مباراة شباب التواهي والأحرار تنتهي بمهزلة نزول الفوضويين إلى الملعب للإعتداء على اللاعبين

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> جرت عصر الاحد الماضي 11/8/1963م على ملعب المدرج البلدي بكريتر عدن مباراة ودية كبرى بين فريقي ناديي شباب التواهي والاحرار، حضرها جمهور كبير، وحكمها الحكم المعروف جعفر محمد سعد .. وبصورة عامة كانت المباراة قوية ورائعة ظهر فيها الفريقان بما يتناسب وسمعتهما ومكانتهما في الحقل الرياضي.. وفي هذه المباراة تقابل وجهاً لوجه أحسن لاعبين يجيدان اللعب في مركز قلب الهجوم وهما (عباس غلام) لاعب الاحرار ، و(بوجي خان)لاعب شباب التواهي .. حيث كان التنافس بينهما شديداً مما زاد في روعة المباراة .

المراكز الخلفية للاحرار كانت قوية ومتماسكة .. وحارس المرمى نديم عبده حزام كان في منتهى الروعة والإتقان ، حيث استطاع أن ينقذ فريقه من أهداف كثيرة محققة .. ويبدو أن ( نديم ) عمل هذه المرة بنصيحتنا التي وجهناها إليه في مرة سابقة وهي ضرورة الاهتمام بالتوقيت الزمني عند استقباله الكرة .. فيما كان(يسلم صالح) يقظاً وقوياً في الدفاع، وبصراحة يسلم لعب هذه المرة بصورة لم نألفها منه من قبل، فقد تمكن بمعية زميله (الضالعي) من شل حركة هجوم شباب التواهي .. أما الظهيران (عبدالله علي حسن) و(مصطفى عبدالله سكران) فقد أديا واجبهما على أكمل وجه .. أما المراكز الوسطى للاحرار فكان فيها اللاعب عباس غلام متحمساً هذه المرة ولعب أحسن بكثير من مبارياته السابقة .. و(أبوبكر طرموم) قلب الهجوم كان رائعاً وسريع الحركة ، وكان التفاهم بينه وبين عباس متوفراً إلى حد كبير .. لكن المراكز الامامية للاحرار كان ينقصها الانسجام والخفة ، ناصر الماس لعب بصورة مرضية علماً بأنه فقد أعصابه مرة عندما اصطدم بعبدالله المنصوري ، فنرجو أن لا يتكرر ذلك منه أبداً .. ومحمد علي الحبيشي لم يظهر أيضاً بالصورة التي ألفناها منه في الآونة الاخيرة .. فيما أثبت علي السوداني هذه المرة وجوده على الأقل في الملعب .

وبالنسبة لشباب التواهي فقد كانت مراكزه الخلفية قوية وصامدة ويقظة ، فمثلاً حارس المرمى( ابراهيم جبل) كان أكثر من رائع ، أنقذ فريقه من أهداف محققة .. و(الهتاري) صمد أمام هجوم الاحرار بكل قوة وانتباه ، لكنه لم يلبث أن انتقل فجأة من الدفاع إلى الهجوم .. فيما كان المنصوري عادياً في أدائه .. أما سليمان طربوش فقد بذل مجهوداً كبيراً يشكر عليه .. وهاشم عبدالعزيز كان في منتهى الحماس .. أما مراكز شباب التواهي الوسطى فقد كان (بوجي خان) وزميله(حسن عيسى) يقظين متحمسين ومنسجمين مع بعضهما ، لولا أن حسن عيسى كان يكثر من المراوغة وتعقيد الكرة .. وبالنسبة للمراكز الامامية فقد كان اللاعب موريس أكثر حماساً هذه المرة ، بيد أنه أضحى ثقيلاً في تحركاته ..(عباد أحمد) كان رائعاً إلا أنه أرهق نفسه كثيراً بتعقيده للكرة وإكثاره من المراوغة .. وإسماعيل أضاع عدة فرص ، ومع ذلك بذل مجهوداً كبيراً .. و(جعفرين) بدا هذه المرة أكثر حماساً وإجادة وروعة .

وفي الدقيقة (28) من زمن الشوط الاول تمكن اللاعب (علي السوداني) جناح أيسر فريق الاحرار من إحراز هدف رائع على اثر توزيعة سريعة وجهت إليه من زميله محمد علي الحبيشي .. وكان هذا الهدف الوحيد في المباراة .. لأنه كان مما يحمل على الأسف والاستياء الشديد أن لا تنتهي المباراة هذه النهاية المرجوة .

فلقد حدث في الدقيقة (27) من الشوط الثاني تقريباً أن نزل بعض الفوضويين إلى الملعب، وأخذوا يرشقون بعض لاعبي فريق شباب التواهي بالحجارة، بل وصل بهم الأمر إلى حد الاعتداء عليهم بالأيدي .. وكان ذلك على اثر قيام اللاعب(موريس) مهاجم شباب التواهي بمحاولات إفلات الكرة من بين يدي حارس مرمى فريق نادي الاحرار(نديم عبده حزام ) الذي أصيب نتيجة اصطدامه بقائم المرمى .

إن العمل الذي لجأ إليه هؤلاء (الفوضويون) لا يتسم أبداً بالحكمة والخلق الكريم، إنه دليل على منتهى الخسة وقلة الأدب وسوء الخلق .. لأن النزول إلى الملعب أثناء سير المباراة والاعتداء على اللاعبين بالسب والركل والحجارة مهزلة فظيعة لا يقرها أبداً العقل السليم والمنطق المعقول .. إنها بداية سيئة للغاية .. أخشى أن تتلوها مهازل أخرى مشابهة ، ما لم يوضع حد لها ، فلقد عطلت هذه المهزلة سير المباراة، وبذل رجال البوليس مجهودات يشكرون عليها للمحافظة على النظام في الملعب، بيد أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسرعة، فالفوضى عمت بعدها الملعب .. لذا فإننا نهيب بالجمعية الرياضية العدنية وبرجال البوليس أن يضاعفوا من مجهوداتهم للمحافظة على النظام في جميع المباريات، كي لا تتكرر مثل هذه المهزلة، ونطالب بشدة بمعاقبة كل من يحاول الاساءة إلى النظام والقانون حتى يكون عبرة وعظة للآخرين .. إن فريق نادي شباب التواهي متألم جداً من هذه المعاملة السيئة التي كثيراً ما يلقاها من بعض المتفرجين في كثير من مبارياته التي يلعبها في ملعب المدرج البلدي بكريتر .

ونحن في «الأيام» بدورنا نستغرب ذلك، خصوصاً وأننا لا نعرف سبباً واحداً وجيهاً يبرر مثل هذه المعاملة السيئة ، ففريق شباب التواهي فريق كبير يتميز بالروح الرياضية الحقة والفن الرفيع في اللعبة.

وليس في هذا ما يحمل البعض على الإساءة إليه بأية صورة من الصور، وإن علينا أن نعي جيداً أن الرياضة أخلاق قبل أي شيء آخر .. فتحية تقدير ومواساة نبعثها من هنا إلى فريق نادي شباب التواهي لما يحدث له من سلوك سيء.

«الأيام» العدد 1403 في 14 أغسطس 1963م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى