قرية العماد تحتفل باليوم المدرسي لأول مرة في تاريخ مدرستها .. فرحة مرسومة على وجوه الطلاب ومطالب بإضافة فصول وتسوير المدرسة

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
تكريم شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر
تكريم شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر
نظمت إدارة مدرسة العماد احتفالاً فنياَ ومعرضاً للصور والأشغال اليدوية صباح الأربعاء بمناسبة اليوم المدرسي، وهي مناسبة تحتفل بها المدرسة لأول مرة في تاريخها بدعم من شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر (جمعية مكافحة الفقر بعدن)، ويأتي احتفال القرية بهذه المناسبة بعد تفعيل دور المدرسة في القرية لأداء مهامها التربوية والتعليمية من قبل شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر و بالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم بعدن وبدعم من منظمة أوكسفام البريطانية. ولم تعق أشعة الشمس المحرقة إرادة الطلاب والمدرسين لإقامة الحفل بل زادتهم إصرارا وعزما.. وفي ساحة المدرسة علقت البالونات وصدح الأطفال بالغناء والأناشيد، وتم وافتتاح المعرض من قبل الأخ وائل عبدالعزيز، رئيس لجنة التخطيط والتنمية بمحلي المديرية في ساحة المدرسة المنفتحة على الخلاء دون سور يحميها.

كاميرا «الأيام» تابعت الحفل ورصدت الفرحة في عيون الطلاب والطالبات السعداء بيومهم المدرسي .

< الطالب محمد الشداد، الصف الأول الابتدائي، سعيد باليوم المدرسي ورغم صغر سنه إلا إنه قال بفرح «شاركت بالمعرض ورسمت غزالا وحشائش» كان يتحدث والفرح في عيونه ليعبر عن سعادته مع أقرانه بالفرصة المتاحة أمامهم لتلقي العلم وممارسة هواياتهم.

< الطالبة منار جلال، الصف السادس، تتحدث بخجل لتصف سعادتها «اليوم نحن سعداء فقد تمكنا من مواصلة الدارسة بعد أن توقفنا عنها». وعن السبب تقول: «درست أنا وزميلاتي إلى الصف الثالث ابتدائي، ولم نتمكن من الذهاب إلى قرية المصعبين لصعوبة تكلفة المواصلات».

وتضيف «نحن سعداء اليوم لأننا تمكنا من الاحتفال في المدرسة لأول مرة ».

< الطالبة إيمان محمد صالح، الصف الرابع، قالت: «درست إلى الصف الثالث وبعدها جلسنا في البيت لعدم وجود مراحل دراسية متقدمة في المدرسة.. والآن سنكمل السادس ونجلس في البيت فلا يوجد صفوف دراسية لمواصلة التعليم الأساسي، ونحن لا نستطيع الذهاب إلى قرية مصعبين لصعوبات تكلفة لمواصلات ونحن لا نملك (1000) أو (2000) ريال للطالب الواحد».

وأضافت: «نحن سعداء بالاحتفال باليوم المدرسي فهذا يشعرني أننا كطلاب باقي المدارس». وإيمان شاركت بالأناشيد ولها إسهامات في المعرض المدرسي.

< الطالب هيثم محسن ناصر، الصف السادس، يقول «الحمد لله أننا استطعنا أن ندرس داخل مدرستنا بحرم القرية، فقد درست إلى الثالث وانتقلت إلى المصعبين والآن رجعت إلى مدرستي». و يطلب هيثم برجاء من إدارة التربية والتعليم والأخ أحمد الكحلاني، محافظ عدن زيادة فصول دراسية لاستكمال الدراسة، فهو يتمنى أن ينهي الثانوية في قريتة، وأضاف «اليوم نحن سعداء بهذا المهرجان ونتمنى أن يستمر الاحتفال كل عام».

وقال «نحن ندرس في ظل حرارة عالية دون كهرباء ولا ماء» ويتمنى هيثم أن يتم بناء سور للمدرسة لحمايتهم فمدرستهم دون باب ولا سور يحميها، ولكي تكون مدرستهم أحسن مدرسة في اليمن .

< أحلام مهدي علي، مدرسة رياضيات متطوعة بمدرسة العماد قالت: «رغم شحة الإمكانيات إلا أننا نحاول أن نوفر لطلابنا ما حرمنا نحن منه، فأغلب بنات العماد تركن الدراسة لبعد المدرسة عن القرية، فمدرسة القرية لا تسع إلا ثلاثة فصول للمرحلة الأولى من التعليم مما يجبر الفتاة على ترك المدرسة، ونحن بحاجة إلى دورات تأهيلية لكي نكتسب الكثير من المعارف ولفهم المنهج بالشكل الصحيح، لنتمكن من توصيل المعلومة للطلاب».

وأضافت: «حاليا نحن نعمل في المدرسة ونتسلّم مبلغا بسيطا من شبكة الإرادة بدعم من منظمة أوكسفام. وقالت «نحن درسنا إلى الصف التاسع في مدرسة مصعبين، فكل بنات العماد درسن للصف التاسع، ولم نستطع أن نكمل الدراسة لتكلفة النقل من قرية العماد إلى قرية المصعبين ».

وعن أهم المعوقات تقول «عدم وجود كهرباء في المدرسة، مما يجبر الطلاب في فترة الاستراحة على الذهاب إلى منازلهم ويؤدي إلى التأخر عن الحصة الثالثة خاصة أن المدرسة دون سور».

< بشير فضل، مدرس أنهى الثانوية العامة بعزيمة وإصرار، فلم يكن يمتلك ما يساعده على مواصلة الدارسة غير الله ثم إرادته وقدميه حيث كان يقطع القرية حتى الشارع الرئيسي خارج القرية لينتظر وسيلة مواصلات تنقله، قال: «نتمنى إضافة فصول دراسية للمدرسة، فهي تعمل بثلاثة فصول على فترتين».

وأضاف «يتحصل المدرسون في المدرسة على مبالغ بسيطة من شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر بعدن ممثلة بالأخت هيام مبارك، رئيسة الشبكة التي تدعم المدرسة ماديا ومعنوياَ .. ونتمنى من د. النهاري، مدير التربية والتعليم بعدن والأخ حسن محمود، مدير التعليم بالمديرية التعاقد مع المدرسين وإضافة فصول دراسية وبناء السور لتكون مدرسة متكاملة، إضافة إلى أن المدرسة تفتقر إلى الماء والكهرباء رغم وجود شبكة كهرباء ومياه في القرية من زمان، ولكن لم يعمل مكتب التربية على توصيلها إلى المدرسة». وقال: «بدأ العمل بشكل جيدا بعد نزول أعضاء شبكة الإرادة الذين أجروا مسحا ميدانيا للمنطقة وتم تفعيل المدرسة، وتوفير فرص عمل لأبناء القرية الذين توفر لهم الحظ بالحصول على فرص دراسية خارج القرية، فبسبب صعوبة الطريق لا أحد يستطيع أن يصل للقرية فالقرية بعيدة وتكلفة مواصلاتها لا تقل عن (1000) أو (2000) ريال». ويؤكد أن العائق أمام طلاب قرية العماد هو المواصلات.

< الأخ ناصر علي مقبل، مدير مدرسة العماد، قال: «بعد مرور ست سنوات على افتتاح المدرسة يقام فيها ولأول مرة مهرجان احتفاء باليوم المدرسي، فلم تكن المدرسة على الخارطة ولم يذكر اسمها، وهذا أول نشاط تقوم به المدرسة، ويأتي ذلك بدعم من شبكة الإرادة ومنظمة أوكسفام والتربية».

طالبات يؤدين أناشيد في الحفل المدرسي
طالبات يؤدين أناشيد في الحفل المدرسي
وأضاف «عدد الطالبات في المدرسة ضعف عدد الطلاب، حيث بلغ إجمالي عدد الطالبات (55) طالبة والأولاد (29) طالبا» ويشكر الأخ ناصر أعضاء شبكة الإرادة للتخفيف من الفقر بعدن ومكتب التربية بالمحافظة والمديرية لتعاونهم لإنجاح عمل المدرسة.

وتمنى هو الآخر«استكمال المدرسة وتوفير ما ينقصها لتقوم بمهامها التربوية والتعليمية على أكمل وجه وذلك لأهمية المدرسة للقرية، فنتيجة لعدم وجود مدرسة تغطي القرية تتوقف الطالبات عن الدراسة مما يؤثر عليهن، فلا أحد له القدرة على تعليم كل أبنائه لصعوبة تكلفة المواصلات، مما يؤدي إلى حرمان الطالبات من مواصلة الدراسة أو اكتفاء البعض بتعليم طفله القـراءة والكتابة فيوقفه عـن الدراسة ليتـيح الفرصة للابن الآخر لتعلم القراءة والكتابة». وأعرب عن شكره لـ «الأيام» باعتبارها النافذة الإعلامية الوحيدة التي عملت على نقل معاناة قرية العماد وتوصيل صوتها إلى جهات الاختصاص، كما وجه شكره إلى كل من مد يد العون للقرية والمدرسة.

< وقال الأخ وائل محمد عبدالعزيز، رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية «يأتي نزولنا اليوم لمشاركة أبناء العماد احتفالهم باليوم المدرسي، فرغم الوضع السيئ للمدرسة استطاع طاقم إدارتها وطلابها أن يؤدوا واجبهم وتمكنوا من إقامة هذا الحفل المتواضع» مؤكدا أن المجلس المحلي بالمديرية سيعمل على دعم المدرسة.

وفي ختام الحفل تم تكريم مدرسي ومدرسات المدرسة وعدد من الجهات الداعمة للمدرسة، كما تم تكريم صحيفة «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى