نيكولا ساركوزي يتولى رسميا رئاسة فرنسا

> باريس «الأيام» كريسبيان بالمر وجون بويل :

>
الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي
الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي
أدى نيكولا ساركوزي اليميني المحافظ أمس الأربعاء اليمين الدستورية كرئيس لفرنسا خلفا لجاك شيراك وتعهد بتدشين عهد جديد من التغيير بينما جعل من التضحيات خلال أوقات الحرب مصدر إلهام لفرنسا الجديدة التي يرغب في بنائها.

وفي يوم مزج مراسم الأبهة الجمهورية بالايماءات الرمزية ألقى ساركوزي كلمة توليه السلطة في قصر الإليزيه الذي سيكون مقر إقامته على مدى السنوات الخمس القادمة.

وقال الزعيم المحافظ وهو أول رئيس لفرنسا يولد بعد الحرب العالمية الثانية "سأدافع عن استقلال فرنسا. سأدافع عن هوية فرنسا."

وأضاف في انتقاد مبطن فيما يبدو لشيراك منظره السياسي السابق والذي تشهد علاقاتهما توترا في الوقت الحالي "هناك حاجة لتوحيد الشعب الفرنسي... وللوفاء بالالتزامات لأن الثقة (الشعبية) لم تكن بمثل هذا الضعف والهشاشة من قبل."

كما تعهد ساركوزي الذي حقق نصرا كبيرا في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في السادس من مايو ايار بوضع مكافحة الاحتباس الحراري والدفاع عن حقوق الإنسان في قلب سياسته الخارجية.

وكان أول ما فعله عقب إلقائه كلمته تحية أفراد اسرته بمن فيهم زوجته سيسيليا التي نادرا ما شوهدت في مناسبات عامة هذا العام مما أثار تكهنات بشأن زواجهما.

وعقب غداء خاص استقل ساركوزي سيارة مكشوفة في شارع الشانزليزيه رافقه خلالها الحرس الجمهوري الراكب ثم أشعل مجددا الشعلة عند قبر الجندي المجهول أسفل قوس النصر.

ثم صافح الرئيس الفرنسي الجديد أنصاره قبل أن يضع زهورا عند تمثالي زعيمي فرنسا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية جورج كليمنصو والجنرال شارل ديجول قبل أن يذهب إلى ضواحي باريس لتكريم 35 مقاوما فرنسيا قتلوا على يد النازي في عام 1944.

وقال "تذكروا يا أبناء فرنسا أن هؤلاء الرجال الرائعين قدموا تضحيات انتزعوا بها الحرية التي تتمتعون بها اليوم."

ثم طار بعد ذلك إلى برلين لمقابلة المستشارة انجيلا ميركل في زيارة تهدف لتسليط الضوء على أهمية العلاقات الفرنسية الألمانية التي قادت الاندماج في أوروبا بعد الحرب.

وبعد عودته إلى باريس من المتوقع على نطاق واسع ان يعين ساركوزي اليوم الخميس فرانسوا فيلو المحافظ المعتدل رئيسا للوزراء ويشكل حكومة مصغرة تركز على المجالات الرئيسية تضم شخصيات وسطية وأخرى يسارية بارزة قد يكشف النقاب عنها يوم غد الجمعة.

كما يتوقع لساركوزي الذي يتطلع لرأب الانشقاقات السياسية أن يعين الاشتراكي برنار كوشنر وزير الصحة السابق والنشط في مجال حقوق الإنسان وزيرا للخارجية.

والتقى شيراك الذي حكم فرنسا لمدة 12 عاما مع ساركوزي في اجتماع خاص أمس الأربعاء لإعطائه الشفرات الخاصة بإطلاق الأسلحة النووية الفرنسية. ثم خرج بعد ذلك بينما كان ساركوزي يصفق مودعا إياه من ساحة قصر الإليزيه.

والمنصب الذي تولاه ساركوزي كسادس رئيس للجمهورية الخامسة في فرنسا يتمتع بسلطات أكبر مما يتمتع بها أي زعيم آخر منتخب في الغرب.

ويرث ساركوزي مجتمعا متصدعا يهيمن عليه الإحباط بسبب معدلات البطالة العالية منذ سنوات ويقول إنه سيتبنى نهجا أكثر اعتمادا على المشاركة من سلفه شيراك.

كما يرغب في أن يحكم عليه من خلال سجله في محاولة إنعاش الاقتصاد. وتلقى ساركوزي أنباء سارة فورية أمس الأربعاء من خلال بيانات تظهر أن القطاع الخاص في فرنسا يوفر وظائف بأسرع معدل له منذ ست سنوات فضلا عن توقع زيادة النمو الاقتصادي في الربع الثاني من العام.

غير أن النقابات والطلاب حذروا ساركوزي المعروف بتشدده في تطبيق القانون والنظام والذي يمزج بين وجهات النظر المؤيدة لاقتصاد السوق وتدخل الدولة من المضي في الإصلاحات دون مفاوضات.

وتظاهر عدة آلاف من الطلاب وتلاميذ المدارس العليا في عدد من المدن الفرنسية أمس الأربعاء احتجاجا على تقلده السلطة وأخذوا يهتفون بشعارات مناهضة للرئيس الجديد. غير أنه لم تظهر أي علامات على حدوث أعمال عنف مثل تلك التي أعقبت إعلان فوزه بالانتخابات.

(شارك في التغطية كريستين جيمليتش) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى