ربيع النور وأثره على الأمة

> «الأيام» يسلم سالم باصبرين/دوعن - حضرموت

> إن أي امة لا تستطيع النهوض ما لم يكن لها تاريخ عريق وماض تستمد منه قوتها، ويؤكد خبراء الادارة والنهضة هذا الكلام بقولهم إن الموروث الحضاري لأي أمة عامل مهم في نهضتها، نحن بهذا لا ندعو إلى الخمول ولا إلى العيش على الماضي .. ولكنها دعوة لاستنهاض الهمم وقراءة التاريخ لاعادة صياغته في بناء الحاضر.

ولعل شهر ربيع الأول خير وقت لفعل ذلك، فهو نقطة تحول ليس في تاريخ العرب والمسلمين فحسب بل في تاريخ الإنسانية كلها، ففي الثاني عشر من هذا الشهر كان الكون على موعد لاستقبال عظيم، وخطب جلل وهو بروز النور المحمدي إلى هذه الارض، فأنعم بهذا الحدث وأنعم بهذا المولود ولكم ألّف العلماء والائمة والشعراء في مولده ومدحه وجعلوا لهذا الحدث مناسبة يحتفى بها. واليوم في كثير من اصقاع العالم الإسلامي يتخذ هذا اليوم (الثاني عشر من ربيع اول ) مناسبة تعبر عن استشعار حقيقي بفضل الله ونعمته بارسال رسوله، وتجسد عظمة هذا الحدث التاريخي. إن الاعداء اليوم يغيضهم ان يروا أمة الاسلام وقد اهتمت بمثل هذه المناسبات التي هي أيام الله، التي امرنا بالتذكير بها لأن اعداءنا يدركون أن في الاحتفاء بمثل هذه المناسبات تجسيد لمعنى وحدة الامة، وتقوية لهويتها (التي يريدون سلبها منا) وتوحيد الشعور في الانتماء للدين وليس للقطر ولا للفكر ولا للدعوات الاخرى.

فما أحوجنا نحن المسلمين إلى ان نتخذ من مثل هذه المناسبات فرصة للعمل المشترك والتعاون الجاد وتأصيل مثل هذه المناسبات في نفوس أبناء الامة، لأننا وللأسف نعاني مشكلة الجهل بتاريخنا الذي أورثنا مشكلتين هما انعدام الاصالة في نفوسنا، ونظرتنا للامم الاخرى نظرة انبهار، هذه النظرة ولدت شعورا بالضعف والانهزامية.

إننا حين ندعو إلى الاحتفاء بمثل هذه المناسبات، لا نقيد هذا الاحتفال بهيئات معينة ولا نضعه تحت تأثير منهج او فكر، المهم أن لا تذهب هذه المناسبة سدى، حينها فقط نكون قد خطونا خطوة صحيحة نحو التقدم والتحرر من هذا الواقع الاليم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى