الأمم المتحدة توصي باستقلال كوسوفو تحت إشراف دولي

> نيويورك «الأيام» ايرفيه كوتورييه:

> اوصى وسيط الامم المتحدة في كوسوفو مارتي اهتيساري في تقريره باستقلال اقليم كوسوفو الصربي تحت اشراف دولي في بادئ الامر وهو ما تنتقده صربيا وحليفتها روسيا في حين تدعمه واشنطن والاتحاد الاوروبي.

وجاء في التقرير النهائي للوسيط الدولي مارتي اهتيساري والذي نشر أمس الاثنين ونقل الى مجلس الامن الدولي "ان الاستقلال هو الخيار الوحيد الذي يضمن لكوسوفو الاستقرار السياسي والاستمرارية الاقتصادية".

يذكر ان مجلس الامن لن يناقش التقرير قبل الشهر المقبل، بحسب دبلوماسيين.

ويقترح الرئيس الفنلندي السابق ان يتحقق استقلال كوسوفو "في مرحلة اولى تحت اشراف وجود مدني وعسكري دولي وبدعم منه".وستعين مجموعة الاشراف الدولية ممثلا مدنيا دوليا يمثل ايضا الاتحاد الاوروبي، وسيكون الهيئة العليا لمراقبة تطبيق اقتراح التسوية اما الوجود العسكري الدولي فسيكون بقيادة الحلف الاطلسي.

وقال اهتيساري "سيتمتع الاشراف الدولي بصلاحيات مهمة مركزة على مجالات اساسية مثل حقوق المجموعات واللامركزية وحماية الكنيسة الارثوذكسية الصربية ودولة القانون".

وشرح الوسيط الدولي ان "هذه السلطات ستتم ممارستها تحديدا لتصحيح كل فعل مناقض لنص وروح مقتضيات اقتراح التسوية"، مضيفا ان الاشراف الدولي "لن ينتهي الا عندما يطبق كوسوفو الاجراءات الملحوظة في اقتراح التسوية".

واشار اهتيساري الى ان "ماضيا من الكراهية وانعدام الثقة المتبادلة يسمم تاريخا طويلا من العلاقات بين الالبان والصرب في كوسوفو"، معتبرا ان "اعادة دمج (كوسوفو) في صربيا ليست خيارا قابلا للحياة".

واضاف ان "اعادة الحكم الصربي الى كوسوفو ستكون مرفوضة من الاكثرية الساحقة من السكان. بلغراد لن تتمكن من بسط سلطتها من دون اثارة معارضة عنيفة. ومنح كوسوفو حكما ذاتيا داخل حدود صربيا هو ايضا، ولو حتى من الناحية النظرية، غير قابل للتطبيق بكل بساطة".

واضاف التقرير ان كوسوفو "لن تبقى تحت الادارة الدولية الى ما لا نهاية".

وتدير الامم المتحدة كوسوفو منذ عام 1999 بعد تدخل عسكري لحلف شمال الاطلسي لوقف نزاع بين نظام سلوبودان ميلوشيفيتش والانفصاليين الالبان.

ويتضمن التقرير ملحقا بتفاصيل "اقتراح تسوية شامل" يرمي الى وضع "الاجراءات الضرورية لمستقبل كوسوفو قابلة للحياة ودائمة ومستقرة".

وسيقوم البرلمان في كوسوفو بوضع دستور خلال فترة انتقالية من 120 يوما تلي تطبيق الوضع الجديد للاقليم، وستواصل خلالها بعثة الامم المتحدة في كوسوفو ممارسة مهمتها.

وفي نهاية الفترة الانتقالية، ستنتهي ولاية البعثة الدولية وتنقل سلطاتها الى سلطات كوسوفو.

وستجري انتخابات عامة ومحلية في الاشهر التسعة اعتبارا من دخول الوضع الجديد حيز التطبيق.

وهذه الخطة التي كان كشف عن القسم الاساسي منها، تواجه انتقادات صربيا التي تعارض بقوة الاستقلال الذي يطالب به ابناء كوسوفو الالبان اضافة الى انتقادات حليفتها التقليدية روسيا.

ووجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوات الى مواصلة المفاوضات حول وضع كوسوفو، معتبرا انه اذا ما "استنفد اهتيساري موارده"، فيكفي استبداله. وقد فشلت هذه المفاوضات بين الصرب والبان كوسوفو في مطلع الشهر.

في المقابل، تدعم الولايات المتحدة هذا الاقتراح المتمثل "باستقلال تحت الاشراف" الدولي، كما اعلن نيكولا بيرنز الرجل الثالث في الخارجية الاميركية في بروكسل.

وقد اعلن الاتحاد الاوروبي دائما دعمه الكامل لاهتيساري.

اما الصين، العضو الخامس الدائم العضوية في مجلس الامن الدولي، فلم تدل بأي اعلان مؤخرا يسمح بمعرفة موقفها من هذا الملف.

الى ذلك يعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان هذه الخطة "تتضمن كل العناصر الضرورية لحل عادل ودائم" كما يعلن "دعمه الكامل" للتقرير بحسب جهازه الصحافي. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى