قناة الجزيرة الموقرة جلسات الدان ورقصات العدة وجلسات الشبامي الحضرمي والمنازل الشبامية والنورة وخلط الطين والرعي ونمط المعمار والعمارة الطينية بشبام وسيئون والشحر، وقالت الجزيرة ليلتئذ هذه شبام العالية إلى كل العالم، وسارت العاطفة وبدأ الجدل من هذه النقطة الإيجابية للتراث الصالح وحضارة الإنسان في هذه المنطقة من العالم.

رافقت الفيلم الموسيقى للدان وللفنان أبوبكر سالم بلفقيه وجاءت مفعمة ومعبرة، وأغاني البحر لفرقة الشحر أيضا ذات ربط إيقاعي انضبط مابين البين وجاء كل هذا أكثر تماسكا واتساقا من قصة التاريخ والتعليق والإخراج إلى الفكرة والرسالة ثم قناة الجزيرة الكريمة. فيلم انتظرناه ويوم جاء اجتهد فيه من كان يجب أن يجتهد ويعلن أنه لايدير ظهره مهما كان حجم النكران والنسيان، وخلق المرء هو فعله، وشكرا سالم الجحوشي وقناة الجزيرة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى