فيما تبذل الجهود لاستكمال محطة عبدالقوي بكلفة نحو 3 ملايين دولار .. قلق من أن تكون الهجمة الموجهة ضد المؤسسة بهدف إفلاسها وخصخصتها وتشريد موظفيها

> «الأيام» سعيد عبدالولي:

>
تحت هجير الشمس الحارقة وهي تعانق كبد السماء وسط الرياح المحملة بذرات الرمال الناعمة وأشعة الشمس تحتضن تلك الجباه السمر التي تتقاطر منها حبات العرق الممزوجة بروح التحدي والإصرار ترى اولئك الجنود المجهولين وهم يصارعون أطنانا من الحديد في سباق مع الزمن بكل ما أوتوا من قوة ليثبّتوا هذه الكتل الحديدية في مواقعها والتي هي عبارة عن اثنين من محولات الطاقة الضخمة بقدرة 20 ميجاوات لكل محول في مشروع محطة عبد القوي الاستراتيجية الجديدة والتي تقدر كلفتها الإجمالية بحوالي ثلاثة مليون دولار.

هذه المحطة التي طال انتظارها ذات أهمية كبيرة لأنها ستمتص الأحمال وستخفف علي محطة بلوك (80) ومحطة بئر فضل بالإضافة إلى أنها ستوفر رافدا جديدا للطاقة لتغذية بعض المناطق في مديرية خور مكسر عبر خط النصر الهوائي، مما سيؤدي إلى استقرار الطاقة بشكل جيد، ولكن ما يعكر صفو هذه الفرحة على وجوه هؤلاء الشباب هو ما تسمعهم يتحدثون به عن المشاكل الكبيرة التي تواجههم وتكدر حياتهم والمتمثلة بالعشوائية في البناء وفي التوصيل للتيار والبناء أمام المحطات وسد منافذها دون أن تحرك السلطة ساكنا تجاه ما يجري من عبث نراه اليوم قد استشرى وبشكل لم يعد هناك من مجال للسكوت عنه، بل إن الأمر اصبح قضية رأي عام. ونهيب بالجميع ان يتدخلوا ويتحملوا مسؤوليتهم ويتعاونوا مع المؤسسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومن أجل أن تتمكن من تقديم خدمة سليمة ومستقرة للجميع خاصة وأنها قد استنفدت كل الإمكانات العادية وغير العادية من خلال الإعلان في الصحف وطباعة الإرشادات وعقد الندوات الصحفية بالإضافة إلى إحالة العابثين ومختلسي التيار إلى النيابة العامة، لكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك ولا بد من وجود نيابة متخصصة في الكهرباء لا سيما وأن عجلة الفساد تدور والمفسدين مازالوا يراهنون على ابتزاز المؤسسة وتدميرها من خلال اللجوء إلى المحاكم ورفع القضايا الكيدية والتي تفتقر أحيانا إلى التحقيق السليم والمحايد لأن حجم المسؤولية التي تقع على المؤسسة كبير جدا وحجم الضرر أكبر، فمن يسطو على ممتلكات المؤسسة ويعبث بمكوناتها ليسوا أفرادا عاديين من بسطاء الناس، بل من أولئك المتنفذين الذين تجردوا من الإحساس وساعدهم على ذلك بؤر الفساد المنتشرة وضعفاء النفوس من بعض الأجهزة التي يفترض بها الدفاع عن المؤسسة ومكوناتها باعتبارها ملك المجتمع، وقد سبق للصحف أن نشرت العديد من هذه المخالفات، بل ان تصريحات قيادة المؤسسة والوزارة تؤكد أن البعض من كبار المستهلكين هم الذين يقومون بمثل هذه الأعمال المخلة بالقانون وتتحول المؤسسة إلى مغنم لأمثال هؤلاء الأفراد.

وما يحز في النفس عندما تسمع أن المؤسسة تتحول من مجني عليها إلى جاني، فمثلا هناك من يقوم بالربط العشوائي من الشبكة على مرأى ومسمع من الجميع وهناك من يقوم بالتوصيل من الكابلات الرئيسية وهناك العديد من هذه القضايا أمام نيابة الأموال العامة التي تبذل جهودا كبيرة تشكر عليها، لكن هناك من القضايا التي تنظر أمام المحاكم في حاجة إلى تحقيق دقيق ومكثف لمعرفة ملابساتها دون تحيز بحكم أن المؤسسة تقدم خدمة عامة للجميع، وهي بذلك لا تهدف إلى الإضرار بالآخرين، بل على العكس من ذلك إنها تهدف إلى خدمة المجتمع وبالتالي فهي ليست مسؤولة عن الأخطاء التي يرتكبها هؤلاء المخالفون.

إن أمورا كهذه التي نسمع عنها تبعث على القلق والريبة، خاصة وأن الهجمة على المؤسسة ومكوناتها متواصلة، بل أحيانا يشعر المتابع لما يجري بأن هذه الأمور مرتبة ومنظمة الهدف منها إفلاس المؤسسة وبالتالي خصخصتها وتشريد خمسة عشر ألف موظف من موظفيها وتحويلهم إلى قوى فائضة ليس إلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى