فنانونا وضحالة أجور صلالة

> «الأيام» أنور الحوثري:

> يتندر المهتمون بالشأن الفني في صلالة والمناطق التابعة لمحافظة ظفار في سلطنة عمان، من غباء الاتفاقات الفنية بين فناني اليمن من مطربين وعازفين وإيقاعيين وراقصين وبين الشركات الـ «نص كم» الوسيطة بين لجنة مهرجان صلالة والفنانين القادمين بعقود مضحكة للمشاركة في المهرجان الفني، حيث ينقلون بعضهم إلى بعض فصولاً من سخرية القصص عن ظروف الفقر وإذلال النفس لدى قطاع المبدعين القادمين من محافظة عدن ومحافظة حضرموت ممن يقبلون بإحياء أربعين يوماً من الحفلات الدؤوبة المتلاحقة بكل فنون اليمن الغالية في الصباح والليل ثم يتقاضون في نهاية المطاف أربعمائة دولار أي ما يعادل ثمانين ألف ريال يمني، وهو المبلغ الذي يتقاضاه العازف الواحد أو الراقص أو المطرب في سهرة واحدة في خيلة بقشان أو عند الانتقال من مدينة المكلا إلى وادي دوعن أو وادي حضرموت.

وقد عرف المسؤولون في الشركات الظفارية الوسيطة طريقة العزف المتمكن على عبارات الإغاظة والتحفيز لإشعال فتيل التنافس والهلع بين مبدعي المحافظات اليمنية الأكثر إبداعاً في مجال الفنون - عدن وحضرموت - فأخذوا يضربون هؤلاء بأولئك حتى يتم الإجهاز على جهودهم وإبداعاتهم بسعر التراب، مما يدل على جشع المستثمرين في هذا المجال ممن يتفننون في كسب ود الفنانين بهدايا رخيصة لا تتجاوز ساعات اليد والحائط أو الحلوى العمانية أو بعض الصور من فعاليات المهرجان، حتى يسكت الفنانون عن بقية حقوقهم المالية المنهوبة، ومن تلك الأساليب التي يستخدمونها زعمهم في اتصالهم بفناني عدن «إننا نرغب فيكم أنتم رغم أن أصحاب حضرموت تكلفتهم المالية أقل بسبب القرب الجغرافي، ولكننا نريد الجودة وحباً في عدن ورغبة في تحسين ظروف قطاع من مبدعيها ترونا نلجأ إليكم».

وهي الأسطوانة المشروخة ذاتها التي ينثرون فحيح كلماتها لأصحاب حضرموت، حيث يذهبون معهم إلى أبعد من مسافة السير في الحديث مع فناني عدن، ومن تلك الكلمات «إننا في ظفار وحضرموت شعب واحد حيث القرابة الأسرية وحيث الفن الحضرمي المطلوب في عمان وحيث الأخلاق الحضرمية المعروفة بالالتزام والهدوء والعلماء». والمهم أنت يا احوم لا تصدق فتندم.وللأسف الشديد أن عدداً غير قليل من فنانينا في عدن وحضرموت ممن يدخرون في أنفسهم الوجاهة وصفات القيادة يظلمون أنفسهم كثيراً ويظلمون زملاءهم عندما يوافقون على تلك المبالغ الرخيصة التي تصل أحياناً إلى مائتي دولار في الرحلة بأكملها، ويبذل هؤلاء القياديون جهداً خارقاً عند زملائهم للقبول بذلك المبلغ بل ويجمِّلون السفر والمهرجان والنزهة وتغيير الجو، بغض النظر عن الفوائد المالية، وهي الفوائد التي ينتظرها أطفالهم وأمهاتهم على أحر من الجمر في ظل الظروف اليمنية القاسية، فهل هزلت الظروف إلى هذا الحد الذي يجعل دولاً بنت حضارتها حديثاً أن تسخر من فناني اليمن السعيد فتنقلهم في باصات أجرة في طريق طويل مرهق إلى صلالة ثم تطلب منهم عرض فنونهم في اليوم التالي ليوم الوصول ثم تبخل عليهم حتى بالعدد الكافي من علب المياه والمشروبات الغازية في لحظة انقطاع أنفاسهم على المسرح وإذا طلبوا وجبة خاصة لتعديل تكرار الوجبات يحسبون ذلك من حسابهم العام أي من المائتي دولار أو الأربعمائة، فأين النقابة المزمع تشكيلها في العاصمة صنعاء لحماية حقوق فناني اليمن أم أن التطور الحاصل في اليمن لا يشمل إلا الطرقات والاتصالات فحسب!؟

سؤال يحتاج إلى إجابة صريحة من أجل عيون المبدعين في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى