التربية والتعليم هم مشترك

> حسين سعيد السقلدي:

> الكل منا ينتابه الحرص الشديد على إرساء وترسخ مداميك المستقبل الوضاء للأجيال المتعاقبة الذي أساسه وقوامه التقدم والرقي والازدهار العلمي والحياتي بشكل عام، وأن يظل نور العلم وهاجاً متقداً شامخاً في علوه ومجسداً بخطوات السير إلى الافضل المعززة لمكامن الثقة بروابط الوفاء بين الآباء والهيئة التعليمية وتظل القلوب مفتوحة ومتفتحة بالحب الصادق المتجه صوب المستقبل الواعد.

فأمية القراءة والكتابة سهلة جداً ولكن الأفدح منها أثراً هي الأمية الثقافية كونها تشكل كل خيالنا وسلوكنا وقيمنا الأخلاقية، حيث أصبحنا نرضى بالحفظ ونرهب النقد وبالتالي ليس عندنا بالإمكان أفضل مما كان.

وندرك جيداً أن سمو المجتمع ورسوخ دعائم صلاحه وإصلاحه مرهونة بجملة من المقومات تأتي في مقدمتها مسألة الاهتمام بالتربية والتعليم، التي تشكل في تفاعل الطالب والمعلم في حظيرة العلم والمعرفة وفق منهج وطني تقدمي مسايراً للعصر والثورة العلمية والتكنولوجية، فالتعليم المدرسي هو أساس بناء العقول والمعول عليه استمرارية البناء والتطور المتصاعد في مجتمعنا اليمني وعلى مختلف الصعد، والرقي باستمرار لخلق الجيل القادر على مواجهة ومواكبة العصر وتحمل المسئولية مستقبلا.

ومن جانب آخر فالمعلم هو مهندس العصر وراعي العملية البنائية المتسمة بتعقيداتها وصعوباتها المتنوعة، عملية بناء الرجال الذي لا يفوقه أي بناء والرائد الأول في إرساء القاعدة القوية، القاعدة العلمية، المعرفية وتوسيع جوانبها وترسيخ جذورها في أدمغة وأذهان الطلاب، والمعلم الكفؤ هو سيد الموقف في أدائه اليومي وطرائقه وأساليبه المستخدمة لمخاطبته الطلاب، وأن يجيد فن المعاملة والخطاب معهم، لأنهم بشر في المقام الأول وهذا البشر له خصائصه وقدراته وإمكانياته ومواهبه ومهاراته وذو ميول متعددة ورغبات مختلفة وقدرات متفاوته وفروق فردية تتسع وتضيق من طالب إلى آخر حسب البيئة والوراثة والثقافة والتعليم والعلم.

والمعلم الناجح هو الذي يراعي هذه الخصائص ويدرك كذلك أن هذه المهنة تتميز عما عداها من المهن الأخرى، ويدرك كيف يتعامل مع معطيات العصر من موقع الفاعل والايجابي وليس من موقع المنفعل، وخلق الأجواء المرغبة للطلاب وتحبيب العلم اليهم وطلبه باستمرار، وتحويل المدرسة من مدرسة طاردة إلى مدرسة مرحبة، وغرس القيم الأخلاقية في طلابه، والتي يتوقع استمرارها وظهورها في المستقبل مثل الصدق والوفاء والتسامح الثقافي والاهتمام بالآخر وأساليب السلوك المهذب والمحافظ على هوية المجتمع وتماسكه وإزاحة حواجز الخوف، والتحلي بالإخلاص والوفاء للوطن والوحدة والإنسان اليمني والتمسك بالقيم الدينية (الوسطية) واحترام الحياة والمساواة في الحقوق والتضامن ومحاربة الفساد بأنواعه، ولا بد أن يكون هنالك رقابة دائمة على الأداء التعليمي اليومي وتفعيله وإيجاد مبدأ الثواب والعقاب وإيجاد ضوابط ملزمة لعملية الاختبار للمعلم عند التوظيف، فالتعليم يرمي إلى خلق الإبداع والابتكار وتشجيع المواهب المختلفة بين أوساط الطلاب ومعرفة الفجوة الفكرية بين جيل الآباء وجيل الأبناء الذي يعتبر التراث عبثاً يجب التخلص منه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى