حديث الذكريات ..أوناسيس الكرة اليمنية جمال حمدي .. هدفي في مرمى إكرامي حارس مصر لا ينسى أبدا

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
جمال حمدي في صفوف المنتخب الموحد الثامن من اليمين وقوفاً
جمال حمدي في صفوف المنتخب الموحد الثامن من اليمين وقوفاً
هو نجم فوق العادة .. هو حالة خاصة .. هو قائد محنك .. هو موهوب بالفطرة .. هو مشوار زاخر في كرة القدم اليمنية ولاعب قدم الكثير على مدى عشرين عاما ،ارتدى خلالها فانيلة المجد والاهلي والمنتخب .. إنه النجم الكبير أوناسيس الكرة اليمنية(جمال حمدي) الذي تألق كثيراً وأبدع وهو يلعب على ملاعب كرة القدم اليمنية والخارجية.

سعيت إليه وحاورته وعدت به سنوات إلى الوراء فخرجت ببعض من ذكرياته أضعها بين يديكم في السطور القادمة:

البداية في صفوف النجم

كانت بداية علاقة الكابتن جمال حمدي مع كرة القدم مبكرة جدا ففي العام 76م كان هناك موعد لنجومية خاصة للاعب قادم بقوة لملاعب كرة القدم حباه الله بمقومات ليكون مميزا بين ابناء جيله حيث انضم الى صفوف فريق النجم احد اشهر الاندية في ذلك الوقت في مدينة صنعاء والذي كان يضم حسب قول الكابتن جمال لاعبين من حارة واحدة يجمعهم الحب والمودة .. ونتيجة لظروف معينة عاشها الفريق رحل نجومه إلى أندية أخرى أمثال : جلاعم سعيد العرشي، والحمامي.

تلك الأوضاع كانت سببا في أفول فريق النجم واختفائه من الساحة الرياضية فكان لابد من وجود كيان آخر يحتضن الخبرات والمواهب فسعى جمال حمدي مع مجموعة من اللاعبين إلى تكوين فريق حمل إسم (13 يونيو) التاريخ الذي حمل في تلك الحقبة خطوة التصحيح للفقيد ابراهيم حمدي في عام 76م.

مجد رياضي في صفوف المجد

بعد أن اكتسب جمال الخبرة الكافية في مرحلتين خاضهما في صفوف النجم و13 يونيو جاءت المرحلة الابرز وذات التوهج للنجم الكبير وذلك بدمج فريقي الثورة و13 يونيو في فريق واحد سمي (المجد) والذي حمل معه مجدا رياضيا مشرقا ابتداء من عام 79م عندما كان الفريق حاضرا بقوة بنجوم بارزين نتذكر منهم جمال حمدي ومحمد الآنسي شريك الملاعب والمشوار ومهدي الحرازي رحمه الله ومحمد القيني، فقارع الفرق الكبيرة وأثبت حضوره في المنافسات ونال بطولتين على حساب فرق صنعاء المرصعة بالنجوم الكبار الذي كان يرتعد كثيرا عندما كان يتواجد امامهم في الملعب -حسب قول ضيفنا الكبير- البطولتان كانتا بطولة جامعة صنعاء التي كانت تنظم دائما بست فرق وأيضا بطولة النخبة .. كل ذلك كان في نفس العام 79م الذي سجل مجدا شخصيا بفوز جمال حمدي بلقب أفضل لاعب في اليمن.

مشوار جمال حمدي مع المجد الذي ابتدأ قويا وهو يقود خط دفاع الفريق ويسجل اهدافا كثيرة تواصل لسنوات عديدة كان فيها جمال حمدي نجما بارزا إن لم يكن الابرز على الساحة الكروية في صفوف المجد الذي كان أحد الفرق المنافسة دائما على المراكز الاولى في كل البطولات التي كانت تقام على الساحة وتوج من خلالها بالفوز بكأس الجمهورية الذي يعتبر الانجاز الأبرز لفريق المجد الذي كان آخر مشواره معه في عام 1988م عندما غادر الوطن إلى أمريكا للدراسة.

موسم اهلاوي بعد العودة

في حديثه عن عودته من امريكا بعد خمس سنوات دراسة خاض خلالها تجارب عديدة باللعب مع فرق في المنطقة التي عاش فيها .. إضافة الى تدريبه لفئة سنية هناك نال بها بطولة، فكرم هناك. تلك كانت استمرارية حب جمال حمدي لمعشوقته كرة القدم وعند عودته صدم بتراجع فريقه المجد في النتائج وانحداره بعد أن غادره وهو في أحسن حال.

أوضاع المجد رتبت للنجم الكبير موعدا خاصا مع فريق آخر هو اهلي صنعاء في موسم 93-1994م توج من خلالها بطلا للدوري ليكون ختام مسك لمشوار نادر لنجم سطع وتألق وأبدع مع الكرة على ملاعبنا.

لاعب دولي وقائد للمنتخب

لم تتأخر علاقة الكابتن جمال حمدي صاحب الموهبة الحقيقية في كرة القدم فمع بداياته وفي سن مبكر وبالتحديد في عام 1978م كان التواجد الاول في صفوف المنتخب في الدورة العربية السادسة في ليبيا مع مدرب انجليزي يومها وارتدى جمال حمدي الوان منتخب بلاده للمرة الاولى ضد منتخب جزر القمر وشاءت الظروف ان يعود المنتخب لوفاة الرئيس ابراهيم الحمدي وفي المشاركة الاولى تذكر بعضا ممن كانوا معه وهم مهدي الحرازي ويحيى مقبل (رحمهما الله) ومضار السقاف ومحمد الآنسي.. بعد ذلك توالت المناسبات والمشاركات التي كان فيها عنصرا أساسيا ورقما صعبا لايغيب أبدا عن صفوف المنتخب الذي كان أيضا قائدا له بصفة دائمة حتى آخر المشوار.

وفي النيبال كانت مشاركة جمال مع منتخب الشباب في تصفيات آسيا مع المدرب سالم عبدالرحمن.

ثم جاءت فترة علي محسن مريسي رحمه الله والتي غيرت من موقع اللعب بالنسبة للكابتن جمال حمدي الذي كان يلعب مدافعا فنقله إلى وسط الملعب فواصل عطاءه اللافت وظل مصاحبا للتألق في المباريات الكثيرة التي قاد فيها المنتخب ورسم لوحات فردية في إطار المجموعة وفي المحافل العربية والآسيوية سواء أكان في مشاركات رسمية أو في رحلات ودية كالتي سافر فيها مع المنتخب إلى مصر وخاض مباراتين ضد الزمالك والمقاولون العرب ،وكذلك مباريات في صنعاء على الاستاد الرياضي الذي افتتح بمباراة ضد منتخب الجنوب سابقا، فسجل اول الاهداف ،ومباريات أخرى ضد الاهلي المصري ومنتخب مصر العسكري وكثير من المباريات التي وصل عددها في مشوار جمال حمدي لما يقارب الـ 90 مباراة دولية سجل فيها أهدافا كثيرة منها أسرع هدف عام 86م في الامارات في تصفيات كأس آسيا ضد منتخب تايلاند وانتهت المباراة بالتعادل.

جمال حمدي في أحد تجمعات منتخب العرب عام 1988م
جمال حمدي في أحد تجمعات منتخب العرب عام 1988م
مندوب دائم مع الفرق اليمنية

وجود جمال حمدي في فريق المجد لم يكن مانعا امام انتقائه الدائم من قبل الفرق التي تخرج لتشارك في بطولات خارجية حيث خاض مع الاهلي مباريات في السعودية وشارك مع الوحدة في كأس اليمن الثانية التي توج فيها بطلا على ارض ملعب الحبيشي عندما فاز الوحدة على شعب صنعاء.

جمال سفير في التجمعات العربية

ولأنه كان نجما فوق العادة على مستوى الساحة الرياضية فإن الكابتن جمال حمدي كان موضع اختيار دائم وسفير للكرة اليمنية في شمال الوطن سابقا في التجمعات العربية التي يتم فيها جمع نجوم من كل الدول فقد شارك في موسم 86-87م في السعودية وفي موسم 88-89م في القاهرة في تجمعين لمنتخب العرب.

مباريات لا تنسى

لكي أجعله يختار لي بعض المباريات التي تميزت في المشوار قال جمال حمدي: «إنها كثيرة أكانت محليا أو دوليا ولكن ممكن ان نذكر مباراة خاضها المنتخب الوطني ضد النادي الاهلي المصري العريق والمطرز بالنجوم الكبار عام 86م والمباراة كانت منقولة على الهواء وحضرها خمسون الف متفرج قدمت فيها مع زملائي مستوى كبيرا وعطاء لافتا توجته بتسجيلي هدفا ولا أروع وهناك مباراة أخرى كانت مع المنتخب اليمني العسكري ضد المنتخب المصري العسكري عام 87م يومها فاز منتخبنا بهدفين لهدف سجلت منهما هدفا، فيما سجل عبدالناصر عباس الهدف الآخر..ومباراة أخرى كانت نهائي كأس اليمن الثانية التي دارت أحداثها في عدن وجمعت وحدة صنعاء الذي كنت في صفوفه لاعبا وشعب صنعاء والمباراة حملت الكثير من المعاني الوطنية لذلك مازالت عالقة في الذاكرة وسجلت من خلالها انجازا تاريخيا بفوزنا بالبطولة».

المنتخب الموحد شرف كبير

في مشواره الرياضي الحافل كان النجم الكبير محظوظا - على حد تعبيره - بأن نال شرف التواجد مع مجموعة من اللاعبين في قوام أول منتخب يمني موحد عام 89م

وقال عنها أنها تجربة مميزة جدا لأنها أعطت الرياضيين قيمة موحدة قبل السياسيين وكانت خطوة رائعة في طريق الوحدة الكبرى .. التجربة تذكرها جمال وقال إنه يتذكر جبل خنفر في ابين حيث عسكر المنتخب وخاض مباراة على ملعب الشهداء بأبين ضد اثيوبيا مع الماس وشرف محفوظ ومحمد حسن ووجدان شاذلي وكامل صلاح وباعامر وجلال الزحيري وعلي موسى وياسين محمود وحسين وصالح وعبدالجبار عباس وأمين السنيني وفياض بغدادي وابراهيم الصباحي والعديني وعادل الاشول..وخاض مباراة أخرى في صنعاء.

أهداف لا تنسى

رغم ان الكابتن جمال كان مدافعا ومن ثم لاعبا في خط الوسط إلا أن علاقة خاصة جدا ربطته بشباك الخصوم في المباريات التي خاضها فقد كان هدافا للدوري خلال موسمين وهو في صفوف فريق المجد حتى انه سجل عام 86 م 30 هدفا..ومن الاهداف التي مازالت مرسومة في ذاكرة النجم الشهير هدفه وهو يرتدي فانيلة المنتخب في مرمى حارس النادي الاهلي المصري العملاق اكرامي وجاء من كرة بعيدة ارسلها في الزاوية تسعين عجز إكرامي عن عمل أي شيء لها حتى أن الحارس المصري نفسه قال بعد المباراة لن أنسى هدف جمال حمدي.

ومن الاهداف تذكر هدفا سجله في مرمى اهلي صنعاء في الدوري المحلي فقد استلم كرة في وسط الملعب وغزل كل من أمامه بمن فيهم الحارس (سر بدوي) ولعب الكرة في المرمى،كما تذكر هدفا سجله في مرمى الحارس عادل اسماعيل بتسديدة بعيدة.

جمال حمدي
جمال حمدي
خارج الذكريات

- عن ابتعاده عن الرياضة قال ان كواليس الرياضة هي التي أبعدته كما أبعدت رموزا كثيرة قدمت للرياضة عطاء كبيرا فالرياضة للاسف دخل عليها أناس كثيرون بعيدون كل البعد عنها .

- الوضع الرياضي يحتاج الى وقفة وإعادة نظر في هيئات وزارة الشباب التي ترعى الرياضة والرياضيين وأيضا اتحاد كرة القدم مسير النشاط في البلد.

- الرياضة ليست لعبة فهي ثروة وموارد للاسف ضل الكثيرون الطريق عن فهمها وأصبحت هناك أزمة حقيقية مزمنة في الادارة ، التي تستطيع ان تحقق التطور والسير نحو آفاق أفضل.

- لا يمكن أن أكون في موقع رياضي بعدما وصلت الامور الى ماهي عليه اليوم فهناك حسابات بعيدة عن المقومات وهناك متمصلحون يقودون الرياضة لا يمكن أن أتواجد بينهم أبدا.

- أتابع الرياضة وهناك مواهب ولكن هناك غياب للاجهزة الفنية التي تستطيع أن تحسن في الاداء.

- وجودنا دائما في المواقع الخلفية دليل عدم قدرتنا على النهوض ،ونحن نحتاج إلى خبرات تخدم المواهب وتحسن من أدائها.

هوامش من الحوار

> شخصية فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله هي التي أحببتها في مشواري الرياضي.

> كلمة حب أرسلها بعد سنوات لكل من زاملني في الملاعب وخصوصا في المنتخب اليمني الموحد.

> علي الحمامي لاعب الاهلي تأثرت به في بداية مشواري فهو لاعب خارق لم تنجب الملاعب مثله أبدا.

> هدف محمد السحراني في مرمى الهند من أجمل ما شاهدت.

> علي الحمامي وخالد عفارة من المدافعين المتميزين الذين لعبت امامهم.

> محمد صيضي لاعب ماهر جاء بعدي رأيت فيه نفسي إلا أنه بكل اسف لم يستمر في الملاعب.

> في المشوار الطويل لم أجلس يوما احتياطيا .

> علي محسن مريسي صاحب بصمة خاصة في مشواري الرياضي إضافة إلى مقبل الصلوي.

> آخر مباراة لي كانت ضد وحدة عدن ويومها تعرضت لإصابة من اشتراك مع الكابتن خالد عفارة.

> محمد الآنسي هو شريك المشوار الرياضي.

> لقب أوناسيس الكرة اليمنية من أحب الالقاب إلى قلبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى