سفير اليمن لدى الهند مصطفى نعمان لـ «الأيام»:ما هو معتمد للسفارة لا يسمح بالتحرك إلى الولايات للتعرف على أحوال المغتربين

> «الأيام» علي أبو علي:

>
مصطفى نعمان سفيرنا لدى الهند مع الزميل علي أبو علي
مصطفى نعمان سفيرنا لدى الهند مع الزميل علي أبو علي
أجرت «الأيام» حوارا مع سفير اليمن لدى الهند مصطفى نعمان حول العلاقات الثنائية بين البلدين ومشاكل الطلاب والمقيمين من اليمنيين بالهند وعدد من القضايا الأخرى.. فإلى الحوار.

< كيف تقيمون أوجه العلاقة الثنائية بين اليمن والهند؟

- العلاقة اليمنية الهندية ليست جديدة وتمتد إلى حقبة تاريخية بعيدة، والهجرة بين البلدين كبيرة وهناك أسر يمنية استوطنت الهند وكذلك أسر هندية استوطنت اليمن ومازالت الروابط بين هذه الأسر مستمرة وتشكل دعامة للعلاقات بين البلدين، هذا في الجانب التاريخي، أما الجانب السياسي فليست هناك شائبة في العلاقات بين البلدين وهذا يساعد على تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية، ولعلنا نذكر أهم مشروع مشترك بين القطاعين الخاصين ويتمثل في إنشاء مصفاة جديدة للنفط تبلغ استثماراتها أكثر من 200 مليون دولار أمريكي وستتوج هذه العلاقات بالزيارة التاريخية لفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية خلال العام الحالي وستكون هذه الزيارة محطة جديدة للدفع بالعلاقات نحو آفاق جديدة.

< ما هي الأنشطة والبرامج التي تقوم بها السفارة تجاه القضايا التجارية والسياسية والبرتوكولات الثنائية في مجالات متعددة على سبيل المثال اتفاقيات تمت مؤخراً مع الجانب الهندي في عدة مجالات نفطية؟

- يتمثل نشاط السفارة بتعزيز العلاقات السياسية والتجارية والثقافية، وما يخص الجانب السياسي فقد أجبنا عنه في السؤال السابق، وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية والاقتصادية هناك بحث حول توقيع اتفاقيات لتشجيع الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي وتسهيل حصول رجال الأعمال على تأشيرات الدخول بين البلدين، كما يدرس الآن مع اتحادات الغرف التجارية تنظيم معارض في البلدين وتنشيط مجلس رجال الأعمال المشترك والتعريف بفرص الاستثمار في اليمن، وأشير هنا إلى الزيارة الناجحة التي قام بها معالي وزير النفط التي تلتها زيارة وزير النفط الهندي إلى بلادنا والتوقيع على محضر للتعاون في المجال النفطي والتدريب بين الوزارتين، وهناك ايضاً اتفاقيات قيد الدراسة تتعلق بالقضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب والتأشيرات، على صعيد التعاون الثقافي هناك محاولات لفتح أبواب كلية الطب الهندية للأطباء اليمنيين للاستفادة من التقدم الطبي الذي تشهده هذه المؤسسات، وتمكنّا في السفارة من فتح باب كلية الدفاع الوطني الهندية أمام ضباط القوات المسلحة في بلادنا، وهذا يحدث لأول مرة، ونذكر في هذا السياق الزيارة التي قام بها وفد رفع المستوى من قيادات القوات الجوية اليمنية إلى الهند وقام بجولة في المنشآت العسكرية للقوات الجوية الهندية، وهناك زيارة مرتقبة من الجانب الهندي إلى بلادنا.

< يعقد اليمنيون آمالاً كبيرة لقيادتكم بالسفارة اليمنية .. ما هو الدور الذي تقدمه السفارة تجاه مواطنيها في الهند؟

- دور السفارة بالهند فيما يتعلق بالرعايا اليمنيين الموجودين في الهند سواء أكانوا طلبة أم تجارا أم رجال أعمال أم زائرين للعلاج أو السياحة يتلخص في متابعة شؤونهم والدفاع عن حقوقهم وحمايتها، لكن كل ذلك مرتبط بتعاون المؤسسات الحكومية في الداخل وسأضرب أمثلة على ذلك: فيما يخص الطلبة كررت مخاطبة الجهات المعنية في الداخل وطلبت منها إرسال لجنة لتقصي أحوال الطلبة على الواقع، لكن لم تستجب هذه الجهات وبالتالي أصبحت السفارة شاهد حال وغير قادرة على تحسين أوضاعهم واكتفينا بالدفاع عن حقوقهم المشروعة، وفيما يخص بقية اليمنيين الزائرين أو المقيمين فليس للسفارة معرفة بأوضاعهم نظراً لترامي المسافات داخل الهند ولا نسمع عنهم إلا عند وقوع مشكلة لأحدهم، وتحاول السفارة قدر جهدها أن تساعد في حل مشاكلهم، ولكن للأسف الشديد فإن إمكانية السفارة وما هو معتمد لها لم يتغير منذ أكثر من عشرين عاماً، وعليه فلا يمكننا التحرك من العاصمة إلى الولايات المختلفة في الهند للقاء المغتربين والتعرف على أحوالهم.

< ظهرت مؤخراً بعض المشاكل لبعض اليمنيين المقيمين بالهند، وقد تناولت الصحيفة بشكل مستمر تلك القضايا ومنها قضية رجل الأعمال اليمني حسين علي بن هادي وكذا الاعتداء على بعض الطلاب الدارسين من قبل الأمن الهندي.. ما وجهة نظركم وتقييمكم لهذه المشاكل وما هي المعالجة؟

- أثرت هذه القضايا تفصيليا مع وكيل وزارة الخارجية الهندي المساعد، وعبرت له عن عدم رضانا على الأسلوب الذي يتبع مع هؤلاء المواطنين، وأكد لي المسؤول الهندي أن هذه القضايا محل اهتمام السلطات الهندية لكنني لا أعفي الأخوة اليمنيين من بعض المشاكل التي تلحق بهم نتيجة إهمال أو جهل، وفي قضية رجل الأعمال اليمني حسين علي بن هادي الذي رحل من قبل السلطات الهندية في مومباي تكررت اتصالاتنا مع الجهات المعنية في الهند وكررت الطلب بضرورة إبلاغنا بالأسباب التي دعت إلى ترحيله بتلك الصورة غير اللائقة وغير القانونية، وأكدت لهم أن هذا التصرف يسيء للعلاقات بين البلدين وأنه كان من الواجب إبلاغ القنصلية العامة في مومباي لمتابعة الموضوع ولقاء الأخ حسين علي بن هادي قبل استكمال الإجراءات التي نراها غير قانونية في حقه، ونحن بانتظار الرد.

< ما هي المواضيع التي سيتم مناقشتها في اجتماعات اللجنة اليمنية - الهندية المشتركة المرتقبة قريبا في دلهي؟

- للأسف فإن وزارة الخارجية معفية من معظم أعمال اللجان المشتركة بين بلادنا ودول العالم.

وزارة التخطيط التي أضيف إليها قبل عامين مسؤولية التعاون الدولي هي الجهة المعنية والمشرفة والمتابعة لكافة نتائج أعمال اللجان المشتركة، ويقتصر دور وزارة الخارجية على الحضور كشاهد في هذه الاجتماعات، رغم أن وزارة الخارجية بحكم الدستور هي الجهة الوحيدة المخولة بالتعاون مع العالم، ولكن الوضع في بلادنا غير ذلك.

وفي رأيي أن أغلب نشاطات اللجان المشتركة لا تؤدي الغرض المطلوب منها سوى في الجانب الإعلامي، ولو نظرنا إلى الكم المخيف للاتفاقيات الثنائية لوجدنا أن أغلبها لم يقرأ.

< ما الصعوبات والمشاكل التي تواجه السفارة؟

- الصعوبات التي تواجه السفارة في الهند يمكن تلخيصها في: أولاً شحة الموازنة، ثانياً عدم متابعة الجهات المعنية في الداخل القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ثالثاً أن الهند لم تكن في جدول أولويات بلادنا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

< يتعرض المواطن اليمني لمشاكل عديدة ومنها في الجانب الصحي حيث يتعرض للاحتيال والنصب .. ما الآلية التي تضعها السفارة للحد من هذه الظاهرة، خاصة وأن الذين يتعرضون لها ليس لديهم أي خبرة عن المستشفيات والمرافق الصحية؟

- السفارة لا تعلم بأغلب هذه المشاكل التي يتعرض لها اليمنيون القادمون للعلاج إلا بعد حدوثها، وبالتالي نحن لا نستطيع أن نقوم بأي عمل نجهل كيف حدث ولماذا حدث.

< وحول الجاليات اليمنية المقيمة هنا هل تتواصلون معها؟

- أنا على اتصال بالاخوة أعضاء الجالية اليمنية في حيدر أباد وارتق أباد لمعرفة نشاطهم وكيفية زيادة الارتباط بينهم وبين الوطن وآمل أن يتمكن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح من زيارتهم والتعرف عليهم حيث إن الجالية هناك تمثل الجزء الأكبر من المهاجرين اليمنيين في هذه البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى