وجه القمر

> «الأيام» شيماء صالح باسيد /الحوطة - لحج

> ما أحلاها مرحلة الطفولة التي تبقيك على اتصال دائم بعالم آخر مليء بالحب والبراءة، عالم يخلو من حماقات الكبار ومشاكلهم وحروبهم التي تقتل الأطفال وتسلبهم حقهم في نسج عالمهم الخاص.

كم يشتاق البعض لأن يعود طفلاً صغيراً يرتمي بقوة بين أحضان أمه وينام على أنغام حكاياتها المسائية، وكم يشتاق البعض لأن يعود طفلاً خالياً من الحقد والحسد بريئاً في تصرفاته وأقواله، لا يعاني مشاكل الحياة ولا يحمل هموم المستقبل.

كم أشتاق لأعود طفلة صغيرة مغرمة بعالم (ديزني) بعيدة كل البعد عن عالم آخر على النقيض تماماً، عالم الكبار، الذي يحكمك منذ اليوم الأول بطبائعه وعلاقاته التي تخلو من الشفافية واحترام الآخر.

كما أشتاق لأصدقاء الطفولة وملامحهم الشقية وابتساماتهم العفوية، فاليوم قد تغيرت ملامحهم كثيراً حتى ابتساماتهم تلوثت بطابع الزيف والخداع لا بل لم يعد يجمعنا ذلك العشق (عشق المطر) الذي اعتدنا أن نستقبله بصيحات وأغنيات تحلق بنا عالياً.

لقد تغيرت الحياة كثيراً حتى طفولة اليوم ليست كالأمس، كم أشتاق لطفولتي كثيراً لتلك الليالي التي رسمت فيها وجهاً للقمر بأصابعي الصغيرة التي عشقت منذ البداية ذلك القلم، الذي يعاني اليوم ليرسم وجهاً للوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى