رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- الشيخ محمد بن فريد العولقي: الولادة والنشأة: آل فريد بن ناصر هم من آل يسلم بن دحة وأشقاء يسلم هم: أبوبكر وعبدالله وسالم وهؤلاء من قبيلة (آل علي) التي تضم آل عتيق وآل باراس وآل مدحجي وآل بافياض وآل أسحاق والمقارحة وهؤلاء جميعاً يلتقون مع أبناء عمومتهم وهم (آل محمد) ومنهم الطواسل وآل أحمد السر وآل سليمان وتلتقي كل هذه القبائل في (معن) ثم يلتقون مع أخوانهم: المحاجر وباكازم في العوالق (تاريخ قبائل العوالق وأثره في الإعلام المعاصر «اليمن»- الجزء الأول- لمؤلفه د. علوي عمر بن فريد العولقي).

الشيخ محمد بن فريد بن محسن بن فريد بن ناصر العولقي من مواليد عام 1929 في الصعيد، حاضرة مشيخة العوالق العليا، الواقعة بين كل من سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وسلطنة الواحدي. من أهم أوديتها وادي يشبم ومرتفعة عن سطح البحر بنحو 3400 قدم وطقسها جاف معتدل صيفاً وشديد البرودة شتاء (هذا الجنوب أرضنا الطيبة: عبدالرحمن جرجرة).

أولى جرعات التعليم في مدرسة جبل حديد بعدن:

افتتحت السلطات البريطانية في الأول من أبريل، 1935م مدرسة داخلية في عدن لأبناء رؤساء القبائل والمشايخ وكانت تعرف بين عامة الناس بـ«مدرسة جبل حديد» وكان السياسي البريطاني المعروف هارولد انجرامس المحرك الأساسي لتلك المدرسة (السياسية البريطانية في مستعمرة عدن ومحمياتها 1937- 1945م- (ص 245): شفيقة عبدالله عراسي) وبعد عام ونيف من افتتاحها التحق بها الشيخ محمد بن فريد العولقي وأكمل تعليمه الثانوي في المدرسة الثانوية الحكومية في عدن.

ألمعي يشبم في شهادة السير هيكين بوثم:

جاء في الكتاب المرجعي(ADEN) لمؤلفه السير توم هيكين بوثم Sir Tom Hikin Botham (ص124) الذي كان حاكماً لعدن خلال الفترة (51-1956م):«محمد فريد، نائب المستشار السياسي (وهو حفيد الشيخ المسن) الذي سبق له العمل مع اليستر مكنتوش كنائب مستشار مبتدئ، وصل إلى مستوى باللغة الإنجليزية أعانه على أن يكمل وبنجاح باهر دورة لمدة عام واحد في جامعة أسكفورد على حساب وزارة المستعمرات. من حسن حظه أنه بعد عودته من إنجلترا عمل مع هج بوستيد، المقيم الديناميكي في المحمية الشرقية، ولما كانت مهمته صعبة وكانت هناك حاجة للم شمل الأسرة الحاكمة رأينا أنه الجدير بهذه المهمة ولم يكن أمراً منا، بل إنه هو الذي تفهم ذلك. لقد كانت بداية الجيل الصاعد موفقة جداً».

الشيخ محمد فريد العولقي وبداية التجربة الاتحادية:

ورد في مجلد EUROPA PUBLICATLON LTD (MIDDLE EAST&NORTH AFRICA 1965/66) تعريف الشيخ محمد فريد العولقي مع عبدالله المجيد الأصنج وزين عبده باهارون وعبدالله سالم باسندوة وعلي عبدالله باصهي ضمن شخصيات بارزة في ملحق WHO IS WHO? المنشور في نهاية المجلد الوارد الذكر وجاء في التعريف:«الشيخ محمد فريد العولقي، سياسي من الجنوب العربي». ووردت بعد ذلك بيانات سبق ذكرها وتطرق التعريف بعدئذ إلى خدمته العملية، حيث ورد نصاً:«التحق (أي الشيخ محمد فريد العولقي) بخدمة محميات عدن عام 1950 كمساعد ضابط سياسي وأصبح ضابطاً سياسياً POLITICAL OFFICER عام 1956م حتى عام 1950».

شهدت الجزيرة العربية قيام أول تجربة فيدرالية بقيام اتحاد الإمارات الجنوبية يوم الأربعاء، الموافق 11 فبراير،1959م وكانت الولايات المؤسسة للاتحاد هي: إمارة بيحان وإمارة الضالع والسلطنة العوذلية والسلطنة الفضلية ومشيخة العوالق العليا وسلطنة يافع بني قاصد وتوسعت عضوية الاتحاد بانضمام السلطنة العبدلية وسلطنة العوالق السفلى وولاية دثينة ومشيخة العقارب وسلطنة الواحدي وولاية عدن وسلطنة الحواشب ومشيخة الشعيب وسلطنة العوالق العليا ومشيخة المفلحي ومشيخة العلوي وأصبح الأتحاد يعرف بـ«اتحاد الجنوب العربي» FEDERATION OF SOUTH ARABIA.

استأجرت الحكومة الاتحادية من مشيخة العقارب بعد انضمامها إلى الاتحاد أرضاً مساحتها 2360.7 فداناً لإنشاء العاصمة «مدينة الاتحاد» (مدينة الشعب حالياً) بموجب عقد مشترك مؤرخ 30 مارس، 1959م وكلفت الحكومة شركة ويلسون ميسون بوضع تخطيط شامل وفق التقسيم التالي: 1) المنطقة السكنية 2) المنطقة التجارية 3) المنطقة الصناعية.

أبرمت الحكومة الاتحادية ممثلة بوزارة الداخلية أول اتفاقية لتشييد سكرتارية الاتحاد وعشرة منازل لكبار الموظفين وصغارهم (كدفعة أولى) مع المقاول محمد عثمان ثابت يوم 17أغسطس، 1959م. (اتحاد الجنوب العربي لمؤلفه صلاخ البكري)

بحسب «المجلد» السالف الذكر، شغل الشيخ محمد فريد العولقي منصب وزير المالية في الحكومة الاتحادية خلال الفترة 59/ 1963م ومنصب وزير الخارجية خلال الفترة 63/1967م وهي فترة عاصفة وحرجة عكست ظلالها الداكنة على كل المناطق الجنوبية عامة وولاية عدن خاصة.

الشيخ محمد فريد دمث الخلق بحسب ديفيد ليدجر:

انفرطت حبات السبحة في عموم أرض سبتمبر وأكتوبر وتدهورت الأوضاع الأمنية بعد نكسة حزيران (يونيو) 1967م واشتعلت الأرض من تحت أقدام الجميع وخرجت الأوضاع عن سيطرة الجامعة العربية والأمم المتحدة التي خطب من على منبرها الفرقاء المعنيون ومنهم الشيخ محمد فريد العولقي، وزير خارجية اتحاد الجنوب العربي.

تسرب التمرد إلى صفوف القوات المسلحة الاتحادية ودعت الحاجة عند البعض إلى قيام «حكومة ذات قاعدة عريضة» وعقد المجلس الأعلى الاتحادي اجتماعاً يوم 5 يوليو 1967م وهنا يقول ديفيد ليدجر في كتابه «رمال متحركة» نقله إلى العربية عمر علي العفيفي (ص 115):«بدأ محمد فريد الدمث الأخلاق يشرح الموقف بعناية موضحاً أنه من خلال بعض الالتفاف والتعامل يمكن اجتذاب عدد من أعضاء جبهة التحرير الذين كان على اتصال معهم إلى الحكومة...» وبينما كان الشيخ محمد فريد يشرح رؤيته كان حسين علي بيومي يقاطعه بالزعم أنها مهمة سهلة التنفيذ مما أثار حفيظته، فرد عليه الشيخ في الحال:«حسناً عليك أن تبرهن ذلك، فقم بهذا العمل». اختار المجلس الأعلى حسين بيومي ليقوم بمهمة تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة ومنحه مهلة مدتها (12) يوماً، إلا أنه فشل.

من فيدرالية الجنوب إلى فيدرالية الإمارات المتحدة:

سبق أن أشرنا إلى أن البلاد شهدت تدهوراً أمنياً مريعاً ودخلت دوري التصفيات وخلت الساحة للجبهة القومية بعد اعتراف قيادة جيش اتحاد الجنوب العربي بها في 6 نوفمبر، 1967م وانسحبت كل الأطراف المعنية فمنهم من غادر إلى المحافظات الشمالية ومنهم من غادر إلى المملكة العربية السعودية وإلى بلدان أخرى تاركين وراءهم وطناً استنزفته دورات دموية .

انتقل الشيخ محمد فريد العولقي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي عرفت في ستينات القرن الماضي بـ«الإمارات المتهادنة» وتوحدت في إطار فيدرالي عام 1971م في ظل قيادة ورعاية زايد الخير، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. نعم الشيخ محمد فريد العولقي وأفراد أسرته بالاستقرار في دولة الإمارات ووظف خبرته الإدارية في العمل الخاص وابتسمت له السماء ورعى أفراد أسرته وقدم خدمات جليلة لكل من طرق بابه هناك.

الشيخ محمد فريد شيخاً لقبائل معن العولقية الأبية:

تم تنصيب الشيخ محمد فريد العولقي شيخاً لقبائل معن العولقية الأبية (مشيخة العوالق العليا سابقاً) خلفاً لعمه المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله بن محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي العولقي، الذي انتقل إلى جوار ربه عام 1994م.

الشيخ محمد بن فريد العولقي متزوج ولديه (6) أولاد، الذكور منهم:1) أحمد 2) فريد 3) منصر وثلاث بنات.

2- الدكتور أحمد عبدالله باصهي:

الولادة والنشأة:

الدكتور أحمد عبدالله باصهي من مواليد عدن في 31ديسمبر 1922م وخدمه الحظ منذ نعومة الأظفار ذلك أنه حظى بمنحة دراسية مقدمة تحت رعاية جلالة الملك فاروق، عاهل مصر رحمه الله وتخرج أحمد عبدالله باصهي في مدرسة الأدرمان الابتدائية عام 1938م وأكمل بعد ذلك دراسته الإعدادية وانتقل إلى مدرسة السعيدية الثانوية العريقة عام 1942م وحصل على البكالوريا بتفوق (DISTINCTION) وخاصة في مادة الرياضيات.

باصهي ودراسة الطب في العهدين الملكي والجمهوري:

التحق أحمد عبدالله باصهي بجامعة الملك فؤاد (التي أصبح اسمها بعد قيام ثورة 23يوليو،1952م «جامعة القاهرة») وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب في يونيو، 1958م.

عين الدكتور أحمد عبدالله باصهي طبيباً ممارساً من إدارة المستشفيات العامة في وزارة الصحة العمومية في الجمهورية العربية المتحدة في 5 أكتوبر 1958م، كما حصل على ترخيص بمزاولة المهنة من قسم التراخيص الطبية بوزارة الصحة العمومية في 13 أكتوبر، 1958م. حصل الدكتور أحمد باصهي على عضوية نقابة الأطباء البشريين المصرية عام 1958م

دكتور باصهي وحصاد الدبلوم:

حصل دكتور أحمد باصهي على دبلوم الصحة العامة في مجال التشريح من بريطانيا عام 1965م وحصل في العام 1967م على دبلوم الصحة العامة من الجامعة الأمريكية في بيروت (التي احتفلت العام الماضي بذكرى مرور 140عاماً على تأسيسها) وأهله ذلك لاكتساب عضوية الجمعية الصحية الملكية في بريطانيا في سبتمبر، 1967م.

دكتور باصهي وزمن الرقابة على مزاولة المهن الطبية:

كانت مزاولة المهن الطبية في عدن مشروطة بالحصول على ترخيص من المجلس الطبي في عدن MEDICAL COUNCIL OF ADEN لمزاولي الطب البشري وطب الأسنان MEDICAL PRACTIONERS &DENTISTS. وحصل الدكتور أحمد باصهي على ترخيص بمزاولة المهن الطبية من ذلك المجلس عام 1963، كما حصل على ترخيص مماثل من حكومة اتحاد الجنوب العربي(F.S.A) من لجنة تحكيم الجنوب العربي كضابط صحي في 23 نوفمبر، 1966م، وكان رحمه الله يزاول المهنة بعد ساعات الدوام من خلال عيادته الخاصة في شارع الزعفران (أمام بيت الصافي) بكريتر (عدن).

دكتور باصهي وبصمات في مجال التشريح:

شغل الدكتور أحمد باصهي عدة مناصب في وزارة الصحة العامة، سواءً قبل استقلال المحافظات الجنوبية أم بعده ومنها شغله منصب مدير مستشفى الملكة اليزابيث الثانية (الجمهورية حالياً) بخور مكسر، الذي تشهد سجلاته أنه قام بتشريح قرابة (4000) جثة إما بطلب من إدارة البحث الجنائي وإما للأغراض البحثية والتعليمية.

الدكتور باصهي وبصمات في الطب الوقائي:

من المناصب التي تقلدها الدكتور أحمد عبدالله باصهي مديراً للطب الوقائي ومن تجلياته في هذا المجال نزوله إلى ولايات اتحاد الجنوب العربي لمكافحة الأمراض الوبائية وتطرق لجهود الوزارة في هذا المجال في مقال له نشرته فصلية «طبيب المجتمع» التي كانت تصدرها وزارة الصحة العامة بعدن وكان رئيس تحريرها المغفور له بإذن الله د. أمين ناشر، حيث ورد في عدد فبراير، 1984م على لسان د. باصهي في موضوعه الموسوم «تاريخ التحري الوبائي في اليمن الديمقراطية» أن بلدية عدن كانت تقوم بإبلاغ إدارة مستشفى الملكة اليزابيث الثانية بحالات الأمراض الوبائية استناداً للقانون رقم (8) الصادر عام 1958م وأورد إحصائية بالإصابات على النحو التالي:

العام1951، عدد الإصابات (1477)، 1952 (2256)، 1953 (1513)، 1954 (1506).

العام 1955 عدد الإصابات (1711)، 1956 (1690)،1957 (1191)، 1958 (959).

كان للدكتور باصهي بصمات بارزة في مكافحة الأمراض الوبائية وخاصة الملاريا والبلهارسيا والكوليرا وكرمته منظمة الصحة العالمية (W.H.O) التابعة للأمم المتحدة بعدد من الشهادات التقديرية واعتمدته ضمن مجموعة أفضل خبراء في العالم في مجال مكافحة الأمراض الوبائية على مستوى العالم، كما تميز بعطاته من خلال عضويته في المجلس البلدي في عدن.

الدكتور باصهي وبصمات في المشاركة والإشراف على دورات تدريبية:

للدكتور باصهي بصمات بارزة في المشاركة والإشراف على سلسلة دورات تدريبية داخلية وخارجية منها:

دورة تدريبية خلال الفترة 25-30 يونيو، 1973م برعاية منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع جامعة ايرلاني الأندونيسية (عبر وزارة الصحة الأندونيسية)

ورشة عمل إقليمية حول تنمية الموارد البشرية(HRD) في المنطقة، التي عقدت في عدن خلال الفترة 12- 20 ديسمبر، 1981م برعاية منظمة الصحة العالمية.

ورشة عمل إقليمية حول علم الأوبئة، التي عقدت في الخرطوم برعاية منظمة الصحة العالمية وجامعة الخرطوم خلال الفترة 23يناير - 5 فبراير ، 1982م.

ورشة عمل صحي في المجال التعليمي والتدريبي ، التي عقدت في عدن خلال الفترة 16-25 ديسمبر، 1986 برعاية منظمة الصحة العالمية.

دكتور باصهي وبصمات وطنية وإنسانية في سجن عدن المركزي:

للدكتور أحمد باصهي بصمات وطنية وإنسانية بارزة في مرحلة التحرر الوطني خلال فترة الإدارة البريطانية في عدن، عندما عمل طبيباً مناوباً في سجن عدن المركزي القديم وقام بمساعدة المناضلين وأملت عليه ذلك روحه الوطنية ورسالته الإنسانية كطبيب واعترف الدكتور باصهيب بذلك الدور في مرحلة لاحقة للاستقلال الوطني.

دكتور باصهي ونصيبه من الشهادات التقديرية:

حصل الدكتور أحمد باصهي على العديد من الشهادات التقديرية من الدولة تقديراً لجهوده المباركة في خدمة المجتمع وكان التقدير على وجه الخصوص من جامعة عدن، حيث قام بإلغاء العديد من المحاضرات في المجال الصحي والوبائي.

دكتور باصهي في رحاب الخالدين:

خيم الحزن على الوطن عامة وعدن خاصة في فجر الثلاثاء، الموافق 13مارس 2007م عندما نعى الناعي («الأيام» - الأربعاء، 14 مارس،2007م) الدكتور أحمد عبدالله باصهي الذي توفي في بريطانيا عن عمر ناهز خمسة وثمانين عاماً وشيع جثمانه بعد الصلاة عليه في مسجد أبو الليل بكريتر، عصر يوم الأحد، الموافق 18مارس،2007م ووري جثمانه الطاهر في مقبرة العيدروس بكريتر.

للراحل الكبير الدكتور أحمد عبدالله باصهي ولدان هما:1) عبدالله- (مقيم في بريطانيا). 2) الدكتورة سناء (مقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى