الشباب والتدريب المهني

> م. د. جواد حسن مكاوي:

> يمر التعليم المهني في هذه الآونة بنهضة غير عادية، وهذا الانتعاش وراءه توجيهات ودعم القيادة السياسية متمثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية بهدف رفع مستوى هذا النوع من التعليم لما له من أهمية بالغة في حياة الشعوب.. وتزامنت هذه النهضة في عهد الشاب المتفاهم الأخ معالي وزير التعليم الفني والتدريب المهني الذي اهتم بقطاع الشباب من الجنسين في فتح دورات تدريبية ونوعية أخرى من التعليم وهو التعليم الموازي في عدة تخصصات لفترة زمنية محددة حيث يلتحق فيها الشباب العاطل عن العمل أو المتسرب من الدراسة النظامية من أجل الحصول على فرصة عمل من خلال اكتساب مهنة حرفية ومهارة تساعد لتوفير لقمة العيش بكرامة وشرف.

هذا الحدث لا يجب أن يمر دون أن يستغل من الشباب الاستغلال الأمثل بل يجب أن يندفعوا بقوة لتحقيق ميولهم واتجاهاتهم ورغباتهم بفرصة ذهبية تساهم في الحصول على وظيفة حرفية عوضاً عن الجلوس في أركان الطرقات والتسكع في الأسواق والشوارع.

الحصول على وظيفة أصبح وأمسى وبات ضرباً من ضروب الخيال بل ذهب الشباب إلى أبعد من ذلك حيث يقبلون بوظائف مضرة للصحة مثل رش المبيدات الكيماوية في مزارع القات مقابل (500) ريال وحبة قات ويكون نتاج ذلك أمراضاً جلدية غريبة يكلف معالجتها أضعاف المبلغ الذي تقاضاها من جراء الرش الكيماوي والعمل طول النهار في المزرعة، وهناك من الشباب من أجل أن يحصلوا على حفنة من الريالات يقومون بالتبرع القهري بالدم في أحد المستشفيات من أجل مضغ القات والحصول على بعض الملذات الزائفة من خلال تناول بعض الحبوب المنشطة الرخيصة المضرة صحيا واجتماعيا وثقافيا، وكثيرة هي الأمثلة في توظيف الشباب من الجنسين لأنفسهم في أعمال رخيصة وهم مضطرون إلى اللجوء إليها والسبب عدم الحصول على وظيفة حكومية محترمة أو عدم توفر مستوى ثقافي أو لا يوجد لديه مؤهل علمي أو لا يمتلك أي مهارة أو مهنة وحرفة وكذلك الجهل ومتطلبات الحياة واحتياجات المعيشة إلى جانب التطور التكنولوجي من خلال وجود التلفون الجوال والإنترنت والألعاب الإلكترونية، كل هذه الأشياء يتعايش الشباب معها ولا يستطيع الحصول عليها لا من قريب ولا من بعيد إلا إذا دفع ثمنها من جسده وهذا يؤدي به إلى الانحراف وخرق القوانين.

وعليه فإن التوجه إلى التعليم المهني فرصة لتضييق الحلقة بين العمل والبطالة وتمكين المجتمع من مكافحة الفقر وآفات أخرى ينقاد إليها الشباب وهو مغلوب على أمره وخاصة أنه من المعروف كلما زاد الفقر والبطالة زادت ظاهرة الجريمة وانتشار ظواهر أخرى تسيء إلى آدمية الإنسان والمجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى