لماذا قتل الإبداع والحوار في مدارسنا؟

> حسين سعيد السقلدي:

> إننا نعيش سرعة تدفق المعلومات والانفجار المعرفي وإنتاج التكنولوجيا المتقدمة والفائقة وكل ذلك يضع تحدياً كبيراً أمام القائمين على العمل التعليمي ونظمه في مختلف المراحل.. بحيث يتم تخرج أجيال قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية بفكر منظومي شامل، أو نستمر في تخرج أجيال منعزلة عما يجري حولها وغير قادرة على مواجهة تلك التحديات.

فواقعنا التربوي والتعليمي لا يبعث على الارتياح بل إن ما يحز في نفوسنا ويقلقنا جميعاً ويبعث الأسى والحسرة هو ما آلت إليه العملية التربوية والتعليمية اليوم وبخاصة في مدارس التعليم الأساسي والثانوي من تدن مستمر فأصبح يراودنا القلق والخوف على مستقبل الأجيال الذين هم بأمس الحاجة إلى إعدادهم إعداداً يليق بزمانهم هذا ، خاصة إذا ما استمر الحال على هذا المنوال برفد المدارس التعليمية في هذا المستويات الأساسية والثانوية بقاعدة مادية تعليمية ذات مستويات تعليمية متدنية وغير جديرة بحمل لقب المعلم، تفتقد روح الإبداع والحوار (الأخذ والعطاء) التعليمي، و مثل هذه المقومات ينبغي توافها في المعلم، ناهيك عن انصرافه وغيابه بين أوساط الطلاب.

وأمام ذلك فإننا في أمس الحاجة إلى المراجعة والتقييم الدقيق والصادق والأمين لمكافحة ذلك التدني وإدراكه وانتشاله من وضعه الحالي والراهن بغية الوصول إلى الارتقاء بعملية تطوير التعليم بصورة مترابطة وشاملة ومتفاعلة في العملية التربوية والتعليمية في إطار مدارسنا، وفي مقدمة ذلك الحرص الشديد على اختيار المعلمين من بين ذوي الكفاءات والقدرات المتميزة والذين يفقهون تلك الرسالة المقدسة العلمية والعملية الواقعة على عاتقهم تجاه الطلاب وايصالها الى أذهانهم مما يخلق جواً من التفاعل والأخذ والعطاء المشترك بين المعلم والطالب ويقود ذلك إلى حياة تعليمية مرموقة ومتناسقة في ثمارها بين الملقي والمتلقي أثناء الحديث والتساؤل، يسألهم ويسألونه ويكون حريصاً على الاستماع لهم، ليس على سبيل التفضل والمن ولكن على سبيل الواجب والضمير الداخلي (الدافع الذاتي) .

وعلى المعلم احترام خبرات تلاميذه وتشجيع مواهبهم وإبداعاتهم وعليهكذلك أن يستوعب الحقائق المتطورة بحيث يمكنه ذلك من استشراف المستقبل وقراءة عقول تلاميذه وإعدادهم وفقاً للذكاء والمهارة لكل منهم.

ومن جانب آخر نجد أن هنالك من المعلمين من يتسمون بالتسلط وهم يبدأون بالكلام.. بينما يظل الطلاب باستمرار مستمعين ومذعنين لخطابهم وهم يتحدثون إلى طلابهم الذين هم في واقع الحال لا يفقهون شيئاً مما يقوله المعلمون، ولا هم واثقون من صحة ما يقولون من موقعهم العلوي إلى المستوى الأدنى، وحديثهم إلى الطلاب كأنهم يسدون لهم معروفاً مذكرين بقوة أصواتهم وتسلطهم والاكتفاء تماماً بالتلقين للدروس ناهيك عن عدم التخطيط والبرمجة والتحضير الجيد للدروس.

وفي الأخير فالمعلم في الصف يقف وكأنه فوهة مدفع وهو يقذف في المعلومات المحصورة، كأنها القنابل على صفوف الطلبة الذين تموت فيهم ملكات الخيال والإبداع مما يؤدي إلى أن يفقد الطالب إنسانيته. ثم نحصل على مخرجات تعليمية تتمثل في ضخ موجات من المتخرجين ضعاف التأهيل والإعداد للانخراط في نشاط المجتمع بشكل عام.

فضياع عنصر الإبداع والابتكار والحوار في العملية التعليمية هو بدايات رديئة تظل تنعكس حتى تدور الدوائر على المجتمع بشكل عام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى