هجوم مرتقب للجيش اللبناني على «فتح الإسلام» وضوء أخضر من أميركا وفرنسا

> عواصم «الأيام» وكالات:

> حذر امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أمس الجمعة من حل عسكري لقضية مجموعة فتح الاسلام الاصولية المتحصنة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطين في شمال لبنان معتبرا ان من شأن هكذا حل ان يهدد مصير الجيش اللبناني ويدخله في "فتنة".

وقال نصر الله في خطاب مباشر على محطة تلفزيون المنار الناطقة باسم الحزب الشيعي "القول بالاقتحام (لمخيم نهر البارد) خطير. بكل وضوح وصراحة ولمصلحة لبنان اقول مخيم نهر البارد والمدنيين والفصائل الفلسطينية جميعهم خط احمر".

واضاف في الخطاب الذي القاه لمناسبة العيد السابع لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي "حذار من الذهاب الى الفتنة. واجبنا الحفاظ على الجيش لا ان نزج به في فتنة لان القضية لها تعقيدات على كل الصعد الميدانية والمحلية والاقليمية" معتبرا ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة "التي ما زالت قائمة في لبنان" بدون تجاذب حولها.

وحمل امين عام حزب الله "من يأخذ القرار (بدخول الجيش مخيم نهر البارد) مسؤولية هذا القرار" لانه يؤدي الى "التضحية بالجيش والشعب الفلسطيني ولبنان".

وقال "هذا ليس دفاعا عن فتح الاسلام بغض النظر عن موقفنا منهم او موقفهم منا (...) لكن لا يمكن ان نغطي حرب مخيمات من هذا النوع (...) هذه مشاريع مشبوهة قد تفجر الوضع اللبناني-الفلسطيني والوضع اللبناني-اللبناني".

الجيش اللبناني يهدد عناصر "فتح الاسلام" بالرد "بكل حزم وقوة"
هدد الجيش اللبناني أمس الجمعة بالرد "بكل حزم وقوة" على مقاتلي منظمة "فتح الاسلام" الاصولية الذين يتحصنون في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان وذلك غداة اشتباكات متقطعة جرت بين الطرفين.

واعلن الجيش اللبناني أمس اعتقال "عدد كبير" من مسلحي منظمة فتح الاسلام المتطرفة في منطقة طرابلس وفي محيط مخيم" نهر البارد، مشيرا الى انه عزز مواقعه حول المخيم.

وحذر الجيش من ان "لا تهاون ولا مساومة مع القتلة المجرمين ولا مجال امامهم سوى الانصياع للنظام والقانون وتسليم انفسهم للعدالة".

واعلن وزير الدفاع الياس المر الذي استقبل ظهر أمس في منزله في الرابية وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والوفد المرافق اضافة الى السفير الفرنسي برنار ايمييه "نترك المجال على الصعيد السياسي للمفاوضة بهذا الموضوع"، مضيفا "اذا فشلت المفاوضات السياسية، سأترك لقيادة الجيش واركانه وعملياته القيام بالمناسب لحماية المواطنين الفلسطينيين الابرياء داخل المخميات".

وقال "هذه نقطة اساسية واشدد عليها، الهدف الاساسي عدم اذية مدنيين، وبعد تأمين هذا الشق، فان الشق الاخر وهو العملاني، فيعود الى قائد الجيش وقيادته واركانه لينظروا في كيفية التصرف عملانيا، ولكن الاكيد الشهداء الذين سقطوا من الجيش لم يسقطوا لينطوي الملف، فالموضوع اخطر واكبر ويجب معالجته بالحجم ذاته".

وردا على سؤال، قال المر "هناك 30 شهيدا من الجيش اللبناني و27 منهم سقطوا في ثكناتهم نائمين، المطلوب تسليم هؤلاء المجرمين الارهابيين الى القضاء العسكري، هذا ما نتمناه".

وردا على سؤال عما اذا كان التوتر سيمتد الى باقي المخيمات في حال اراد الجيش ان يحسم الامر، قال المر "ابدا، الاجواء والاتصالات التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية مع السلطة السياسية تؤكد العكس، بل تدعم الجيش اللبناني وتدين هذه المجموعات".

وعما لمسه من تاييد من الوزير كوشنير لاطلاق يد الجيش لحسم الموضوع، اجاب "الدعم الفرنسي اساسي ومهم، وهذا الامر ليس منذ اليوم، بل منذ التاريخ ودعم الوزير كوشنير المعنوي على صعيد السياسة الخارجية للبنان وللجيش اللبناني فهو مشكور عليه".

واعلن وزير الدفاع الياس المر ان امام هذه العناصر الاصولية "خيارين اما الاستسلام واما الحسم العسكري".

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الجمعة ان اي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بمهاجمة المقاتلين الاسلاميين المتحصنين في مخيم نهر البارد سيكون قرارا "سليما".

واضاف في ختام زيارة لبيروت استمرت يومين ان الهجوم على فتح الاسلام ينبغي ان يتم "بعد اجلاء اكبر عدد من المدنيين، الامر الذي اعتبره ضروريا جدا"، مؤكدا ان "هذا ما يحصل حاليا".

وكانت معلومات صحافية ذكرت ان الفصائل الفلسطينية تقوم بوساطة.

وافاد شهود عيان بعد ظهر أمس الجمعة لوكالة فرانس برس ان قناصة يكمنون عند مدخل مخيم نهر البارد في شمال لبنان يزرعون الخوف في نفوس اللاجئين الفلسطينيين الراغبين بمغادرة المخيم الذي فرغ من نصف سكانه.

وعاد الهدوء الهش الى محيط مخيم نهر البارد غداة اشتباكات ليلية متقطعة هي الاولى منذ بدء الهدنة بعد ظهر الثلاثاء، مما اثار مخاوف من انهيار هذه الهدنة.

وقال متحدث عسكري لوكالة فرانس برس ان "الجيش يحترم الهدنة لكنه سيرد بكل حزم وقوة اذا تعرض لهجوم". واضاف ان "مواقعنا تعرضت مساء الخميس لاطلاق نار من داخل المخيم فردت على مصادر النيران".في المقابل، اكد ابو سليم طه المتحدث باسم فتح الاسلام ان المجموعة تعهدت احترام الهدنة لكنها ترفض الاستسلام رغم محاولة بعض عناصرها الهروب بحرا.

وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات الى 78 قتيلا وفق حصيلة جديدة اعدتها فرانس برس بناء على مصادر فلسطينية ومصادر عسكرية لبنانية.وافاد مراسل فرانس برس ان الجيش واصل ليل الخميس الجمعة تعزيز مواقعه المنتشرة حول المخيم مستقدما نحو 15 دبابة ومدرعة.وافادت هيئات الاغاثة ان عشرين مدنيا فلسطينيا فقط نزحوا عن المخيم اليوم الجمعة.

واعلن الجيش ان بإمكان اي لاجئ مغادرة المخيم سيرا ولكن ليس بوسع من يغادر المخيم العودة اليه.

ونزح عن المخيم منذ بدء سريان الهدنة نصف سكانه البالغ عددهم 31 الفا.

من جهة اخرى، اكد مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان المساعدات العسكرية الاميركية بدأت بالوصول الى الجيش اللبناني الجمعة مشيرا الى ان "ثماني طائرات شحن بدأت الوصول الى لبنان لتسليم الاعتدة العسكرية والذخيرة الى الجيش اللبناني".

واعلنت واشنطن ان هذه التجهيزات تشمل ذخائر وشاحنات وقطع غيار لمروحيات وآليات وانها جزء من مساعدة عسكرية اميركية طارئة للبنان بقيمة 30 مليون دولار.

وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اكد الخميس تصميم الدولة على "القضاء على الارهاب" المتمثل في مقاتلي فتح الاسلام، وان لا مجال للتفاوض مع هؤلاء.

وازاء تزايد احتمالات شن الجيش اللبناني هجوما على مقاتلي فتح الاسلام، توعدت منظمة تطلق على نفسها اسم "تنظيم القاعدة في بلاد الشام" باستهداف المسيحيين في لبنان في حال واصل الجيش اللبناني مقاتلة عناصر فتح الاسلام بحسب ما نقل أمس الجمعة موقع "سايت انستيتيوت" المتخصص في رصد المواقع الاسلامية على الانترنت.

وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ما يفعله اللبنانيون الآن هو محاولة فرض القانون والنظام وترسيخ سيادة القانون في لبنان وهذا شيء في مصلحة الجميع."

ولم يكن لدى كيسي تفاصيل محددة عن شحنة الذخيرة لكن مصادر امنية في لبنان قالت ان ست طائرات امداد عسكري امريكية وعربية وصلت الى مطار بيروت حاملة ذخيرة ومعدات خفيفة اخرى من مستودعات أمريكية في المنطقة ومن الاردن والامارات العربية المتحدة.

وقال شبلي تلحمي الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان المعركة مع فتح الاسلام تمثل فرصة مناسبة للولايات المتحدة لتقديم امدادات عسكرية للحكومة اللبنانية بدون ان ينظر الى ذلك على انه تدخل في السياسات الداخلية وفي المعركة ضد حزب الله المدعوم من سوريا. واضاف تلحمي الذي يعمل بجامعة ماريلاند "هذه (فتح الاسلام) جماعة معزولة ويعارضها الجميع تقريبا من حيث المبدأ." وقدمت الولايات المتحدة نحو 45 مليون دولار مساعدات عسكرية للبنان خلال العام المنصرم.

ووافق الكونجرس في وقت متأخر أمس الأول الخميس على طلب في الميزانية بتقديم 770 مليون دولار كمساعدات للبنان يخصص منها 280 مليون دولار للمساعدات العسكرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى