وزير الخارجية السنغافوري والوفد المرافق له يختتم زيارته الاستطلاعية لوادي حضرموت.. د. أمين بن طالب:الحضرمي وإن هاجر أو ولد في مجتمع آخر يظل يحتفظ بعلاقات مع أهله في الموطن الأصلي

> «الأيام» علوي بن سميط:

> استكمالاً للزيارة الاستطلاعية لوزير الخارجية السنغافوري والوفد المرافق له لوادي حضرموت. «الأيام» التقت بعدد من أعضاء الوفد السنغافوري، وتبادلت الحديث معهم بشأن انطباعاتهم حول زيارتهم لحضرموت وما يتعلق بنشاط السنغافوريين الحضارم، وكان أول من تحدثنا إليه هو د.أمين علي بن طالب، رجل أعمال من نشطاء جمعية الوحدة العربية، ومسئول بجمعية المهنيين المسلمين بسنغافورة، فقال:

«الهدف الرئيسي من زيارتنا مع وزير خارجية سنغافورة اليوم كممثلين للجالية العربية وكأعضاء في جمعية الوحدة العربية بسنغافورة، أولا تعزيز العلاقات بين عرب سنغافورة وإخواننا في اليمن وبالذات في حضرموت، كما نسعى وعبر جمعية الوحدة العربية وبمساعدة الحكومة السنغافورية لإقامة مركز عربي يضم الجوانب الأدبية والثقافية والعلمية وتنمية الهوية العربية والارتباط بالوطن الأم، كما أن من دوافع الزيارة والرحلة تنمية عمليات التبادل الثقافي فمعظم الجالية العربية هناك مهاجرون حضارم، لذلك عملنا على إنجاز اتفاقيتين بصنعاء مع وزارة المغتربين، وكان محضر تفاهم قد وقع مع وزارة الثقافة اليمنية لكي يتم ترسيخ عملية التعرف على الثقافات بين البلدين والشعبين، وستكون البداية كما قلت لكم مركز ثقافي بسنغافورة، كما أننا في سنغافورة كجمعية وكمهاجرين نفكر أيضا بإقامة ندوة عن الهجرة الحضرمية لا تقتصر مواضيعها ومحاورها على هجرة الحضارم إلى سنغافورة أو شرق آسيا بل هجرة الحضارم العالمية، وأنت تعرف أن هجرتنا قديمة حيث هاجر الحضارم منذ قرون وأقاموا اتصالات في الشرق الأوسط بكامله وفي شرق آسيا وشرق افريقيا، وكذلك الحضارم موجودون كجاليات في استراليا وأوروبا وأمريكا وفي كيب تاون بأفريقيا التي وصل إليها الحضارم من أندونيسيا، ولا ننسى في هذا العصر (عصر العولمة) أن الحضارم دخلوا مفهوم العولمة منذ مئات السنين وتأثروا ونقلوا مفاهيم علمية وثقافية وكونوا علاقات في مختلف بقاع العالم، وأقول إن سنغافورة كبلد وكحكومة تركز على الشرق الأوسط وتبحث في اتساع علاقاتها ببلدان هذه المنطقة التي زارتها وفود سنغافورية خلال العامين الماضيين واليمن من بينها، مما يعني أن التقارب سيكون بين البلدين مثمرا إذ من الممكن القول للحكومة السنغافورية إن لديكم جالية كبيرة من اليمن من أصول حضرمية، لذا فإنه ممكن إقامة علاقات متطورة بين سنغافورة واليمن، وأيضا نقول لبلادنا الأم اليمن لديكم جالية عربية بسنغافورة تنتمي جذورها إلى هنا ولها أكثر من مائة سنة، وهذا عامل يساعد كثيرا على تبادل العلاقات وقربها أكثر وطرق التفاهم ستكون أيسر بالتأكيد ، فمن هنا جاءت الزيارة إلى اليمن وبدفعة كبيرة من الجالية العربية وعبر جمعية الوحدة العربية».

< بمعنى القول إن تقوية العلاقات بين حكومتي اليمن وسنغافورة تعتمد أيضا على مستوى التقارب بين الجالية هناك وبين المواطن الأصلي هنا..

ـ نعم نحن هناك كسنغافوريين لا ننسى أصولنا وديننا وأهلنا وارتباطنا بالبلد الأم وجذورنا و(بغينا) ـ قالها بن طالب بلهجة حضرمية ـ أن نسخر علاقاتنا وتواجدنا وأعمالنا لتقوية العلاقات بين سنغافورة واليمن، ويوجد تقليد يمتد منذ مئات السنين هو أن الحضرمي مهما هاجر أو ولد في مجتمع آخر يظل يحتفظ بعلاقات مع أهله في الموطن الأصلي وهذا هو الحاصل بين السنغافوريين من أصول حضرمية وعوائلهم هنا، أي أن التواصل مستمر.

والآن من الممكن أن تكون العلاقات أعلى من هذا المستوى لتصبح علاقات رسمية وتوطيدها مثلا عبر الجمعية العربية للوحدة وتتسع العلاقات أكثر بين اليمن وسنغافورة.

< ماذا عن ربط الجالية هناك بالثقافة العربية للأجيال الجديدة؟

-نخطط لإقامة مركز عربي لتعليم أولادنا اللغة الأم وممكن أيضا للسنغافوريين غير المنحدرين من الأصل العربي، كذلك من السنة القادمة سوف تدرس في كل المدارس السنغافورية اللغة العربية كلغة ثالثة إلى جانب اللغات المستخدمة هناك، ولكن الدراسة لن تكون إجبارية وعلى ذلك فإن التوجه العام لجمعية الوحدة العربية لترسيخ اللغة العربية على طريق جعلها من ضمن اللغات الرسمية هناك.

< ما هي النسبة التي يمثلها العرب إلى الجاليات أو الأثنيات الأخرى بسنغافورة؟

ـ بالنسبة للعرب الحضارم هناك أكثر من 15 ألف نسمة، والعرب بسنغافورة يشكل الحضارم الغالبية فيهم، وتعود أصولهم إلى تاريخ موغل في القدم.

< هل هناك تأثير للحضارم السنغافوريين في المجتمع وهل وصلوا إلى مفاصل الحكم والعمل العام؟.

- تأثير الحضارم في المجتمع السنغافوري كبير، وكما تعلم في سنغافورة فإن كل مواطن سنغافوري، ولا توجد فوارق بين العربي الملاوي أو الصيني فالكل سنغافوري والتعايش يشكل الهم المشترك بيننا، وللحضارم دور تاريخي في المجتمع السنغافوري، فمثلا: من ضمن الوفد في هذه الزيارة يوجد د.أحمد محمد المجاد، عضو مجلس نواب سنغافورة، وهو من أصول حضرمية وكذا فإن مفتي سنغافورة من عائلة آل سميط، وكان أيضا في حكومة سنغافورة وزير عربي من مكة.

< كرجل أعمال سنغافوري ومن نشطاء المجتمع هناك هل تفكرون باستثمارات تخصكم في اليمن؟

- التفكير أو الفكرة موجودة لإقامة بعض الأعمال وسوف أزور عدن لهذا الغرض لمعرفة إمكانات ما أرغب الاستثمار فيه.

< هل ترى أن عدن سوف تستعيد مجدها التجاري وميناءها؟

- أتمنى من كل قلبي أن تحقق عدن ذلك، إن شاء الله.

نحن جزء من المجتمع السنغافوري
بعدئذ تحدثنا والسيد علوي محمد عيديد، رجل أعمال ونائب ثان في جمعية الوحدة العربية السنغافورية، وسألناه عن أهم أهداف جمعية الوحدة العربية السنغافورية.. فأجاب بقوله:

«جمعية الوحدة العربية كتجمع أو جمعية للمهاجرين العرب وخصوصا ذوي الأصول الحضرمية تأسست بمسميات عديدة، كالنادي العربي إلى أن استقر الاسم، وبدأت عام 1946م بجمعية الوحدة العربية السنغافورية ومن أهدافنا إيجاد الهوية الشخصية العربية لعرب سنغافورا والتمسك بأصولهم ومعرفة جذورهم وثقافتهم.

وتعتمد الجمعية على أعضائها في عناوين مشتركة أهمها اللغة والدين والصلة بين الأرحام والثقافة والتاريخ، ومن هنا نعمل بداخل الجمعية على تدريس اللغة العربية لأولادنا من الحضانة والروضة وتنظيم اللقاءات بين أعضاء الجمعية، ففي شهر رمضان من كل عام تزداد اللقاءات كثيرا ونتناقش في عدد من الأمور التي تهمنا، وبدأنا منذ سنوات بإقامة صلاة العيد، إذ يجتمع العرب السنغافوريون عموما وعدد من المسلمين من الأعراق الأخرى، وفي مقر الجمعية يتم تبادل التهاني.

وفي جانب ترسيخ الهوية والربط بين المواليد هنا، فإننا ثقافيا وتاريخيا كحلقة اتصال وتثقيف نصدر مطبوعة اسمها «المهجر» ولدى الجمعية فرقة موسيقية وفرق تراث وفرق رقص شعبي، كما أن هناك فرقا رياضية للشباب كي يمارسوا هواياتهم ويتعارفوا ويكتسبوا الخبرات، وبما أن المجتمع السنغافوري من عدة جاليات أو جذور، فإننا نعمل أيضا على ترسيخ مفهوم أننا كعرب وحضارم نحن أيضا من هذا المجتمع ومندمجون مع المجتمعات الأخرى، وفي الأخير نحن جزء مهم من مجتمع سنغافورة.

إلى ذلك فإن العضوية في الجمعية ليست مقصورة على من هم من أصول حضرمية فحسب بل هي مفتوحة لكافة الجاليات العربية، ولذلك فإننا كل يوم جمعة من كل أسبوع نعرض فيلما عربيا بمقر الجمعية كوسيلة تثقيفية وتوعوية بثقافة العرب عموما.

زيارة ستتبعها زيارات أخرى
التقينا بعد ذلك برجل الأعمال لطفي أبوبكر لعجم، وسألناه عن هذه الزيارة، وهل هناك تغييرات شاهدها بوادي حضرموت خاصة وأن له زيارات سابقة .. فأجاب:

هذه الزيارة مع وزير الخارجية السنغافوري لبعث وتطوير العلاقات بعد فترة ماضية شهدت تغيرات عالمية، فهذه أول زيارة رسمية رفيعة المستوى من الجانب السنغافوري لليمن ستتبعها من وجهة نظري زيارات أخرى، فالعلاقات السنغافورية اليمنية بالطبع ستكون متميزة لوجود مغتربين وجالية كبيرة هناك، في زيارتي هذه شاهدت النفوس مرتاحة وبرأ يي سوف يتحقق في المستقبل الشيء الكثير والجميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى