روسيا تودع يلتسن رجل المتناقضات

> موسكو «الأيام» كريستيان لو :

>
الصلاة على روح الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن في الكنيسة
الصلاة على روح الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن في الكنيسة
اتفقت الصحف الروسية أمس الثلاثاء على ان الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن كان محقا حين فكك الاتحاد السوفيتي لكن الديمقراطية التي تبناها كانت هشة بصورة شكلت خطورة على البلاد.

دارت كلمات الوداع لاول رئيس لروسيا المستقلة الذي توفي أمس الأول عن 67 عاما بفشل في القلب حول التناقضات المحيطة به فهو بطل لانه فكك الاتحاد السوفيتي السابق لكنه وغد يتحمل مسؤولية غرق روسيا الجديدة في مستنقع الفوضى.

وقال تعليق في صحيفة نزافيسيمايا جازيتا "الرجل الذي أعطى الناس حياة جديدة وفرصا جديدة للعمل على تحقيق أحلامهم أيضا أزال الخوف من قلوب الناس.

"الناس رأوا ان الصعوبات التي يواجهونها في تبني اسلوب حياة جديد هي نتيجة لاخطاء زعيم البلاد,ولان الناس لم تعد الان خائفة تعرض رئيس الدولة للهجوم من الكل."

ويلتسن الذي تسلق دبابة ليدفن الاتحاد السوفيتي وينهي الحكم الشيوعي في روسيا ويقود البلاد بخطوات متعثرة في سنواتها الاولى من الاستقلال وفي فترة تطبيق اصلاحات السوق القاسية التي أضاع خلالها كثيرون مدخراتهم على "علاج الصدمة" الاقتصادي الذي تبناه سيدفن غدا الاربعاء.

واعلن الرئيس فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء يوم حداد وطني على الزعيم الراحل الذي اختار بوتين خليفة له قبل ان يتنحى في الساعات الاخيرة من عام 1999 وهو في حالة صحية متداعية وبعد ان انقطعت صلته بالاحداث.

وأمطر زعماء العالم يلتسن بالثناء لجلبه الحرية والديمقراطية الى روسيا بعد عقود من الحكم المطلق ودفعه اصلاحات السوق التي رغم قسوتها ساعدت في تحويل روسيا الى اقتصاد نابض بالحياة.

لكنه يلتسن اثار استياء ملايين من الروس الذين فقدوا مدخراتهم والذين فقدوا أيضا ابناءهم بسبب حربه ضد الانفصاليين الشيشان ورأوه يتخبط في لقاءات قمة عالمية ويبدو ثملا في بعض الاوقات.

وملأت صور يلتسن الصفحات الاولى من كل الصحف الرئيسية تقريبا,وحرصت الصحف على اختيار صور له بدا فيها له هيبة رئيس الدولة وتجنبت نشر الصور التي بدا فيها متهاويا منعزلا عن نبض الشعب وهي الصور التي علقت بذهن كثير من الروس,كانت التغطية الاعلامية في الغرب مختلفة.

فعلى الرغم من ان الصحف الغربية امتدحته بالمثل كشخصية محورية في لحظة حاسمة من تاريخ روسيا الا ان عددا من الصحف البريطانية على سبيل المثال نشر صورا أبرزت الزلات التي وقع فيها خلال فترة وجوده في الكرملين والتي حدث الكثير منها وهو تحت تأثير الخمر,وقال بوتين في كلمة تأبين ليلتسن "توفي رجل بفضله ولد عصر جديد بأكمله.

"ولدت روسيا ديمقراطية جديدة.. دولة حرة منفتحة على العالم.. دولة تنتمي السلطة فيها فعليا الى الشعب."

اما ميخائيل جورباتشوف اخر رئيس سوفيتي والذي اطاح به يلتسن فعليا من السلطة فقد عبر عن ثناء مقنن. وقال "اتقدم بخالص العزاء الى عائلة الفقيد الذي حمل على كتفيه احداثا كبرى كانت لخير البلاد.. واخطاء خطيرة ايضا."

بينما شبه اناتولي تشوبايس الذي كان كإقتصادي شاب القوة الدافعة لاصلاحات السوق التي قادها يلتسن الزعيم الراحل بالقيصر بطرس الأكبر الذي ينسب اليه الفضل في جعل روسيا قوة اوروبية أوائل القرن الثامن عشر.

ويقول منتقدون ان من اخطر عيوب يلتسن سماحه بالفوضى التي ادت الى خيبة امل واسعة ازاء الديمقراطية. واتاح ذلك لبوتين في وقت لاحق مدعوما بأغلب الروس تقليص كثير من اصلاحات يلتسن.

وقالت صحيفة كومرسانت "عدد كبير من المعارضة يعتقد ان تعيين فلاديمير بوتين كخليفة له كان أكبر أخطاء أول رئيس لروسيا. لكن بوريس يلتسن نفسه لم يعترف بذلك قط.. على الاقل في العلن."

ويلتسن الذي كان يعيش في هدوء متقاعدا في فيلته قرب موسكو لم يتحدث مطلقا ضد بوتين. وقالت بعض التقارير ان يلتسن ابرم صفقة يلزم الصمت بموجبها مقابل ألا يلاحق قضائيا بشأن الخصخصة التي أحاطت بها أقاويل كثيرة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى