متى يحدد محلي عدن موقفه من الممارسات المحبطة للشباب؟

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
من الأمور المسلم بها أن من يتقدم لترشيح نفسه، بالأصالة أو التكليف من حزبه للانتخابات الاشتراعية أو المحلية يقدم عدداً من الوعود لناخبيه بأنه سيعمل على راحتهم وتبني قضاياهم الملحة وإلى آخر القائمة من الوعود، وبالمقابل يستبشر الناخبون الخير كل الخير بالذين منحوهم أصواتهم وإلا فما فائدة تلك المجالس؟!

بدأ الحزب الحاكم تطبيق برنامج الإصلاح الإداري والمالي على مراحل اعتباراً من العام 1995م وسادتها جرعات تصاعدت معها تكاليف الحياة وبدأت الحكومة خططاً تنموية لمكافحة الفقر وعولت الحكومة على مساهمة القطاع الخاص في الاستثمار بهدف خلق فرص عمل وخابت الحسابات، إلا أن البديل الثاني تمثل في تشجيع الأعمال الصغيرة ورعايتها وورد هذا الالتزام في استراتيجية مكافحة الفقر، بيد أن تلك الاستراتيجية لم تعكسها الحكومة كالتزام على كاهل المكاتب التنفيدية والمجالس المحلية في المحافظات، والدليل على ذلك أن المجالس المحلية للمديريات في محافظة عدن لم تستوعب بعد أن الذين يبيعون الكتب والمجلات (القديمة) في أماكن مكشوفة يندرجون ضمن أصحاب الأعمال الصغيرة من ناحية، وأنهم يوفرون كتباً قيمة بأسعار زهيدة من ناحية أخرى، لأن الكتاب قد أصبح من غير المقدور عليه لأن سعره قد أصبح فاحشاً، وتكون المجالس بذلك قد حرمت أصحاب الأعمال من مصدر رزقهم وأعلنت الحرب على القراء الراغبين في اقتناء الكتب الجاذبة العناوين الرخيصة الأثمان .

ظاهرة محبطة أخرى أن المجلس المحلي في المحافظة لم يكلف نفسه عناء البحث عن الأعداد الكبيرة من الشباب الذين ضاعت أعمارهم هدراً في سنوات التطوع كمرحلة أولى وسنوات التعاقد كمرحلة ثانية وهي ظاهرة غريبة، بل ودخيلة على محافظة عدن وهي غير إنسانية بكل المقاييس .

لا يدرك أعضاء المجلس المحلي المنتخبون من السكان أن التطوع شكل ساخر من أشكال السخرة، لأن لا أحد يتصور أن يقضي الشاب سنوات من عمره في العمل التطوعي ومن بعد ذلك يعمل بالتعاقد، وهو نظام سلبي في جانبين :1) أن أجر المتعاقد في الكثير من الحالات هو أقرب إلى (السخرة) لأن لا أحد يتصورأن يعمل الشاب بأجر لا يتجاوز الـ 5000 ريال. 2) أن المتعاقد غير مشمول بنظام التأمينات.

ترى كم سيقضي هذا الشاب بعيداً عن الخدمة التقاعدية؟ ترى لو أن عاديات الدهر (كالموت أو المرض أو الشلل أو ما شابه ذلك) طالت هذا الشاب، ما الذي سيحدث له أو من يعول؟ ترى متـى سيحقق هذا الشاب طموحه في بناء مسكن أو زواج؟

مساكين شباب هذه المحافظة الذين حاربوا البطالة والفقر بما هو أسوأ من هذا وذاك، لأن أعضاء المجلس المحلي المنتخبين من سكان المحافظة غير مدركين أن التعريف القياسي للعاطل «هو كل إنسان قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه ويقبله بحدود الأجر السائد».

أريد أن أسأل أعضاء المجلس المحلي المنتخبين : كم قادراً من الشباب على العمل ؟

كم الراغبين منهم في الأعمال التي يؤدونها ؟

ما هو الأجر السائد في البلاد؟ هل ينطبق أجر التعاقد مع ذلك الأجر؟

الاجابة عن هذه الأسئلة تتطلب جهوداً مضنية للوصول إلى الحقيقة ولا أحد راغب في الوصول إلى الحقيقة،ربما لأنها خط أحمر .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى