> «الأيام» قائد زيد ثابت:

الاتجاه الشمالي
تعد القارة أكبر وأهم المعالم الأثرية في يافع وأشهرها، ومن أقدم المعالم الأثرية في اليمن، وتعد القارة متحفا طبيعيا فريدا من نوعه من حيث طبيعتها الخلابة التي تمثل آية في الجمال لموقعها الاستراتيجي، ناهيك عما تزخر به من مبان ومساجد وأضرحة وصهاريج ومدافن وقصور، وقد أعطاها موقعها أهمية عظيمة عند قبائل يافع، والدليل على ذلك توافد جميع المكاتب عند دعوة السلطان، وكان لكل مكتب من مكاتب يافع السفلى الخمسة طريق يصعد من خلاله جبل القارة نظراً للموقع الجغرافي للمكتب (والمكتب عبارة عن مجموعة من القبائل).
فقبائل مكتب كلد كانت تصعد من طريق (المنسامة)، بينما تتوافد قبائل مكتب السعدي إلى القارة من طريق (المحرس الأقود)، وتتوافد قبائل مكتب يهر من طريق (الابواب) بينما قبائل مكتب ذي ناخب كانت تصعد من طريق تسمى (ذي عسيم الاقود)، وقبائل مكتب اليزيدي تصعد جبل القارة من طريق تسمى (مكيل تُنفي).
أما أهل القارة وبعض القبائل التي ليس لها أي انتماء لأي مكتب من مكاتب يافع فلهم طريق تقع في الاتجاه الشرقي تسمى طريق (الذراع).
وجميع المصاعد(الطرق) التي تتوافد منها القبائل مرصوفة بالحجارة ومدعمة بالجدران العملاقة ليسهل مرور الجمال والخيول والبغال فيها، وبعد الصعود من تلك المصاعد المتدرجة تتجمع القبائل جميعها في (حبيل الجرّاشة) الذي يقع في الاتجاه الشمالي للقارة، ومن ثم يبدأ الصعود لـ (سلم القارة الحجـري) والدخول من بوابتها الشهيرة باسم (سدّة القارة).