حادث البحارة البريطانيين في شط العرب: استفزاز أم حرب أجهزة مخابرات

> باريس «الأيام» بيار غلاشان:

> يقدم الخبراء تفسيرات عدة لحادث احتجاز السلطات الايرانية 15 من عناصر البحرية البريطانية تراوح بين "الاستفزاز" المرتبط بالملف النووي الايراني وتشدد بعض اوساط الحكم في ايران او اعمال انتقامية تنفذها اجهزة استخبارات.

وقال الخبير الفرنسي فريدريك تلييه مؤلف عدة كتب عن ايران، ان الحادث يمثل "حركة استفزاز قوية تستهدف بنظر ايران اظهار تصميم الجمهورية الاسلامية على مواجهة الضغوط الدولية" بشأن ملفها النووي.واضاف المحلل الذي توقع "تكرار" مثل هذه الحوادث "اننا ازاء فورة غضب (...) تهدف بالنسبة الى النظام الاسلامي الى (اظهار) قدرته على اللجوء الى كافة الوسائل في الملف النووي بما فيها الاكثر تطرفا".

واشار الى ان الايرانيين معتادون على "استراتيجية استعراض القوة" خلال فترات التوتر بشأن الملف النووي.

وذكر تلييه بأن ايران قامت بإطلاق صواريخ شهاب 3 "بالتوازي تقريبا" مع اجتماعات حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي عهد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي.

وكان تم اعتقال عناصر البحرية البريطانية الجمعة في مياه الخليج من قبل القوات الايرانية بعد ساعات من تصويت مجلس الامن الدولي على قرار يشدد العقوبات المفروضة على ايران التي تشتبه قوى غربية بانها تسعى الى حيازة سلاح نووي.

من جانبه قال فرانسوا جيريه من المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي "لا اعتقد ان الايرانيين من السذاجة بحيث يفكرون ان ما جرى يمكن ان يجعل بريطانيا تراجع تصويتها في مجلس الامن".

واعتبر ان الاقرب الى الصحة هو ما اشارت اليه الصحافة البريطانية من فرضية ان تكون هذه العملية ردا على اعتقال القوات الاميركية في يناير الماضي خمسة مسؤولين مفترضين في المخابرات الايرانية في العـراق.

واضاف جيريه ان الولايات المتحدة "اعتقلت عددا من العناصر الايرانيين وبالتالي فليس من المستغرب في اطار منطق التبادل والمعاملة بالمثل، ان يشكل الجنود البريطانيون (عملة) يمكن مبادلتها".

وتابع ان هذه الفرضية "تتفق مع منطق ايراني قديم كان معمولا به في ثمانينات القرن الماضي" في لبنان حيث كان يتم احتجاز رهائن "بهدف مبادلتهم" من قبل "ما كان بصدد التحول الى حزب الله" الشيعي اللبناني المقرب من ايران.

من جانبه اعتبر برونو تيرتري من مؤسسة البحوث الاستراتيجية ان قضية جنود البحرية البريطانية على علاقة بالملف النووي. غير انه تساءل ان كان "كافة اصحاب القرار في طهران على علم" بالعملية.

واضاف "قد يكون محتملا ان بعض اصحاب القرار في النظام الايراني اراد ان يستغل الازمة وممارسة اختبار القوة في الوقت الذي يفضل فيه آخرون الاعتدال والانفراج".

وبالتالي فإن العناصر المتشددة اختارت "تعميق اختبار القوة بالمعنى السياسي والدبلوماسي للكلمة".

وتابع تيرتري "اننا ازاء ازمة متعددة الجوانب ففيها جانب عراقي وآخر نووي وثالث لبناني. وبات فصل خيوط هذه الازمة في الشرق الاوسط اكثر صعوبة".

وقال "مع ايران لا يملك جميع الاطراف بالضرورة الخيارات الاستراتيجية ذاتها في الوقت ذاته. ولا يمكن ابدا استبعاد انتهاج الاطراف المختلفة سياسات مختلفة في هذه المرحلة". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى