وصول العشرات من الجنود الأثيوبيين ولاجئين صوماليين الى شواطئ عرقة

> أحور «الأيام» صلاح أبولحيم:

>
وصل نحو الساعة السابعة مساء أمس الأحد العشرات من أفراد الجيش الأثيوبي يقدر عددهم بـ89 جندياً أثيوبياً بالإضافة إلى 49 لاجئا صوماليا قبالة شواطئ منطقة عرقة الساحلية وكان الزورقان اللذان أقلا أفراد الجيش الهاربين من الحرب الضارية التي تشهدها الصومال قد تحركا بالنازحين من ميناء بوساسو الصومالي الساعة السادسة صباح يوم الأحد الماضي ودامت رحلتهم المحفوفة بالمخاطر ثمانية أيام حتى وصولهم نحو الساعة السابعة من مساء يوم أمس.

وإثر وصولهم إلى قرب الشواطئ اليمنية وبعد إنزال 48 أثيوبيا و49 صوماليا في عرض البحر وبينما كانت الجموع الأخرى من الجيش الإثيوبي تتأهب للنزول سمع قائدا الزورقين إطلاق نار صوبهما وهما بالهروب بمن تبقى من أفراد الجيش إلى مواقع مجهولة ولا يزالون مفقودين حتى لحظة كتابة الخبر.

وأوضح بعض أفراد الجيش الأثيوبي بأنهم شاهدوا بعض جثث زملائهم تطفو على سطح البحر، فأنقذوا بعضا ممن تم إنزالهم لعدم معرفتهم بالسباحة وعند وصول النازحين إلى سواحل منطقة عرقة الساحلية افترشوا الشواطئ بسبب الجوع والعطش.

«الأيام» زارت النازحين في موقع وجودهم بمبنى المجمع الحكومي ومستشفى أحور العام حيث يقبع العديد من الأثيوبيين هناك بسبب حالتهم الصحية السيئة، وأوضح لـ «الأيام» أحد أفراد الجيش الأثيوبي يدعى محمد حسن ضابط بالجيش الأثيوبي وأحد المشاركين في المعارك ضد جيش المحاكم الإسلامية قائلا: «أنا من ضمن أفراد الجيش الأثيوبي وشاركت في القضاء على حكم جيش المحاكم الإسلامية، وبعد التحرير لم نكن نتوقع أن تشتد ضراوة القتال وأنه سيتحول إلى حرب طائفية وعصابات وشوارع ولم نكن نعلم بأننا سنضيع وسط ذلك اللهيب المحرق وهو الأمر الذي دعانا وأفرادا عديدين من الجيش الأثيوبي إلى الهروب.

ولم نجد ملجأ سوى اليمن فقررنا النزوح نحو اليمن صبيحة يوم الأحد الماضي واستقللنا زروقين، وخلال الرحلة واجهنا من قادة الطقمين ما لا نتوقعه حيث كانا يستخدمان العصي البلاستيكية وأعقاب البنادق وأدوات أخرى لضربنا ولم يقدما لنا أي طعام غير الضرب حتى وصولنا مساء أمس إلى قبالة الساحل اليمني، وعندما هممنا بالنزول إلى عرض البحر وبدأنا بالغوص في أعماق البحر سمعنا إطلاق النار صوبنا الأمر الذي أدى إلى هروب قائدي الزورقين نحو جهات أخرى وبمعيتهم من تبقى من زملائي الأثيوبيين ولا ندري ما هو مصيرهم والأرجح أنه سيُقذف بهم إلى عرض البحر حسب الاتفاق المبرم فيما بيننا وقادة الزورقين بميناء بوساسو بالصومال، لأن الأصل في ذلك هو الحصول على النقود فقط ولا يهمهم سلامة الركاب النازحين.

وهي شروط وافقنا عليها رغما عنا، لذلك فإن الموت غرقا هو مصير من تم الهروب بهم، لذلك فأملنا ضعيف في عودتهم إلينا لأننا وقعنا على (وثيقة الموت) وعند وصولنا إلى الشواطئ اليمنية لم نجد من يسعفنا بل إن البعض قد فارق الحياة واضطررنا إلى السير غربا حتى حصلنا على وسيلة مواصلات أقلتنا إلى مبنى المجمع الحكومي وهناك وفي لحظات معدودة تم إحضار وسيلة مواصلات للنازحين الصوماليين فقط أما نحن فلم يصغ إلينا أحد وعند سؤالنا عن ذلك أجابوا بأن السلطات اليمنية لا تعتني إلا بالنازحين الصوماليين أما نحن الأثيوبيين فسيتم النظر في أمرنا، وأبلغونا آخر المطاف أن المفوضية السامية للاجئين باليمن ترفض قبول أي أفريقي عدا الصوماليين.

إننا نشعر بالحسرة ويشتد علينا الجوع والعطش ولم تقدم لنا السلطات في أحور غير واحد حليب وبسكويت فقط لذلك نناشد السلطات المحلية النظر في أمرنا».

نازحون صوماليون يرقدون على شاطئ منطقة عرقة الساحلية بعد إنزالهم من زورقين قدما بهم من ميناء بوساسو الصومالي
نازحون صوماليون يرقدون على شاطئ منطقة عرقة الساحلية بعد إنزالهم من زورقين قدما بهم من ميناء بوساسو الصومالي
«الأيام» زارت مستشفى أحور العام حيث يقبع عدد من الأثيوبيين للعلاج ولم تجد هناك أي نوع من الخدمات حيث يخلو المستشفى من الطاقم الطبي والتمريضي وكذلك غياب إدارة المستشفى ولا يوجد أي شكل من أشكال العناية بالنازحين سوى خدمات ضئيلة وبمجهودات شخصية من إحدى الطبيبات من مدينة عدن ومن اثنين من الممرضين فقط بينما خلا المستشفى من العمال بل إن الصيدلية وأقسام المعاينة مغلقة ونتيجة لذلك تم نقل المرضى إلى محافظة عدن للعلاج عند الساعة الثالثة عصرا.

وتم التواصل مع مكتب المفوضية السامية للاجئين بعدن حيث أوضح المكتب «أن مكتب الهجرة والجوازات قرر تحمل المسئولية الكاملة عن النازحين الأثيوبيين وطلب منا عدم التدخل في ذلك واعتبارهم من اختصاص مكتب الهجرة والجوازات وبذلك قمنا كمكتب للمفوضية السامية للاجئين وعند إبلاغنا بأنه تم العثور على عدد من الصوماليين والأثيوبيين وقمنا في ذات اللحظة بالتواصل مع مكتب المفوضية بمنطقة ميفعة وبدورهم أرسلوا سيارة لنقل النازحين الصوماليين فقط وعددهم 45 إلى عدن لنقلهم إلى مخيم مجمع اللاجئين بخرز وتبقى الأثيوبيون الذين هم من اختصاص مكتب الهجرة والجوازات ولم نقدم لهم أي خدمات».

وعلمت «الأيام» أنه تم عصر يوم أمس نقل النازحين الأثيوبيين إلى محافظة عدن بواسطة سيارة نقل عسكرية (تحمل لوحة جيش) حتى يتسنى تجميعهم وإعادة ترحيلهم إلى أثيوبيا.

يذكر أن هذه الدفعة من اللاجئين الصوماليين تعد الثانية خلال أربعة أيام إذ سبقتها عملية إنزال كانت حصيلتها غرق أكثر من 60 لاجئا صوماليا في عرض البحر قذفت الأمواج جثة 16 منهم إلى الشواطئ اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى