> أحور «الأيام» صلاح أبولحيم:

وإثر وصولهم إلى قرب الشواطئ اليمنية وبعد إنزال 48 أثيوبيا و49 صوماليا في عرض البحر وبينما كانت الجموع الأخرى من الجيش الإثيوبي تتأهب للنزول سمع قائدا الزورقين إطلاق نار صوبهما وهما بالهروب بمن تبقى من أفراد الجيش إلى مواقع مجهولة ولا يزالون مفقودين حتى لحظة كتابة الخبر.
وأوضح بعض أفراد الجيش الأثيوبي بأنهم شاهدوا بعض جثث زملائهم تطفو على سطح البحر، فأنقذوا بعضا ممن تم إنزالهم لعدم معرفتهم بالسباحة وعند وصول النازحين إلى سواحل منطقة عرقة الساحلية افترشوا الشواطئ بسبب الجوع والعطش.

ولم نجد ملجأ سوى اليمن فقررنا النزوح نحو اليمن صبيحة يوم الأحد الماضي واستقللنا زروقين، وخلال الرحلة واجهنا من قادة الطقمين ما لا نتوقعه حيث كانا يستخدمان العصي البلاستيكية وأعقاب البنادق وأدوات أخرى لضربنا ولم يقدما لنا أي طعام غير الضرب حتى وصولنا مساء أمس إلى قبالة الساحل اليمني، وعندما هممنا بالنزول إلى عرض البحر وبدأنا بالغوص في أعماق البحر سمعنا إطلاق النار صوبنا الأمر الذي أدى إلى هروب قائدي الزورقين نحو جهات أخرى وبمعيتهم من تبقى من زملائي الأثيوبيين ولا ندري ما هو مصيرهم والأرجح أنه سيُقذف بهم إلى عرض البحر حسب الاتفاق المبرم فيما بيننا وقادة الزورقين بميناء بوساسو بالصومال، لأن الأصل في ذلك هو الحصول على النقود فقط ولا يهمهم سلامة الركاب النازحين.

إننا نشعر بالحسرة ويشتد علينا الجوع والعطش ولم تقدم لنا السلطات في أحور غير واحد حليب وبسكويت فقط لذلك نناشد السلطات المحلية النظر في أمرنا».

نازحون صوماليون يرقدون على شاطئ منطقة عرقة الساحلية بعد إنزالهم من زورقين قدما بهم من ميناء بوساسو الصومالي
وتم التواصل مع مكتب المفوضية السامية للاجئين بعدن حيث أوضح المكتب «أن مكتب الهجرة والجوازات قرر تحمل المسئولية الكاملة عن النازحين الأثيوبيين وطلب منا عدم التدخل في ذلك واعتبارهم من اختصاص مكتب الهجرة والجوازات وبذلك قمنا كمكتب للمفوضية السامية للاجئين وعند إبلاغنا بأنه تم العثور على عدد من الصوماليين والأثيوبيين وقمنا في ذات اللحظة بالتواصل مع مكتب المفوضية بمنطقة ميفعة وبدورهم أرسلوا سيارة لنقل النازحين الصوماليين فقط وعددهم 45 إلى عدن لنقلهم إلى مخيم مجمع اللاجئين بخرز وتبقى الأثيوبيون الذين هم من اختصاص مكتب الهجرة والجوازات ولم نقدم لهم أي خدمات».

يذكر أن هذه الدفعة من اللاجئين الصوماليين تعد الثانية خلال أربعة أيام إذ سبقتها عملية إنزال كانت حصيلتها غرق أكثر من 60 لاجئا صوماليا في عرض البحر قذفت الأمواج جثة 16 منهم إلى الشواطئ اليمنية.