سعادة سفير الجمهورية التونسية الشقيقة بصنعاء عبدالعزيز بابا الشيخ لـ «الأيام»:الوحدة فاتحة خير لكل الشعوب العربية وقد احتفلنا بها يومها في تونس .. أشكر «الأيام» على جهودها في نشر المعلومة الصحيحة وتنوير الرأي العام اليمني

> «الأيام» عبدالملك الشراعي:

>
السفير التونسي عبدالعزيز بابا الشيخ أثناء حديثه للزميل عبدالملك الشراعي
السفير التونسي عبدالعزيز بابا الشيخ أثناء حديثه للزميل عبدالملك الشراعي
أجرت «الأيام» حوارا مع سعادة سفير جمهورية تونس الشقيقة لدى اليمن الأخ عبدالعزيز بابا الشيخ حول الوحدة اليمنية ودورها في مسار تحقيق الوحدة العربية وعن واقع الصناعة في اليمن والنظرة إلى السوق العربية المشتركة في ظل العولمة وتحرير التجارة الدولية .. فإلى الحوار.

< سعادة عبدالعزيز بابا الشيخ سفير الجمهورية التونسية الشقيقة المعتمد لدى بلادنا نرحب بك أولا في محافظة تعز ويسعدنا استضافتك في صحيفة «الأيام» من خلال هذا اللقاء فأهلا ومرحبا بكم.

- أهلا وسهلا، وبادئ ذي بدء أتقدم بالشكر لجريدة «الأيام» الغراء على ما تقوم به من جهد طيب في نشر المعلومة الصحيحة والقيمة وتنوير الرأي العام اليمني، كما أغتنم هذه الفرصة واحتفال الجمهورية اليمنية الشقيقة بعيدها الوطني السابع عشر لأتقدم بأخلص التهاني للشعب اليمني الشقيق وعلى رأسه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والحكومة اليمنية.

< سعادة السفير ما تعليقكم على الوحدة اليمنية كحدث وطني وقومي ودورها في مسار تحقيق الوحدة العربية؟

- كما تعلمون فإن الوحدة اليمنية جاءت بعد مفاوضات طويلة دارت بين شطري اليمن الجنوبي والشمالي تكللت بإعادة توحيد اليمن، فكانت فاتحة خير للأمة العربية التي استبشرت بهذا الحدث كافة شعوبها وخصوصا نحن في الجمهورية التونسية، فقد احتفلنا بهذا الحدث الذي جاء وتونس تخطو خطوتها الأولى بعد التغيير المبارك الذي حدث في شهر نوفمبر 1987م لأننا مع أي توحيد للصف العربي أو أي توجه وحدوي يخدم المصلحة العامة للشعوب العربية.

وقد كانت اليمن منذ توحيدها عامل خير لتوحيد الشعوب العربية ومعالجة الكثير من القضايا العربية والإسلامية، حيث كانت لها إسهاماتها في الدعوة لتأسيس الاتحاد العربي والاتحاد الإسلامي إلى جانب دورها البارز في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء سواء في فلسطين أم لبنان أم الصومال والمساهمة في حل مسألة دارفور والتفاعل مع قضايا الشرق الأوسط كتوحيد العراق وتحريره.

وأود أن أشير هنا إلى أننا في تونس نولي أهمية كبرى للوحدة والعمل الوحدوي فالدستور التونسي يؤكد كما تعلمون أن تونس جمهورية دينها الإسلام ولغتها العربية ولنا في هذا الأمر مبادرات كثيرة منها العمل لبناء اتحاد المغرب العربي كخطوة أولى في سبيل تحقيق الوحدة العربية الشاملة، فسياسة التغيير في تونس هي وحدوية أصيلة عملت منذ التحول المبارك على الإسهام الفاعل في محيطها العربي والإسلامي والافريقي والمتوسطي كما عملت على أن تواكب جهودها جهود كافة الدول العربية وفي طليعتها الجمهورية اليمنية في التصدي لكافة التيارات التي تضر بمصلحة الأمة ولا تخدم جهودها في التوحد والتقدم.

< ماذا عن العلاقات الثنائية بين الجمهورية اليمنية والجمهورية التونسية وماذا ينقصها في نظركم حتى تتوطد وتكون أكثر متانة؟

- العلاقات التونسية اليمنية جيدة وهناك حرص كبير في هذا المجال من قبل القيادة السياسية في بلدينا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، واهتمام بتطوير التعاون بين البلدين في كافة المجالات سواء في القطاع العام أم الخاص.

وكما تعلمون والحمد لله هناك إطار تشاوري منتظم من خلال اللجنة المشتركة التونسية اليمنية التي اجتمعت في دورتها الأخيرة نهاية أبريل وبداية مايو 2005م وأسفرت عن إبرام عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات التربية والتعليم العالي والصحة والشباب والرياضة وفي المجال الديني، ولم يمر أي مجال من المجالات لم يتم النظر فيه أو التطرق إليه وإبرام اتفاقيات تعاون مشترك فيه، كما أن هناك الكثير من البرامج التي تم وضعها للتعاون بين المؤسسات اليمنية والتونسية كمركز النهوض بالصادرات التونسية والهيئة العليا للصادرات اليمنية والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة مع اتحاد الغرف الصناعية والتجارية باليمن، كما تم الاتفاق بين البلدين على تكوين مجلس رجال الأعمال لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتبادلة والقيام ببعض المشاريع الصناعية المشتركة استنادا إلى بيئة الإنتاج التونسي واليمني ثم بعد ذلك تكون السوق المشتركة اليمنية والتونسية كمجال لترويج هذه المنتجات.

ونحن بالطبع نعمل بكل ما أوتينا من قوة لتفعيل هذه الاتفاقيات وقد وفقنا بحمد الله في تفعيل عدة برامج ومبادلات بين المؤسسات اليمنية والمؤسسات التونسية والخروج بعدة اقتراحات ومشاريع جيدة، كما نعمل في كافة الاتجاهات للإعداد للدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة التي ستعقد هذا العام إن شاء الله في تونس، فقد تم حتى الآن إعداد عدة برامج تعاون واتفاقيات مشاريع جاهزة لإمضائها في الدورة المقبلة.

كما أن هناك زيارات بين المسئولين في أهم القطاعات الحيوية في مجال الصحة والتربية والتعليم وفي المجال الاجتماعي وغيره، بالإضافة إلى تنامي الاهتمامات المتبادلة بالقطاعين الصناعي والتجاري من خلال الزيارات المكثفة لرجال الأعمال اليمنيين إلى تونس، وهناك الكثير من رجال الأعمال التونسين وأعدادهم في تنام مستمر وهم مهتمون بالتعامل مع إخوانهم اليمنيين لانجاز مشاريع مشتركة.

إننا مطمئنون على مستقبل العلاقة بين البلدين إلى جانب التقاء الأفكار ومواقف البلدين في كل القضايا المطروحة سواء على الساحة العربية أم الدولية فمواقفنا متطابقة بدرجة عالية ونعمل سويا لنكون داعمين لإيجاد حلول للقضايا العالقة سواء في العالم العربي أم الإسلامي، كما أن هناك تنسيقا مكثفا ومتقدما بين الحكومتين التونسية واليمنية تجاه القضايا المطروحة في المحافل الدولية.

< خلال زيارتكم لعدد من مصانع مجموعة هائل سعيد كيف وجدتم واقع الصناعة في اليمن وما انطباعاتكم عن هذه الزيارة؟

- لقد شاهدت في مصانع هائل سعيد مستوى إنتاج عالمي مميزا ولفت انتباهي التنظيم المميز والتكنولوجيا المتقدمة والإتقان في العمل والأخذ بكل مستلزمات التخطيط وتطوير المنتجات والالتزام بالمواصفات والمقاييس وقواعد الصحة والسلامة واحترام البيئة التي تعمل فيها ومتطلبات الحفاظ عليها وعلى السكان إلى جانب سعة هذه المصانع التي قلما نشاهد مثيلاتها في دولنا بالعالم العربي بل يمكن لي القول إن الانسان حينما يزور هذه المصانع لا يفكر مطلقا أنه في دولة عربية بل يفكر أنه قد يكون في دولة أوروبية.

ولعل ما لفت انتباهي في هذه المصانع هو الحماس الكبير من قبل الشباب العاملين فيها ومواصلة العمل على مدار 24 ساعة متواصلة دون توقف حتى في أيام الجُمع والعطل الرسمية في بعض الأحيان وهو أمر ينفي الصورة التي يحملها البعض عن العامل اليمني بأنه يعمل نصف دوام ثم يقضي بقية يومه في (التخزين).

ونأمل من كافة المصنعين في القطاع العام والخاص العربي أن يحذوا حذو هذه المصانع في كافة المجالات وخصوصا في مجال الجودة والإتقان حتى نستطيع أن ننافس غيرنا من المنتجين العالميين واكتساح الأسواق الخارجية.

< وماذا عن زيارتكم لمؤسسات خدمة المجتمع التابعة للمجموعة كمركز الأسر المنتجة ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة؟

- كما سعدت أولاً بزيارة القطاع الصناعي للمجموعة فقد سعدت أكثر بزيارة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ومركز الاسر المنتجة، وكانت سعادتي منطلقة من أن بناء الإنسان هو أساس كل بناء (الفكري والعلمي والثقافي) وكذلك تنمية الاسرة ورفع ثقافة ومعرفة الفتاة بما تحتاج إليه وتنميتها. وشاهدت في زيارتي لمركز الأسر المنتجة ما يتم في هذا الجانب من تنمية وتأهيل للفتيات في مجال الطباخة والتدبير المنزلي والتجميل والكوافير، وهي أشياء هامة ونافعة لها في حياتها اليومية والأسرية إلى جانب تعليمها الخياطة والتطريز وتصميم الأزياء وتشجيعها على العمل واعتمادها على ذاتها ونفع مجتمعها وأسرتها، وقد أعجبت بما شاهدته من أزياء في هذا المشغل فهي تحافظ على الزي التقليدي لكنها في الوقت نفسه منفتحة على الأزياء العالمية الأخرى.

كما زرت أيضا مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة التي كنت قبل زيارتي لها أسمع عن مختلف الجوائز التي تقدمها والتي تمثل حافزا كبيرا للعاملين بالفكر والثقافة والباحثين في العالم العربي وتشجع على التنافس للإنتاج الثقافي، غير أنني حين زرت المؤسسة رأيت نشاطا واسعا لا يقتصر على جانب دون آخر فقد وجدت مكتبة ثرية سأسعى إن شاء الله لدعمها ببعض المؤلفات والمنشورات التونسية، كما وجدت متحفا للنقود اليمنية عبر العصور ومركزا لثقافة الطفل واهتماما بالفنون التشكيلية وتأهيل الطلاب في مجال المعلوماتية من خلال تعليمهم الانترنت والكمبيوتر، وهذا كله عمل مشكور وجهد رائع وهي تجربة يجب أن نستفيد منها في كافة أقطارنا العربية حتى تواكب نهضتنا الصناعية نهضة ثقافية مرافقة. ونحن لدينا في تونس بعض التجارب من قبل المؤسسات التي تقوم برعاية مجالات ثقافية لإنتاج الكتب وتوزيع الجوائز، لكنها ليست لديها مراكز متخصصة كما شاهدت في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة التي هي على درجة متميزة بالنسبة لنظيراتها في العالم العربي.

< هل بالإمكان للسفارة التونسية أن تبادر للدعوة لإقامة معارض كاتلوجات أو منتجات للصناعات التونسية في اليمن؟

- هذه النقطة كانت ضمن أهداف زيارتي، فهناك بعض مراكز الأعمال في تونس ورجال أعمال مهتمون كثيرا بتطوير التعاون في كافة المجالات مع إخوانهم من رجال الأعمال اليمنيين وقد حرصت تونس في السنوات الأخيرة على الحضور أكثر فأكثر في السوق اليمنية، وهناك من المستثمرين في تونس من يفكر في إقامة مشاريع صناعية مع إخوانهم الصناعيين اليمنيين في عدة مجالات وقد انطلق في عدن مشروع في مجال صناعة النسيج بالاشتراك بين أحد الصناعيين التونسيين وبعض الصناعيين اليمنيين.

وخلال هذا العام قرر المجلس الوطني للمعارض أن تشارك تونس بصفة رسمية في معرض صنعاء الدولي الذي سيقام الشهر المقبل، كما أن هناك حتى الآن قرابة 25 شركة في مجالات متعددة سيقدمون إلى اليمن لدراسة إمكانية الاشتراك مع الصناعيين والتجار اليمنيين في عقود إنتاج وتبادل منتوجات، وهناك من يهتم بمجال الاستيراد والتصدير خصوصا في مجال المواد الغذائية والأسماك من اليمن.

وإلى جانب المشاركة في معرض صنعاء فهناك شركة ستقيم إن شاء الله خلال النصف الثاني من هذه السنة معرضاً للمنتجات التونسية في اليمن.

< انتهى قبل أيام مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية وعرض فيه أكثر من مائة فرصة استثمارية.. نريد أن نعرف تقييمكم للنتائج التي خرج بها المؤتمر.

- أعتقد أن هذا المؤتمر تكلل بنجاح كبير واستطاع حشد عدد من الموارد الهامة لدعم الاقتصاد اليمني وتمكينه من الاندماج في الاقتصاد الخليجي بالدرجة الأولى واقتصاديات المنطقة، وقد كان هذا المؤتمر بالطبع محل اهتمام من قبل كل المؤسسات التونسية التي تتابع باهتمام تطورات بيئة الاستثمار في اليمن وسنعمل سويا مع إخواننا اليمنيين لدراسة إمكانية المساهمة في عدد من المشاريع وقد تقدمت عدد من المؤسسات التونسية بأفكار لتطوير بعض المشاريع والمشاركة فيها، خصوصا فيما يتعلق بالبنية التحتية والاستثمار السياحي وعلى رأسها السياحة الاستشفائية وتطوير الاستفادة من المياه المعدنية التي تشتهر بها اليمن، ونأمل أن يجد الممولون والمستثمرون من مختلف المؤسسات العربية والدولية بعض الفرص الكبيرة للمساهمة في دعم برامج ومشاريع التنمية والاستثمار في اليمن التي من المؤكد أنها ستسهم في تعزيز قدرة الاقتصاد اليمني بشكل أكبر للاندماج في إطار السوق الخليجية والعربية بالإضافة إلى دخول اليمن إن شاء الله قريبا في منظمة التجارة الدولية التي ستفتح مجالات كبيرة للتعاون التجاري والصناعي مع بقية الدول في المنظمة.

< ما دوركم كسفارة في مجال التعريف المتبادل بمناخ الاستثمار في كل من تونس واليمن لدى رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين؟

- بالطبع الدور الأساسي الذي تقوم به السفارة التونسية في مختلف دول العالم هو التعريف بمناخ وقوانين الاستثمار في تونس، وقد كان لنا هنا في السفارة التونسية بصنعاء جهود كبيرة في تقديم المشاريع، فهناك كما تعلمون حاليا توجه كبير في تونس لخصخصة القطاع الصناعي وإقامة المشاريع الاستثمارية والتطوير الاقتصادي، وقد قمنا بتعريف الإخوان في أغلب المؤسسات الصناعية اليمنية بالمشاريع المعروضة في بورصات المشاريع للاستثمار في إطار الخصخصة، إلى جانب تعريف الإخوة المستثمرين اليمنيين بمختلف المشاريع التي يتم تطويرها في تونس. وفي المقابل نقوم أيضا بتعريف المؤسسات التونسية ورجال الأعمال بالمشاريع والمجالات الاستثمارية التي يتم تطويرها في اليمن والفرص الاستثمارية المتاحة للنظر في إمكانية المشاركة والاستثمار فيها.

< من خلال لقائكم اليوم بقيادة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه هل ثمة مواضيع أو مجالات تعاون اقتصادي مع المجموعة تمت مناقشتها؟

- بالتأكيد، فقد تركزت اهتماماتنا في هذا اللقاء على تطوير التعاون بين المؤسسات التونسية الصناعية والتجارية ومجموعة شركات هائل سعيد أنعم في كافة المجالات، وناقشنا مع الإخوة في مجموعة هائل سعيد فكرة إحداث توأمة بين المؤسسات الصناعية في المجموعة ومثيلاتها في تونس وإمكانية تفعيل مجلس رجال الأعمال ومدى مساهمة المجموعة في تنشيط مثل هذا المجلس وتنمية التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين الشقيقين.

< قبل الختام سعادة السفير كيف تنظرون إلى مستقبل مشروع السوق العربية المشتركة في ظل العولمة وتحرير التجارة الدولية؟

- أستطيع القول إن هناك حتى الآن نتائج جيدة في اتجاه إرساء السوق الحرة بين الدول العربية، خصوصا بعد أن تم تفعيل هذه السوق بين كل من المغرب وتونس والأردن واليمن ومصر، وقد كان لهذا الاهتمام بعض التأثير الإيجابي حيث تضاعف نمو التجارة البينية بين هذه الدول خلال السنوات الماضية ونامل أن تكون هناك جهود أكبر ومبادرات أشمل وتذليل الصعوبات والعراقيل التي تحول دون انسياب السلع والخدمات، والتي سيكون لها أطيب الأثر في تنمية التبادل التجاري بين الدول العربية. وبالطبع نحن لا نفكر في المبادلات السلعية وحسب، لكن نفكر بتفعيل تبادل الخدمات لأنها مجال هام جدا في المحيط العربي، وكذلك فإن تسهيل انتقال الكفاءات في المحيط العربي الشاسع أمر مهم سوف يساعد أغلب الدول العربية على الاستغناء عن الكفاءات غير العربية.

< هل من كلمة تودون قولها في ختام هذا اللقاء سعادة السفير؟

- لقد كانت الزيارة إلى محافظة تعز ثرية جدا واكتشفت خلالها الكثير من الجوانب المهمة في هذه المحافظة من الناحية الثقافية والعلمية، وأتاحت لي التعرف على وجه ناصع ومشرف لليمن وهو هذه الريادة التي شاهدتها في المجال الصناعي وتطور معدل الإنتاج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى