> أكد الاخ م. خالد محفوظ بحاح وزير النفط والمعادن، خلال زيارته لمشروع بلحاف بمحافظة شبوة الذي شهد شغباً واسعاً في اليومين الماضيين:«إن هناك خلافاً تقليدياً بين اثنين من الموظفين أدى إلى شغب كبير وإثارة البلبلة بأن هناك إساءة للقرأن الكريم»، وأضاف:«لا توجد أي إساءة للقرآن الكريم، ولكن هناك محاولة للاستغلال وتأجيج المشاعر بإدخال الدين ولا يوجد أي ارتباط». وأعرب عن أسفه:«هذا العمل غير المسئول أدى إلى نتائج غير مرضية». وقال:«أوضحنا الرؤية لكافة الموظفين يمنيين وأجانب، وزرنا كافة المواقع في المشروع، وتأكدنا أن العمل مستمر بواقع 100%، وأن المشروع الآن يعمل بنسبة 50%، وأن القيادة السياسية تولي المشروع أهمية بالغة». وأضاف:«تم تكليفي بالنزول للاطلاع على كل ما جرى في المشروع وإني أرى الابتسامة على وجوه الجميع. ما جرى بمنزلة أزمة مفتعلة وهذا مشروع عملاق في شبه الجزيرة العربية».

من ناحيته قال الاخ على أحمد المقدشي محافظ شبوة بأنه:«لم تتم الإساءة للقرآن وأن التحقيق مع الفرنسي واليمني مستمر. وسوف يتم الإعلان عن النتائج بشكل دقيق وتفصيلي للجميع».

وتواصل الاجهزة الامنية التحقيق في الحادث الذي أدى الى احراق طائرة هيلوكبتر وتحطم 18 سيارة تابعة للشركة وتحطم نوافذ وسقوط عدد من الجرحى.

وقد تم احتجاز العاملين الذين قاموا بإضرام النار في المروحية حيث يجرى التحقيق معهم.

ويتكون مشروع الغاز المسال من الشركة اليمنية للغاز المسال و36 شركة تضم 6000 عامل يمني وأجنبي. والجدير بالذكر أنه سيبدأ في العام 2008 تصدير شحنة الغاز للاسواق العالمية.

اعتقالات على خلفية أحداث بلحاف في شبوة

بعد أعمال الشغب التي طالت مشروع الغاز المسال في بلحاف بمحافظة شبوة وتسببت بحرق طائرة هيلوكبتر وتحطيم سيارات وسقوط جرحى علمت «الأيام» أنه تم اعتقال العشرات من العمال العاملين في مشروع الغاز المسال.

وأفادت مصادر أن هذه الاعتقالات طالت من لهم علاقة بأعمال الشغب والتخريب التي تعرضت لها الممتلكات والمعدات الخاصة بالمشروع أثناء المظاهرات، كما تم اعتقال عمال تواصلوا مع وسائل الأعلام وأمدوها بالمعلومات ومجريات الأحداث أولا بأول.

ويأتي ذلك متزامناً مع وصول لجنة أمنية عليا مشكلة من كل من الامن القومي والامن السياسي ووزارتي الداخلية والدفاع الى موقع الشركة ظهر أمس الاثنين وذلك للوقوف على الاحداث التي شهدها مشروع الغاز يوم الاحد وما نتج عن ذلك من أضرار وخسائر وإصابات في العمال وممتلكات ومعدات المشروع.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات أعلنت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال «أنه تم السيطرة على الوضع بسرعة بعد اندلاع أعمال الشغب، عاد بعدها اليوم (أمس) العاملون في الموقع إلى أعمالهم وتعود الاوضاع بشكل تدريجي الى طبيعتها».

وقالت في رسالة بعثتها لـ«الأيام»: «بدأت الحادثة بخلاف شخصي بين أحد المهندسين الفرنسيين وأحد العاملين لدى إحدى الشركات المقاولة من الباطن. وتطور الأمر بسبب سوء فهم في أوساط بعض العاملين عن طبيعة الخلاف ليتحول الأمر إلى تجمعات وأعمال شغب لحقها أضرار بسيطة ببعض المركبات والمباني الخدمية. كما أشعل أحد المتظاهرين النار لأسباب مجهولة في الطائرة المروحية المكرسة لأعمال المشروع».

وأعربت الشركة عن أسفها «لهذا الحادث الجلل» كما أبدت رغبتها «التعاون مع الجهات الحكومية المختصة التي تحقق في ملابسات الحادث والظروف التي أسفرت عن حصولها».

الجدير بالذكر أن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال تقوم حالياً بإنشاء محطة لتسييل الغاز الطبيعي على الشاطئ المطل على البحر العربي، بمحافظة شبوة، بالاضافة الى خط أنبوب طوله 320 كم يربط وحدات إنتاج ومعالجة الغاز في القطاع 18 بمأرب بمحطة تسييل الغاز الواقعة على بعد 400 كم شرق مدينة عدن. ويبلغ قوام العمالة القائمة على إنشاء المحطة حالياً حوالي 4 آلاف شخص بالاضافة الى ما يقارب الف شخص آخرين على طول خط الانبوب.

ويشار ايضا الى ان الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال قد عينت شركتين مقاولتين رئيستين لإكمال أعمال الانشاء في المشروع، وقام المقاولون بدورهم بتعيين العديد من المقاولين من الباطن للمساعدة في إتمام أعمال محددة في المشروع.

كتلة المشترك تطالب بالتحقيق

ناشدت كتلة اللقاء المشترك بالمجلس المحلي لمحافظة شبوة فخامة رئيس الجمهورية التوجيه بسرعة التحقيق في الدوافع التي جرت يوم أمس الأول الأحد بمنطقة بلحاف.

ورد ذلك في بيان أصدرته الكتلة أمس حصلت «الأيام» على نسخة منه.

وجاء في البيان:«لقد تابعنا في كتلة اللقاء المشترك بمحلي شبوة الأحداث التي جرت يوم أمس الأحد الموافق 25 مارس 2007م، والتي جاءت على خلفية قيام أحد الخبراء الفرنسيين بإهانة المصحف الشريف وتمزيقه ورميه على الأرض ودهسه بالأقدام مما يعد انتهاكا صارخا لمشاعر المسلمين في شتى اصقاع الأرض، ولعله امتداد للحرب الصليبية التي يشنها اعداء الله ضد الإسلام والمسلمين.

إننا إذ نعرب عن استهجاننا واستنكارنا لمثل هذا العمل الدنيء، فإننا نشجب الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن المرابطة في مشروع الغاز وما مارسته من تعسفات ضد المواطنين الذين عبروا بطريقتهم التي قد يتفق معها البعض ويختلف حولها البعض الآخر.

إن ما تم يجب عدم السكوت عليه، ونناشد القيادة السياسية للدولة ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية سرعة التحقيق في الدوافع التي أدت الى ارتكاب ذلك الفعل الشنيع ومحاسبة المتسببين واعادة النظر في الآليات التي يتم على ضوئها جلب الخبراء الأجانب للبلد وبما يضمن عدم اثارة مشاعر الناس واحترام الدين الإسلامي.

كما نطالب العمال والمواطنين بضبط النفس وعدم إثارة افعال شغب».

اليمنية للغاز الطبيعي المسال..أضرار سطحية من جراء الشغب

قال متحدث باسم الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال امس الاثنين إن الضرر الذي نجم عن أعمال شغب وقعت أمس الاول الاحد في محطة تصدير الغاز التي يجري انشاؤها باستثمارات 3.7 مليار دولار في اليمن كان سطحيا.

وقال المتحدث لرويترز "لم يحدث شيء خطير. فمنشآت انتاج الغاز يجري بناؤها في مكان آخر ولم تكتمل اقامتها حتى الآن. أغلب ما هو موجود هنا خرسانة."

وأضاف أن أضرارا لحقت بطائرة هليكوبتر ونوافذ ومعدات مكتبية خلال أعمال الشغب.

وقال إن العمل استؤنف بالموقع أمس. ولم تستكمل الشركة التي تقودها شركة توتال الفرنسية تقييم الاضرار بعد.

مدير الشركة الكورية: المهندس الفرنسي لا يعمل في الشركة

قال د. دونج بايي بارك المدير الإقليمي للشركة الوطنية الكورية للنفط ((KNOC في رسالة بعث بها لـ«الأيام»: «تعقيباً على الخبر المنشور في «الأيام» عدد (5050) عن موضوع الأحداث التي وقعت في شبوة بخصوص شركة الغاز الفرنسية، وما ذكرتم بأن المهندس الفرنسي الذي تسبب في تلك المشاكل يعمل في الشركة الكورية (SK) وعليه فإننا نود أن نوضح لكم أنه يعمل لدى شركة لادك الفرنسية وليس لدى الشركة الكورية (SK)، ونظراً لأن هذا الخطأ سوف يمس الناحية الأمنية لشركتنا ويعرضها للخطر، لذا نرجو منكم تصحيح تلك الفقرة ونشر الخبر في العدد القادم غداً (اليوم). شاكرين لكم حسن تعاونكم سلفاً».

وقد أرسلت الشركة بنسخة من الرسالة الموجهة لـ«الأيام» إلى الشيخ محمد بن ناجي الشايف وكيل الشركة الكورية للنفط في اليمن.