> الرياض «الأيام» وفاء عمرو وأندرو هاموند :
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز مع الرئيس السوري بشار الأسد
وفي الكلمة التي ألقاها الملك عبد الله بن عبد العزيز أمام الملوك والرؤساء العرب خلال القمة العربية التي تعقد في عاصمة بلاده لمدة يومين ناشد العرب التغلب على نزاعاتهم وتوحيد صفوفهم في مواجهة المخاطر التي تهدد العرب في العراق ولبنان وفلسطين.
وقال العاهل السعودي "أصبح من الضروري إنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق بأقرب فرصة ممكنة لكي تتاح لعملية السلام أن تتحرك في جو بعيد عن القهر والإكراه على نحو يسمح بنجاحها في تحقيق هدفها المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة."
وفي الشهر الماضي توسطت المملكة العربية السعودية في اتفاق حكومة الوحدة بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أمل إنهاء المجتمع الدولي للحصار الاقتصادي الخانق للفلسطينيين.
وتصر اسرائيل على أنها لن تخفف القيود المالية التي تفرضها على غزة والضفة الغربية ولكن بعض الدول وافقت على التفاهم مع أعضاء الحكومة الفلسطينية من غير أعضاء حماس وزيادة المساعدات.
وتعقد القمة التي تستغرق يومين في ظل توترات إقليمية مع زيادة المخاوف لدى الزعماء العرب من احتمال أن يؤدي هجوم ربما تشنه الولايات المتحدة على إيران إلى المزيد من زعزعة الاستقرار للمنطقة. وربما يأتي هذا الهجوم بسبب رفض طهران التجاوب مع مطالب الأمم المتحدة لوقف النشاط النووي.
وناشدت الرياض التي تعرضت لضغوط من حليفتها واشنطن لإبداء قدر أكبر من القيادة في المنطقة الدول السنية التغلب على الانقسامات قائلة إن الجبهة الموحدة هي التي ستساعد في إقناع اسرائيل بعلاج المتاعب الفلسطينية.
وترى الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة وعلى رأسها السعودية يدا لإيران في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية.
وأكد الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن العنف الدائر بين السنة والشيعة في العراق يهدد باستقرار منطقة الخليج بأسرها الغنية بالنفط.
ومضى يقول "في العراق الحبيب تراق الدماء بين الإخوة في ظل احتلال أجنبي غير مشروع وطائفية بغيضة تهدد بحرب أهلية."
ولكن محور التركيز الرئيسي في كلمته كان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي يعتبره الزعماء العرب العامل الرئيسي الذي يهدد استقرار المنطقة.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إسرائيل إلى قبول مبادرة السلام العربية بدلا من أن تطلب تعديلات فيها. وقال موسى للقادة العرب في القمة ان المنطقة على مفترق طرق فإما التحرك قدما نحو سلام حقيقي أو تصعيد للموقف.
وتعرض خطة السلام العربية تطبيع العلاقات بين كافة الدول العربية والدولة اليهودية إذا ما انسحبت تماما من الأرض التي احتلتها عام 1967 وإذا قبلت قيام دولة فلسطينية ووافقت على "حل عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
ورفضت اسرائيل عناصر رئيسية في الخطة بما في ذلك العودة المقترحة لحدود عام 1967 وضم القدس الشرقية للدولة الفلسطينية المقترحة وعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم في اسرائيل.
وحث رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الزعماء العرب على عدم تقديم تنازلات فيما يتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم التي أقيمت عليها اسرائيل.
وقال هنية القيادي في حماس إن الحركة لن تعارض مبادرة السلام العربية ولكنها لن تتنازل فيما يتعلق بحق اللاجئين في العودة.
وأردف قائلا "أنا أتوقع أن القمة العربية المنعقدة في الرياض أن تؤكد من جديد التزام الدول العربية بعدم التنازل مطلقا عن حق عودة اللاجئين تحت أي ظرف من الظروف."
وتدعو مسودة نهائية للقرار الختامي للقمة إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا عن ديارهم في عام 1948 ولكنها تتجنب عبارة "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين.
وحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل على اغتنام العرض العربي واصفا إياه بأنه الفرصة الأخيرة لإسرائيل كي تعيش في سلام وسط العالم العربي والإسلامي.
وقال عباس أمس الأول إن هذه المبادرة العربية تدعو اسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي ومقابل ذلك ستعيش "في بحر من السلام".
وتابع أنه يستبعد أن تكون هناك فرصة مشابهة لهذه المبادرة إذا لم تقبل بها اسرائيل.
ومارست الرياض نفوذها الدبلوماسي مؤخرا لإنهاء الاقتتال الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس ولمحاولة إنهاء النزاع بين الحكومة المدعومة من الغرب في لبنان والمعارضة المدعومة من إيران وسوريا. رويترز