اشتباكات متقطعة تهز مخيم نهر البارد في شمال لبنان

> نهر البارد «الأيام» نزيه صديق:

>
لاجئون فلسطينيون يحرقون كراتين مواد غذائية احتجاجا على استمرار القتال بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام في معسكر بدوي
لاجئون فلسطينيون يحرقون كراتين مواد غذائية احتجاجا على استمرار القتال بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام في معسكر بدوي
اندلعت اشتباكات ليلية أمس الثلاثاء بين القوات اللبنانية والمسلحين الاسلاميين داخل مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان ، حسبما ذكر مصدر في الجيش اللبناني. وقال المصدر إن عناصر من تنظيم "فتح الإسلام " بدأت إطلاق النار على نقاط التفتيش التابعة للجيش اللبناني حول المخيم مع حلول الليل ومن ثم فقد تعين على الجيش الرد " بقسوة ".

وسمع دوي القصف العنيف والانفجارات في أنحاء المنطقة بينما أعلن الجيش أنه " يرد على الهجوم الذي شنه مقاتلو فتح الاسلام". وفي وقت سابق من يوم أمس قتل جندي بالجيش اللبناني خلال معارك متفرقة في اليوم التاسع للقتال في مخيم نهر البارد بين القوات اللبنانية وعناصر فتح الاسلام. وقد دفعت المعارك 34 ألفا من سكان المخيم إلى الفرار غير أن الجيش قد فرض طوقا أمنيا مشددا حول المخيم للحيلولة دون هروب المسلحين. وقال مصدر بالجيش إن الجندي قتل من جراء إطلاق النار عليه من جانب قناص عند المدخل الجنوبي للمخيم. وبذلك يرتفع إلى 78 عدد الاشخاص الذين قتلوا في الاشتباكات بين الجانبين.وتتضمن حصيلة القتلى الآن 32 جنديا. ودارت الاشتباكات في المخيم الواقع بشمال لبنان على ساحل البحر المتوسط بينما نظم عشرات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البداوي الذين نزحوا من نهر البارد القريب مظاهرة للمطالبة بوقف دائم لاطلاق النار والسماح لهم بالعودة إلى منازلهم.

وخرقت الاشتباكات المتقطعة بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الاسلام التي تسير على نهج القاعدة الهدنة الهشة التي أعلنت الاسبوع الماضي للسماح لسكان المخيم البالغ عددهم نحو 40 الفا بالمغادرة نظرا لنقص الغذاء والماء والكهرباء.

وقتل جندي لبناني في الاشتباكات التي اندلعت في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء ليصل إجمالي عدد القتلى في أسوأ اقتتال داخلي يشهده لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 إلى 79 شخصا على الأقل هم 34 جنديا و27 مسلحا و18 مدنيا.

جانب من الاشتباكات أثناء المساء
جانب من الاشتباكات أثناء المساء
وطالبت الحكومة اللبنانية المسلحين بتسليم انفسهم ومواجهة العدالة لكن قادة فلسطينيين يتوسطون في الازمة يقولون ان جماعة فتح الاسلام ترفض تسليم مقاتليها.

وشدد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة على ان لبنان لن ينصاع "للارهابيين" وعبر عن قلقه من سقوط ضحايا بين المدنيين.

وقال "الدم الفلسطيني حار. ونحن لا نستطيع ان نحمل تبعات اراقته. نحن لسنا في هذه المعركة للاعتداء على الفلسطينيين وانما لرد الاعتداء الحاصل على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء".

وتتضمن خطة القادة الفلسطينيين اضافة إلى سريان هدنة دائمة في المخيم انسحاب مقاتلي فتح الاسلام ونشر قوة فلسطينية لمراقبة الهدنة.

وقال وسيط فلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه "هناك جمود ومراوحة.. لا يوجد تقدم في الجهود لايجاد حل. عامل الوقت مهم. يجب ان يكون هناك حسم سياسي سريع ولكن هذا لم يحصل بعد."

وقال ان الازمة قد تتعمق اكثر اذا لم تحل بسرعة لان المسلحين وخلاياهم النائمة "سيحصلون على الفرصة لالتقاط انفاسهم والقيام بهجمات في اماكن اخرى. لابد من ايجاد مخرج. لابد من ان تجد الحكومة اللبنانية مخرجا."وقللت الحكومة من شأن فكرة الخيار العسكري الفوري لإنهاء المواجهة وبدت عازفة عن خيار اقتحام المخيم إذ قد يثير ذلك عنفا في مخيم او اكثر من بين 11 مخيما آخر للاجئين بلبنان.

رجل مسن اصيب في الاشتباكات
رجل مسن اصيب في الاشتباكات
ولا يسمح للجيش بدخول المخيمات التي يقطنها نحو 400 الف لاجئ فلسطيني وفقا لاتفاق عربي عام 1969 .

ووصف اعضاء في الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا، فتح الاسلام بانها اداة في يد المخابرات السورية رغم أن دمشق تنفي اي علاقة لها بهذه الجماعة.

وقال سعد الحريري الذي يرأس تكتلا يقود الحكومة لجريدة الشرق الاوسط "الهم الاول لدى الحكومة والجيش هو اخراج المدنيين من داخل المخيم وبعدها سيتعامل الجيش مع فتح الاسلام."

واضاف "الاولوية الآن هي اخراج المدنيين وابعادهم عن الخطر... لا تفاوض مع هؤلاء الارهابيين الذي اتوا إلى لبنان ليقوموا بالدور الذي اوكلته اليهم الاستخبارات السورية."وتقول السلطات اللبنانية ان فتح الاسلام تضم عربا من السعودية والجزائر وتونس وسوريا ولبنان.

شارك في التغطية نديم لادقي في بيروت...رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى