البحر إذ يغري بتحويله إلى سلتة!

> «الأيام» عبدالرحمن عبدالخالق:

> الأسماء هجت أم هاجرت؟

والمكان هل غيّر موطنه؟

ماذا حل بك يا هذا؟

هل أصبت بالصمم؟

هل بالعمى أصبت؟

أم أن المكان والأسماء أنكرتني .. خاصمتني؟ربما!...

لا أظن ذلك

فكم توسدنا معاً الجوع والكرامة والأمان عند طرف الشارع ...

شارع الصومال بالمعلى

حيث الصوماليات يفترشن قعائد الحبال

وينمن لصق أبواب بيوتهن

يومها لم تكن الكهرباء تعرف العتمة،

يوم كنا نتسامر في الدوكيير وأرجلنا تداعب أمواج البحر

أو نذهب إلى رصيف التواهي ننتظر صوت الأبواق الشاحبة للسفن الوافدة

أو نحوس في السيسبان ونرقص على أصوات صرير أبواب تفتح على رغبة وتغلق على تنهيدة،،

لم تكن الأمور حينها تحتاج إلى سيارة زائر ولا إلى شقق مفروشة بالعطن وبروائح الحلبة

لم يكن البار هاوس قد انقلب يومها إلى بار توفيق؛ الرحمة يا ربنا.

وبنجلة الشيطان - التي كنا ننظر تجاهها أطفالاً- بأطراف أعيننا،

حيث سكن الجبرت .. ولم يغادروها بعد

آه .. كل شيء تغير في هذه المدينة ...

تعبت ..تعبت.. توسدت الرمل الطائر ..

صوت أجش:

- من أنت؟

- أنا؟!

- أيوه أنت؟

- أنا..أنا .

- تمام ..تمام؟ ومن أي قبيلة أنت؟

- أنا؟!

- أيوه .. أنت..أنت ؟

- أنا ..أنا .. من «ستيمر بوينت».

ببلاهة ...وبشيء من اللكاعة :

- ها .. ها .. ما هو .. استتت.. ها .. ها؟

- أبي من « استيمر بوينت» وأمي من حافة «الهاشمي»..

-ناهي ..درينا .. ومن هو شيخكم؟

- الشيخ عثمان ..

- من؟ من؟

- الشيخ عثمان ،

الشيخ الدويل ،

الشيخ إسحاق ،...

- عندكم شيوخ خيرات؟!

- أيوه ..وعندنا كمان ...

الشيخ العبادي

الشيخ عبده غانم

الشيخ قاسم السروري

الشيخ عبد الرحمن

الشيخ عبد الرب سروري

الشيخ لقمان

ــ وين تسكن؟

ــ في حافة «ركزو»

ــ وجينا للبلاطة .. وقلة الخير .. بتمزح وإلا ما ؟

نظرت تجاه البحر .. لا أمان

وضعته تحت إبطي .. ومضيت

البحر مغر بتحويله إلى سلتة ..

أو قد ينكسر في زحمة الأشياء،

فالكنين تفتت خزيمة ..

حتى مستطيل «الشبديللو» بخطوطه المعوجة

مسخ إلى «فيد اللو».

آه .. مشتاق أنا لقليل من «الشاي الملاي» في الصباحات المقهورة لهذه المدينة،

خوران لصحن «صانونة مطفاية »

لكن أين الباغة والثمد والسخلة؟.. أين البياض والسولفيش؟..

معدتي لا تحتمل الفحسة ولا الدعسة ولا مشتقاتهما..

عاشت أعياد الوحدة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى