عصابة «البزنس» على الحبلين

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
لما أجا إلى عندنا سالم الأردلي - وهذا اللقب الأردلي اكتسبه من عمله كمساعد صحي وهو مشتق من كلمة إنجليزية (أوردرلي) وبالنطق باتعرف تركب لها الاسبيلنج الصحيح وهي كلمة لها عدة استخدامات وأكثر من معنى- وصل وهو محمل ومزمل بالأكياس العلاقية المتينة اللي كانت معبأة بخيرات الله مما أنتجته الأرض من خضرة مضرة.. ولما نقول خضرة مضرة فمعنى هذا هو الجمع بين الفواكه والخضروات وكل شيء بحسابه.. كان سالم يرشح وما يقدرش يمسح عرقه إلا إذا رفع يده إلى جبهته القومية ويده زيما أنتم عارفين محملة ومزملة.. لذا بقي أمامه واحد حل وهو أن ينزل رأسه إلى يداته لأنه العرق ماعاد باقي له إلا قليل وبايدخل عيونه. جلس الأخ سالم الأردلي على ركن الفوتبات وتعامل مع مسألة العرق بعدما طرح الأكياس على الأرض.. أخرج توالاً صغيراً في حجم منديل وأخذ يجفف به عرقه في الوقت الذي كان فيه يدور بنصف جسمه العلوي ويتكلم معنا نحنا أصحاب الجسة اللي كنا مناصيص أو منصوصين أو منتصين على الرصيف.. بعد السلامات والتحيات والشهيقات والزفيرات قال سالم: «باتصدقوا بالله أنه هذي الخضرة اللي جبتها من السوق كلفتنا آلاف.. مش ميات.. آلاف مؤلفة».. قال الأخ حسن فرور عميد الجسة:«إلا أبه نصدقك.. نصدقك ونص.. ياشيخ قده يبان من الرشح اللي بلبل لك وجهك وثيابك».

بعدما شل سالم الأردلي نخص قوي قال:«وعاده أيش نتبايع أنا والمخضري لما أمانة نرفز لي أعصابي.. مع أننا زبون عنده. لكن ما عاد فيش معروف في الزمن ذا تدروا أيش يقول لي؟» اختلط صوتي وصوت سالم باحميد وصوت أحمد العرشي في كلمة «أيش؟» فقال الأردلي:«يقول لي هذا زمن الفضاءات المفتوحة والفوضى الخلاقة والسوق المفتوحة لا في تقنين ولا تزنين ولا تأميم ولا تأمين.. اللعب كله يمشي على الحبلين وحتى على عشرة جبال.. وأنت ياصاحبي وعميلي شوف السوق وبايع ولا لقيت أحسن من بضاعتي وسعري هنيئاً.. شل والقلب داعي لك.. أيش عادنا با أقول لك؟!» قلت له- يواصل الأخ الأردلي-:«ماله أيش.. ما فيش عاد رحمة.. ما فيش حد يقدر يعقلكم؟ وإلا يمكن قده البياعين اللي في السوق كلهم تبع عصابة واحدة هي اللي تفلح الأرض وتذري وتجني وتحصد وتوزع وتحدد السعر.. واللي يحاول يخرج على التسعيرة با يقع له حنجال لأنه نظام العصابة مقدس؟» قال المخضري دي صنع مفرش وسمى ظالمين:«لا الحرية مقدسة بدليل أنه اللي يخارجك باتشله واللي ما يخارجكش مابا تشلوش!».

قلنا للأستاذ الأردلي كلمتين نخفف بها عليه بقية مشواره إلى البيت أن نظام الغلاء الجائر هذا مش ساري المفعول بس على الخضرة مضرة وإنما كمان يشمل حتى كافة المواد الغذائية المعلبة وكذلك اللحوم والدواجن ويقف في قمته عند أسعار السمك الذي يباع الآن بوزن التولة، قال حسين النعج:«مش عاد تحصل حاجة رخيصة أبداً حتى خريط الكمبعان شعه كلفني للسيارة حقي ثلاث مرات أكثر من دي كنت أدفعها من قبل.. ماشى إلا قشط .. وشوف الوكالات اللي تشتغل في التصدير الكمبعاني كسبانة كثير لأنها تستفيد من فرق الصرف وتدهور سعر العملة اليمنية التعبانة بنت التعبانة.. وبعدين لا تنساس كمان أنه الدنيا مفلتة والهيلة مش كما الرمانة وباذني سمعت ظهر أمس الأخ والصديق (الجُميع) يصيح في مطار عدن بأعلى صوته شاكياً من الظلم الوظيفي الذي وقع عليه من شركة الطيران اليمنية.. قال لي الأخ والصديق اللواء علي عوض واقص: (الجُميع) مابا يصيح هكذا إلا وهو مجروح».

على كل حال عشان الواحد يسلك يومه يشأ له بألفين قات وبألف خضرة وبألف كرت اتصالات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى