تواصل المعارك بصعدة والجيش يكتشف ألغامًا محلية للحوثيين

> صعدة «الأيام» خاص:

> شنت إحدى المقاتلات النفاثة صباح يوم أمس غارة جوية على عناصر الحوثي في إحدى المناطق القريبة من مدينة مجز (مركز مديرية مجز).

وشهدت مدينة ضحيان صباح يوم أمس مواجهات مسلحة بين عناصر الحوثي الذين لا يزالون داخل تلك المدينة وقوات الجيش التي تقدمت في الجزء الجنوبي للمدينة، وتمكنت في اليومين الماضيين من تمشيط بعض المزارع الكبيرة هناك، وفي تلك المواجهات قتل ما لا يقل عن خمسة وأصيب أكثر من عشرة من صفوف الجانبين.

كما شهدت بعض مناطق بني معاذ القريبة من منطقة العند مواجهات دارت يوم أمس بين الجانبين ولم تعرف نتائجها.. وكانت بعض من تلك المناطق قد تعرضت مساء أمس الأول لهجوم عنيف بأسلحة الجيش الثقيلة استمر لأكثر من خمس ساعات بصورة متواصلة، كما تراشق الجانبان في تلك الليلة بنيران أسلحتهما الثقيلة والخفيفة ما أسفر عنه مقتل وإصابة أعداد كبيرة من الجانبين.

وفي مساء أمس الأول أيضا تبادل الجانبان هجمات عنيفة في معظم المناطق الواقعة شرق منطقة كهلان باتجاه منطقة دماج بمديرية الصفراء، وأفادت «الأيام» مصادر محلية بأن عناصر الحوثي استخدموا في هجماتهم تلك قذائف البازوكا والقنابل اليدوية وقذائف مدفعية الهاون والأسلحة الرشاشة، بينما استخدمت قوات الجيش معظم أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بما فيها المدفعية المتوسطة والثقيلة والدبابات، وفي تلك الهجمات المتبادلة بين الجانبين أصيب خمسة جنود بجراح فقط بحسب إفادة مصدر عسكري لـ «الأيام»، ولم تعرف أعداد الضحايا من صفوف الحوثي.

كما شهدت الأطراف الشمالية لمناطق آل الصيفي مواجهات متقطعة دارت بين الجانبين في أوقات متفرقة من ليلة أمس الأول، وفي ظل استمرار المواجهات في تلك المناطق وإن كانت ضعيفة إلا أنها أظهرت أن عناصر الحوثي لا يزالون فيها على الرغم من الهجمات الشرسة التي وجهتها قوات الجيش لتلك المناطق يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري.

وعلمت «الأيام» أن وحدات الجيش، التي خاضت أعنف المعارك مع عناصر الحوثي في اليومين الماضيين في بعض المناطق القريبة من منطقة الابقور بمديرية سحار وتمكنت من استعادة سيطرتها على أجزاء من جبل غرابة، لم تتمكن بعد من التمركز داخل تلك الأجزاء بعد أن اكتشفت أنها مليئة بالألغام التي زرعها عناصر الحوثي قبل انسحابهم إلى إحدى قمم جبل غرابة.

وأفاد «الأيام» مصدر عسكري بأن عناصر الحوثي قد انسحبوا من قمتين في جبل غرابة ولم تعد سوى قمة واحدة تحت سيطرتهم لكن قوات الجيش التي وصلت إلى ذلك الجبل أوقفت عملياتها العسكرية ولم تتمركز بعد في تلك الأجزاء التي تم تمشيطها من عناصر الحوثي بسبب وجود العشرات من الألغام التي زرعها عناصر الحوثي.

وأضاف ذلك المصدر أن تلك الألغام تم صناعتها يدويا وهي عبارة عن أسطوانات حديدية معبأة بالديناميت ومواد أخرى شديدة الانفجار تم توصيلها بقطبي بطارية، وتم مواراة تلك الاسطوانات تحت التراب وتُركت صفيحة خشبية متصلة بطرفي أسلاك على سطح التراب، وتلك الأسلاك تتصل مع قطبي البطارية وصاعق صغير مزروع داخل الأسطوانة حتى أصبحت جميعها تشكل دائرة كهربائية مفتوحة إلى أن تتعرض لضغط بسيط سواء من قدم إنسان أو أي جسم آخر فيحدث التماس للسلكين وتنغلق الدائرة الكهربائية لتنفجر تلك العبوات المخفية انفجارا شديدا، وبإمكان العبوة الواحدة القضاء على مجموعة أشخاص في آن واحد، كما بإمكانها تدمير مدرعة أو أي آلية عسكرية.

كما علمت «الأيام» أن قوات الجيش تمكنت يوم أمس الأول من الزحف على آخر مناطق مديرية سحار الواقعة في الجهة الشمالية لها وانتشرت في منطقتي العشة وآل ذريع الواقعتين شمال الطلح، ولم يعد يفصل الوحدات العسكرية التي وصلت إلى منطقة آل ذريع عن مناطق مطرة التي تعد المعقل الثاني الرئيس لقيادة عناصر الحوثي بعد النقعة سوى ثلاثة كيلو مترات فقط أو أقل.

وفي مديرية رازح الواقعة غرب محافظة صعدة استكملت وحدات الجيش التابعة لمعسكر العمالقة التي زحفت على مدينة النظير عملية تمركزها على عدد من المرتفعات المطلة على تلك المدينة لتأمين القوات العسكرية التي تنوي مواصلة زحفها على بقية مناطق مديرية رازح. كما علمت «الأيام» أن وحدات الجيش التي زحفت على الأطراف الشرقية للمديرية واصلت شن هجومها على عناصر الحوثي في بني معين وبعض الجبال الأخرى وبمساندة المئات من المتطوعين المدنيين من أتباع الشيخ أبو عرفة الذين دخلوا إلى بعض مناطق المديرية وفرضوا حصارا شديدا على جميع مداخل مديرية رازح من اتجاه مناطق شوامي رازح حتى تقطع الطريق أمام أي عناصر أخرى قد تحاول التسلل إلى تلك الجبال ودخول مديرية رازح.

وفي مديرية قطابر التي لا يزال عناصر الحوثي يسيطرون عليها دارت يوم أمس بين عناصر الحوثي وعدد من مواطني تلك المديرية يشاركهم المئات من رجال القبائل من أبناء مديرية منبه اشتباكات مسلحة في المناطق الواقعة على حدود المديريتين لكن لم تعرف نتائجها.

وفي مديرية باقم التي يسيطر عناصر الحوثي على عشرات المواقع داخلها بما فيها الجبال والمناطق الجنوبية للمديرية حتى جبال أم ليلى القريبة من مديريتي مجز وسحار، بينما يتمركز جنود الجيش في بعض الجبال القريبة من منطقة الفندق وبسنم ومركز المديرية وعلب، إلا أن الجانبين يلتزمان الهدوء حيث يرى كل منهما أن اندلاع المواجهات داخل تلك المديرية ليس ذا جدوى وسيكون حجم الضرر على الجانبين وخيماً لأن عناصر الحوثي التي تسيطر على أهم الجبال الواقعة على مداخل المديرية والمحاذية للطريق الرئيسي صعدة- علب تكتفي بفائدة استمرار سيطرتها على تلك الجبال التي تشكل عقبة كبيرة أمام أي زحف للجيش صوب المناطق الشمالية للمحافظة، بينما تتجنب الوحدات العسكرية المرابطة في بعض الجبال والمناطق الداخلية الاحتكاك مع عناصر الحوثي وتكتفي باستمرار بقائها في تلك المواقع في حالة دفاع، حيث تنتظر قدوم زحف قوات الجيش على تلك المديرية.

وظلت تلك المديرية ولا تزال منذ اندلاع المواجهات في شهر يناير من العام الجاري واقعة تحت الحصار، حيث لم يتمكن سكانها من مغادرة أو دخول تلك المديرية بينما سمح عناصر الحوثي لآلاف النازحين من سكان مدينة ضحيان وبعض المناطق الأخرى بالنزوح إلى الأطراف الشمالية لتلك المديرية. وعلمت «الأيام» أن آلاف النازحين الذين استقروا في عدد من المناطق الحدودية القريبة من الأراضي السعودية يعيشون مأساة كبيرة لكون أبناء تلك المديرية هم أيضا قد طالتهم المعاناة جراء انقطاع الطرق من وإلى المديرية، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية للحياة.

أما مديرية كتاف التي تشكل أكبر مديريات محافظة صعدة مساحة فهي الأخرى يتقاسم الجانبان (عناصر الحوثي وقوات الجيش) جبالها، وظلت منذ اندلاع المواجهات يسود غالبية مناطقها الهدوء باستثناء مناطق آل سالم التي تعرضت أكثر من مرة لهجوم الجيش بأسلحته الثقيلة وهجمات الطائرات المقاتلة.

وعلمت «الأيام» أن عناصر الحوثي منذ أكثر من عشرة أيام يحاولون مهاجمة بعض مواقع الجيش، خصوصا أثناء ساعات الليل كما يقومومون من ليلة إلى أخرى بإطلاق نيران أسلحتهم صوب أحد معسكرات الجيش المرابطة بالقرب من مركز المديرية، ويستخدم عناصر الحوثي المحلات التجارية في سوق المدينة مواقع مؤقتة لشن هجماتهم ثم يغادورن إثر كل هجوم يقومون به. وأفاد «الأيام» مصدر محلي بأن قيادة الجيش والسلطة المحلية لمحافظة صعدة وجهت خطابا لمسئولي ومشايخ المديرية وطلبت منهم معالجة الإشكالية بأسرع وقت ممكن، وكان مدير عام المديرية ورئيس مجلسها المحلي قد دعا أعضاء المجلس المحلي للمديرية وبعض المسئولين والشخصيات الاجتماعية والقبلية إلى اجتماع عقد يوم أمس الأول في مبنى السلطة المحلية، وكان الاجتماع يهدف إلى مناقشة المشكلة مع الجميع لتحميلهم المسؤولية الكاملة عما يقوم به عناصر الحوثي وتساهل أصحاب المحلات التجارية داخل سوق المدينة في شن هجماتهم على معسكر الجيش ذلك، لكن غالبية المدعوين للاجتماع لم يحضروا بمن فيهم جميع أعضاء المجلس المحلي وبعض المشايخ.

أما مناطق آل سالم التابعة لمديرية كتاف فإنها تشهد في أغلب الليالي مواجهات متبادلة بين الجانبين ، حيث يرابط كل منهما في مواقعه، وتقتصر هجماتهما المتبادلة على تربص كل منهما بالآخر، حيث تطال رصاص قناصة الحوثيين التي يطلقونها من على مسافات بعيدة جنود الجيش داخل مواقعهم، بينما يكتفي جنود الجيش المرابطون هناك بمراقبة تحركات عناصر الحوثي والتربص لسياراتهم التي غالبا ما تتحرك أثناء ساعات الظلام ويهاجمونها، وتمثل بعض مناطق آل سالم منافذ آمنة لعبور السيارات التابعة لعناصر الحوثي، حيث يقوم عناصر الحوثي بعبور تلك المناطق من وإلى مناطق ومديريات الصفراء وكتاف والحشوة، ومنها يعبرون في الاتجاه الجنوبي إلى مناطق الصفراء والمناطق الواقعة في محيط مدينة صعدة حيث يعبرونها إلى مناطق مديرية سحار الواقعة جنوب مدينة صعدة ومنها ينتقلون إلى مناطق بني معاذ وساقين وحيدان، كما ينتقلون بين مناطق بني معاذ ومناطق مديرية مجز ومنها يتسللون إلى مدينة ضحيان وإلى مناطق الطلح وما وراءها.

وعلمت «الأيام» أن قوات الجيش تمكنت خلال الأيام الثلاثة الماضية من أسر عدد كبير من عناصر الحوثي في عدد من جبهات القتال بمديريات سحار ومجز ورازح. من جانبهم عناصر الحوثي هم الآخرون أيضا يحتجزون عشرات الأسرى بعضهم من جنود الجيش وبعضهم الآخر من رجال القبائل، بالإضافة إلى وجود الكثير من رجال القبائل تحت قبضة عناصر الحوثي أغلبهم من أقارب وأتباع كبار مشايخ القبائل، الذين أعلنوا ولاءهم للجيش وانضموا إلى صفوفه في قتال عناصر الحوثي منهم الشيخ بن حورية وشقيق الشيخ ابن عزيز من مشايخ محافظة عمران الذي ألقت عناصر الحوثي القبض عليه مطلع الشهر الماضي في سوق المهادر جنوب مدينة صعدة واتخذوا منه رهينة بهدف صد أتباع شقيقه الشيخ بن عزيز عن القتال إلى جانب قوات الجيش.

وكان الشيخ بن عزيز الذي يشغل عضوية مجلس النواب قد حاول عشرات المرات إجراء حوار مع عناصر الحوثي عبر مشايخ القبائل للتوسط بينه وبين قيادة تلك العناصر لكي يطلق سراح شقيقه وعرض عليهم مقابل إطلاق سراح شقيقه فدية مالية كبيرة لكن دون جدوى. بينما أفاد «الأيام» مصدر محلي بأن عناصر الحوثي قد قاموا بإخلاء سبيل ابن عزيز قبل أكثر من أسبوعين دون مقابل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى