> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة
رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة
اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس الاثنين ان تأخر الحكومة في دفع مستحقات اعادة اعمار ما هدمته الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان في ضاحية بيروت الجنوبية الشيعية، ناجم عن مشكلات بنيوية فيها لا عن موقف متعمد.

وجاء كلام السنيورة غداة اتهام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الحكومة بانها تعوق عملية اعادة اعمار ضاحية بيروت الجنوبية لاسباب "سياسية" تتصل بالازمة المستمرة منذ اشهر بين الموالاة والمعارضة التي يقودها التنظيم الشيعي.

وقال السنيورة في مؤتمر صحافي "نوعية مشاكل الضاحية تختلف عن مشاكل القرى الجنوبية (التي قصفتها اسرائيل) ومواجهتها مختلفة وتتطلب حلولا مبتكرة".

واضاف في المؤتمر الذي خصصه لموضوع اعادة الاعمار "في الضاحية نواجه صعوبات في حصر المستفيدين. ثمة بنايات انشئت على ارض الدولة او على ارض الغير وتضم اكثر من ثلاثين شقة، وهناك افادات عقارية عليها علامات تشير الى تعد على املاك عامة او خاصة".

وتابع السنيورة الذي لا تعترف المعارضة بشرعية حكومته منذ استقالة وزراء الطائفة الشيعية (خمسة) منها ان "اي تباطؤ في الانجاز، اذا وقع، هو غير مقصود".

وقال ايضا "ما تم تحقيقه كبير في نظر اي منصف رغم انه يبقى اقل من طموحاتنا" في اشارة الى ما انجز في هذا المجال وخصوصا في جنوب لبنان.

واشار السنيورة الى ان الهيئات المعنية احصت وجود "25 الف وحدة سكنية في الضاحية اما مدمرة بالكامل واما متضررة جزئيا"، مذكرا بان طرحه السابق لاعادة اعمار الضاحية باشراف الحكومة "لقي اعتراضا شديدا" في اشارة الى موقف حزب الله وايران التي تموله.

واوضح الالية الجديدة التي ستعتمد لدفع المستحقات لاهالي الضاحية "لتيسير امورهم" والتي اعترض عليها نصرالله.

وقال "سنضع المبلغ المخصص للبناية الواحدة في حساب منفصل في مصرف لبنان يسحب صاحب العلاقة شخصيا حصته منه عند ابرازه المستندات، ولا نقبل الوكالات".

وكان نصرالله اعترض في مقابلة تلفزيونية بثت مساء أمس الأول على رفض صرف المستحقات بناء على توكيل واعتبر ان هذا الاجراء هدفه "الاعاقة".

وقال "الدول العربية وفت بوعدها ودفعت اموالا للحكومة التي تحتفظ بالاموال وتتعاطى مع الملف الاعماري تعاطيا سياسيا. انهم يعاقبون الناس على خيارها السياسي".

وردا عى سؤال عما اذا كانت الدولة تعلم بحجم الاموال التي يتلقاها حزب الله من ايران للاعمار، اجاب السنيورة "ايران رفضت ان تمر مساعداتها عبر الدولة واموال ايران لحزب الله لا تمر عبر الجهاز المصرفي اللبناني".

واوضح ان المملكة السعودية هي اول دولة انجزت دفع المساعدة المالية التي وعدت لبنان بها خلال الحرب الاسرائيلية عليه الصيف الماضي والبالغة قيمتها 570 مليون دولار,ويبلغ مجموع الاموال المحولة من الدول العربية حتى الان 4،695 مليون دولار.

وتقدر خسائر الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان بعدما قام حزب الله باسر جنديان اسرائيلين بنحو 6،3 مليارات دولار.

وجدد السنيورة موقفه ان "لا حل للازمة السياسية الا بالحوار"، وقال "الاساليب السلبية لا تفيد ولا الامساك برقبة بيروت لانه يضر الناس فقط"، في اشارة الى اعتصام المعارضة المتواصل في وسط بيروت منذ مطلع كانون الاول/ديسمبر بهدف اسقاط الحكومة.

وعلق السنيورة على اعلان حزب الله على لسان احد وزرائه المستقيلين (محمد فنيش) ان التنظيم الشيعي لم يوافق على النقاط السبع التي وضعتها حكومة السنيورة لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والتي ارتكز عليها قرار مجلس الامن الدولي 1701 الذي انهى العمليات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله.

وقال "الحكومة وافقت بالاجماع على هذه النقاط وهذا موثق بالصورة والصوت" في اشارة الى تصريحات سابقة لفنيش اعادت بثها أمس الأول محطات تلفزة محلية.

واضاف "غدا يقولون لم نتفق على اي بند في الحوار" الذي تم بين الاقطاب السياسيين في اذار/مارس 2006 وشمل حينهاالتوافق على المحكمة الدولية والعلاقات مع سوريا والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

ورأى ان طرح انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب لمرة واحدة الذي تقدم به النائب المسيحي المعارض ميشال عون، حليف نصرالله، وايده فيه الامين العام للحزب الشيعي، "يمس جوهر التوافق اللبناني الذي تم على اساس نظام ديموقراطي برلماني لا نظام جمهوري".

واضاف "سئم اللبنانيون التعديلات الدستورية لمرة واحدة" التي غالبا ما تم اللجوء اليها زمن الوصاية السورية على لبنان.(أ.ف.ب)