مؤتمر فرص الاستثمار .. والفرصة الأخيرة

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
المتابع لمجريات مؤتمر فرص الاستثمار الذي دشن يوم الأحد الماضي في صنعاء ، سيتوصل إلى نتيجة سريعة تقول بأن هناك جهوداً كبيرة قد بذلت من الجانب الحكومي في اليمن والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ممثلة في أمينها العام الأستاذ عبدالرحمن العطية على وجه التحديد، في محاولة (جادة) من المجلس لتأهيل الاقتصاد اليمني ودفعه إلى المكانة التي تقترب به من الأرضية الصلبة التي تقف عليها اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي العربية .

الحشد الضخم الذي قارب الـ (700) شركة كبرى في هذا المؤتمر والعدد الكبير لخبراء الاقتصاد، والفرص (الذهبية) المعروضة على طاولة التسويق المحلي في مختلف المجالات، والكلمة الواضحة التي قالها الأخ رئيس الجمهورية، والتي نالت استحسان و رضى جميع الوافدين من دول الخليج وخارجه، خاصة حينما تحدث عن (النافذة الواحدة) التي من خلالها ستنجز جميع الإجراءات الإدارية للمشاريع الاستثمارية، والتي ستكون تحت إشراف الهيئة العامة للاستثمار، التي سيرأس مجلسها رئيس الوزراء شخصيا وهو رهان اليمن الاقتصادي الحالي.. كل تلك الأمور تشير بشكل إيجابي إلى أن اليمن قد بات مهيأ حاليا للحاق بالعربة الأخيرة في قطار مجلس التعاون الخليجي .

من الواضح جدا أن هناك نية حقيقية لدى (الغير) على المستويين الخليجي والدولي نحو ( مساعدة اليمن ) والأخذ بيده لانتشاله مما هو فيه حاليا، كما يبدو واضحا أيضا أن اليمن يريد فعلا لهذه الأطراف أن تساعده، وهي قد فعلت ذلك أمام أنظارنا جميعا وبذلت كل الجهود الممكنة والمطلوبة التي يحتاجها اليمن للتقدم به، ودفعه نحو المسار المأمول.. ويبقى الرهان الأخير والقرار النهائي بيد اليمنيين أنفسهم دون سواهم، لأن مساعدة الغير لا يمكن أن تؤتي ثمارها ما لم يساعد اليمن نفسه في المقام الأول والأخير .. وعلى كل حال ، علينا ألا نستبق الأحداث، وعلينا أن ننتظر ونتابع ماذا سيقدم اليمن لشعبه ولمستقبله، من أجل التعرف على خياراته الحقيقية القادمة؟.. فهل يا ترى ستقرر بلادنا اللحاق بالعربة الأخيرة ؟ أم أنها ستتركها تمر وتعبر بسلام كما حدث أن مرت في المراحل السابقة!! مع تأكيدنا (الجاد) هذه المرة ، على أن هذه العربة الواقفة حاليا أمام دارنا.. هي العربة الأخيرة .

وعلى مستوى الاستدلال المسبق لمعرفة الحقيقة قبل أن تكتمل، لا بد من القول إن هناك مؤشرات تبدو للمتابع ذات أهمية قصوى في مسألة التحليل للتنبؤ بالمستقبل ، و هي مؤشرات يمكن من خلالها الحكم بشكل كبير على جدية التوجه الجديد لليمن ومصداقيته فيما يقول، وفي ظني الشخصي أن قضية (المنطقة الحرة في عدن) - بوابة اليمن الاقتصادية الأولى - تعتبر أحد أهم هذه المؤشرات - إن لم تكن أهمها على الإطلاق - فهي فرس الرهان ومحور (التقدم) و ( التأخر ) وهي مصدر النجاح والفشل معا، وهي قطاع استثماري يتجاوز استثمارات قطاعات النفط بمراحل من حيث الأهمية الإستراتيجية الداعمة للاقتصاد اليمني، غير أن هذا القطاع الكبير، وعلى قدر أهميته وقيمته، كان قد تعرض خلال جميع المراحل السابقة إلى (أسوأ) حالات (الاستغلال) و (العبث) و (الفساد) .

شخصيا، أتيحت لي الفرصة على غير موعد لامتلاك تفاصيل (القصة الكاملة) الموثقة لجميع حالات (الفيد البخس) و (العبث) الذي لم يعرف قبله ولا بعده عبث في بلادنا.. وهي قضية (مبكية) و(مخزية) معا، وهي قادرة على جلب الدموع الوطنية مدراراً بمجرد التعرف على فصولها وملامسة أحداثها، والاطلاع على خفاياها وأسرارها، التي يشيب لها الرأس من هولها وفداحتها .. والتي ستنتهي بأي مطلع عليها إلى طرح الكثير من الأسئلة الكبيرة المستغربة عن إمكانية أن يصل التلاعب بمصير الوطن إلى هذا الحد من العبث والاستهتار والتكسب، وهل من الممكن أن يصل رجال الدولة إلى هذا المستوى من (الرخص) في بيع مقدرات الوطن؟!! وهل فعلا أن شغل (السمسرة) قد وصل لدينا إلى هذه الدرجة من الهبوط وفيما يخص مشاريع ضخمة كمشروع المنطقة الحرة بعدن؟!

لكننا .. ومع هذه الانطلاقة الجديدة ، التي يقودها رئيس الوزراء الجديد ، آثرنا الصمت، وآثرنا طي صفحات هذا الملف ووضعه في (درج) الانتظار والترقب ، ثقة في هذه الحكومة بأنها لن تقبل لهذا المشروع أن ينتهي كما كان يخطط له المفسدون في الأرض .

ونحن في هذه المرحلة كلنا أمل ، كلنا رجاء.. أن تنتقل هذه الجوهرة (عدن) من أيدي (الفحامين) إلى الأيدي الوطنية الأمينة الخيرة التي تستحقها.. والا فلن نسكت .. ولن نخون بلادنا بصمتنا الجبان .

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى