مليون تركي يشاركون في احتجاج قبل الانتخابات المبكرة

> ازمير «الأيام» بول دي بندرن :

>
جانب من المتظاهرين
جانب من المتظاهرين
تدفق مليون تركي على الأقل على شوارع مدينة أزمير أمس الأحد للمطالبة ببقاء بلدهم دولة علمانية مكثفين الضغوط على الحكومة ذات الجذور الإسلامية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في يوليو تموز المقبل.

وعبر المنظمون عن أملهم في أن تساعد هذه المظاهرة وهي رابع مظاهرة حاشدة ضد الحكومة في غضون شهر في توحيد صفوف المعارضة قبل الانتخابات.

وتدفق المتظاهرون على أزمير من كل أنحاء تركيا ولم يثنهم عن المشاركة في المظاهرة الحاشدة تفجير وقع في المدينة الساحلية أمس الأول وأسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 14 اخرين. ولم تتضح الجهة المسؤولة عن هذا التفجير الذي وقع بأحد الأسواق.

واكتست الشوارع والمباني في ثالثة كبريات المدن التركية بما في ذلك ثكنات الجيش برداء من الأعلام التركية الحمراء وصور مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.

وخلال المظاهرة التي سادتها أجواء احتفالية ردد المحتجون وأغلبهم شبان من الطبقة الوسطى "تركيا علمانية وستظل علمانية" و"لا للشريعة".

واضطرت حكومة حزب العدالة والتنمية الإصلاحية برئاسة رجب طيب أردوغان إلى الدعوة لانتخابات عامة قبل شهور من الموعد المقرر لنزع فتيل الصراع مع العلمانيين بسبب انتخاب رئيس للبلاد.

ونجحت النخبة العلمانية في تركيا بما في ذلك أحزاب المعارضة وكبار القضاة وقادة الجيش في منع انتخاب وزير الخارجية عبد الله جول,وهم يخشون أن يحاول الإسلامي السابق أن يقوض الفصل بين الدين والدولة في تركيا وهو زعم ينفيه بشدة هو والحزب الحاكم.

وقال هالوك بيرك وهو طبيب ويقوم أيضا بالتدريس في جامعة أزمير "حزب العدالة والتنمية سيفوز على الأرجح بالانتخابات لكن عليهم أن يأخذوا في حسبانهم هذه المظاهرات وما يقوله الناس. لم يعد بمقدورهم أن يظلوا على عجرفتهم."

وأضاف وابنه واقف الى جواره "الأغلبية الصامتة بدأت أخيرا تعبر عن نفسها."

ويأمل حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي وينتمي إلى يسار الوسط وحزب اليسار الديمقراطي الأصغر حجما وهما يجريان محادثات لتشكيل تحالف في استغلال هذا التجمع الحاشد في اكتساب قوة دافعة قبل الانتخابات التي تجرى في 22 يوليو تموز.

وأبلغت الشرطة رويترز بأن مليون شخص على الأقل شاركوا في المظاهرة التي سارت بمحاذاة ساحل البحر ولم تشهد وقوع أية حوادث كبيرة. وكان منظمو المظاهرة وغالبيتهم من اليساريين يأملون في أن يشارك مليونا شخص,وبدأت أعداد المشاركين في التراجع بعد الظهيرة.

ويقول محللون إن نجاح المعارضة العلمانية في عرقلة خطط حزب العدالة والتنمية لانتخاب جول رئيسا للبلاد منحت أحزاب المعارضة ثقة جديدة لكنهم أضافوا أن تلك الأحزاب تسابق الزمن لطرح برنامج انتخابي قادر على الفوز بثقة الناخبين.

وسببت الأزمة السياسية اندماجا بين بعض أحزاب المعارضة على أمل تخطي الحد الأدنى اللازم لدخول البرلمان وهو عشرة في المئة من الأصوات في انتخابات يوليو تموز.

وقال دوجو ارجيل الأستاذ بجامعة أنقرة "لا يشعر كثير من الشبان أن أحزاب المعارضة تمثلهم ولا يعرفون من ينتخبوا. هذا هو التحدي بالنسبة للمعارضة."

وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب العدالة والتنمية المنتمي إلى يمين الوسط سيفوز على الأرجح بأكبر عدد من الاصوات في يوليو تموز ولكنه قد لا يحصل على الأغلبية مما يجبره على تشكيل حكومة ائتلافية.

وخلال السنوات التي قضتها تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية منفردا تمكنت أنقرة من بدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتحقيق معدلات نمو اقتصادي كبيرة وخفض التضخم بعد سنوات من حكومات ائتلافية ضعيفة واضطراب اقتصادي وفساد مزمنين.

لكن العلمانيين يقولون إن إردوغان فشل في التصدي لمشكلة عميقة الجذور بالنسبة لشريحة متزايدة من السكان البالغ عددهم 74 مليون نسمة وتتمثل في كيفية تهدئة مخاوف العلمانيين في نفس الوقت الذي يرضي فيه أنصاره الذين يريدون دورا أكبر للاسلام في حياتهم.

ويتهم منتقدون حزب العدالة والتنمية بتقويض العلمانية من خلال العمل على تخفيف القيود على ارتداء الحجاب وترقية أنصار الحزب المتدينين داخل الجهاز البيروقراطي.

وقالت دينيز إربولين (26 عاما) وهي تحمل علما "لا يسعني كامرأة سوى أن أشعر بالخوف من أن أجبر يوما على ارتداء الحجاب وأنا أنحي باللائمة في ذلك على حزب العدالة والتنمية."

(شارك في التغطية توماس جروف في إسطنبول) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى