والدة انتحاري مغربي تقول ان سلوك ابنها دفعه الفقر

> الدار البيضاء «الأيام» محمد شاكر :

>
والدة الانتحاري رشيدة مع ابناءها
والدة الانتحاري رشيدة مع ابناءها
قالت والدة انتحاري قتل في اعتداء 11 آذار/مارس في الدار البيضاء وهي تشير الى بيت لا تزيد مساحته عن ستة امتار مربعة تعيش فيه منذ 27 عاما وربت فيه ابناءها السبعة، "ان عبد الفتاح هو نتاج فقرنا".

وكان ابنها عبد الفتاح الريضي فجر قنبلة كان يخفيها في ثيابه في مقهى للانترنت في المنطقة ما ادى الى مصرعه واصابة رفيق له وثلاثة اشخاص آخرين.

وتسكن امه رشيدة (46 عاما) التي طلقها زوجها، في بيت مبني من حجارة وصفيح في دوار السكويلة احد مدن الصفيح البالغ عددها 370 مدينة في الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب.

وبدت الغرفة الوحيدة في البيت اسوأ من زنزانة. وهي تستخدم للنوم والاكل والطبخ وحتى للاستحمام. ولا يضيئها الا لمبة واحدة.

وخارج المنزل تقتات كلاب وابقار وخراف من اكياس البلاستيك والنفايات وتشرب مياه المجاري التي تتدفق في الخلاء وسط انبعاث روائح كريهة.

اما الماء الصالحة للشرب فتؤمنها بعض السبل العمومية اما بالنسبة للكهرباء فان اسر حي السكويلة البالغ عددها 2300، تتزود بها مباشرة من اعمدة الكهرباء.

وكان عبد الفتاح الريضي عاطلا عن العمل اما شقيقه ايوب فملاحق من الشرطة في حين يقبع شقيقه الاخر عثمان في السجن. والاخ الرابع مراد الذي يعمل في مصنع والمعيل للاسرة فقد القي عليه القبض غداة الاعتداء.

وتتولى رشيدة التي تغطي كامل جسمها من الرأس الى القدمين، السهر على تربية ثلاثة اطفال آخرين هم نبيل (14 عاما) ومهدي (8 سنوات) وسعد (7 سنوات).

وهي تحتج على تصرفات الشرطة التي تقول انها لم تفتأ تضايق ابنها عبد الفتاح بعد خروجه من السجن الذي دخله بعد اعتداءات 16 ايار/مايو 2003 فقط بسبب "حماسه الديني" كما تقول والدته.

واضافت "لم يفعل شيئا يحاكم عليه وبعد العفو الملكي الذي استفاد منه في 2005،واصلت الشرطة اضطهاده. كان عليها ان تدعه وشأنه" مؤكدة انها "ضد العنف والارهاب".

وتضم الدار البيضاء 370 مدينة صفيح حيث يعيش نحو 300 الف نسمة اي نحو 9 بالمئة من سكان المدينة الاربعة ملايين، بحسب السلطات المحلية,واعتبر سكان آخرون في حي السكويلة ان سبب الارهاب ليس الفقر وانما "الجهل".

بقرة تأكل من اكياس البلاستيك والنفايات وتشرب مياه المجاري
بقرة تأكل من اكياس البلاستيك والنفايات وتشرب مياه المجاري
وقال كمال الثلاثيني العاطل عن العمل الذي كان يتأهب لدخول "مقهى غروزني" الذي سمي بهذا الاسم تعاطفا مع الشيشانيين، "ان اليأس لا يؤدي الى ان يصبح الواحد منا انتحاريا,اعتقد انه يصبح كذلك بسبب الجهل والامية وغسل الدماغ".

وقبالة المقهى يغص المسجد بالمصلين ويضطر عشرات المصلين الى الصلاة في الشوارع المحيطة بالمسجد.

وقال ممثل الجمعية المغربية لحقوق الانسان اميلي عبد الرزاق "نريد توعية الناس بمخاطر التطرف الديني لكن كيف يمكننا التحرك في الوقت الذي تراوغ فيه العمالة (ادارة المنطقة) في منحنا الترخيص لانشاء فرع للجمعية المغربية لحقوق الانسان (يسار)".

وبعد اسبوعين من الاعتداء لم يثر الاعلان عن مشروع لاعادة الاسكان حماسة سكان دوار السكويلة. ومع ان المشروع قد يرى النور فان السكان لن يكون لديهم 30 الف درهم (2800 يورو) المطلوب دفعها لدخول هذه الشقق الجديدة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى