حكايتان قصيرتان جداً

> «الأيام» علي محمد يحيى:

>
علي محمد يحيى
علي محمد يحيى
1- جُدجُد .. لم تعرف المدينة في تاريخها القديم والمعاصر من الجداجد بقدر ما يصرصر فيها اليوم.. قال لي شيخ بلغ من العمر عتيا: إن كثرة الجداجد في شوارع المدينة من تقلبات الخريف. ثم أسرّني في أذني همساً: ربما يكون غير ذلك، ولم يكمل. في المساء وأنا منكب على مكتبي أدوّن بعضاً من أفكاري، وبعد أن أدرت مفتاح المروحة لتشغيلها، وثب جدجد من عليها على ورقة كانت بيدي، كنت أكملها.. حتى إذا رأيته ظننته فراشة تُبشِّر.. فنحن في زمن يبشر فيه الجدجد بأخبار الصيف.

بالمناسبة لم أكن أعرف في سابق عهدي بماهية الجدجد، إلا بعد محاولتي الفاشلة للاشتراك في برنامج من سيربح المليون من خلال أسئلته التأهيلية التي يرسلها عبر الـ S.M.S وكان ذلك في رحاب صيف مضى.

2- ساعة!!

يسير بزهو وعلى معصمه ساعته العجيبة ذات الثلاثة عقارب:

واحد معطّل

وآخر ملون بلون فوسفوري بهت وتشقق بفعل الزمن

والثالث يدور بلا هوية.

أما أنا فأجول ببصري وجفنيَّ وحلقات عمري على سطح الساعة المطلية بالمينا في خطوط العقارب المعطلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى